خلف الستار : ما وراء تصعيد مليشيا الحوثي على مأرب ...أرقام وحقائق وتضحيات يكشف عنها موقع " واي إن إن " لأول مرة .. تقرير خاص

11-03-2021 01:04:27    مشاهدات805


واي إن إن - تقرير خاص


منذ ثلاث أعوام ماضية مرت وما إن يتنهي العام إلا وتقوم مليشيا الحوثي بالتصعيد وحشد الشباب والأطفال وتسوقهم نحو الموت قطعانا متتالية ، ولا تنظر إلى حجم الكارثة والقيامة التي تقيمها على أسر أولئك الشباب والأطفال لفقدانهم وإلتحاقهم بمواكب الشهداء حسب زعمهم ذلك .

ترقيات مزعومة وكذب في وضح النهار

وكالعادة تستمر مليشيا الحوثي بمزاولة مهنة الكذب على الدقون والاستخفاف بالرجال وإن صح القول بأنها تستخدم سياسة " التظليل الممنهج للشعب اليمني والعالم " ، ليس ما أقول على هذه الجماعة بجديد ، وما الحال التي وصل إليها المواطنيين الساكنيين في المدن التي تحت سيطرتها إلا تحصيل حاصل ونتيجة لكذبهم وتظليلهم على الناس وما كانت ثورتهم المزعومة إلا إسقاطا للجرعة وهاهم يجرعونهم الويلات ويدفعون أغلى الاثمان لتصديقهم بالخروج معهم ، والجدير بالذكر هنا وما نود أن نشير إليه تفنيد استمالات الحوثي المزعومة وكذبه في وضح النهار ، فما استخدامه لشماعة الرتب والترقيات المزعومة إلا أزهاق للأرواح ودفع الشباب إلى ملاقات رب الأرض والسماوات فالقليل منهم من يجيد استخدام السلاح والاليات القتالية وما النتائج التي وصل إليها إلا دليل ذلك ، فكم من الشباب ذهبوا ولم يعودوا وكم عاد وهو يحمل الحسرة والندامة عندما يفقد أحد أعضائه يده او رجله أو عموده الفقري .

وعندما سألنا أحد عناصر مليشيا الحوثي والذي كنى نفسه "أبو شهيد " والمشارك في أكثر جبهة من قتالية وقائدا لطقم المليشيا في جبهة الضالع وتعز وأخيرا في مأرب ، عن سبب مكثوه في البيت في الأيام التي أزداد فيها التحشيد والاستفنار وإلزام المواطنين بدفع أبنائهم إلى جبهات القتال خصوصا من كان منهم مناصرا ولم يذهب إلى القتال ، بدوره صرح لموقع "واي إن إن " بهذه الكلمات التي تسجل للتاريخ كونها تعتبر عودة بعد ضلالة ورشد بعد غي أجاب وعلامات الحسرة وتعابير الندامة تملئ وجهه يكاد أن يضرب نفسه ويندب حظه واليوم الذي فكر فيه وقرر أن يكون عبدا للسيد كي يصل مبتغاه قائلا " مكوثي في البيت هو جنة الحوثي المزعومة، لم أكن أعلم أنني سأقعد في بيتي ولا أرى أحدا من رفقاء السلاح ، ولم أكن اتخيل أنني سأبقى مع زوجتي وحيدا بعيدا عن الشهرة والصدارة أسيرا الفراش لم أجد قوت يومي وما أسد به جوع أبنائي ، إلا عندما ذهبت معهم للقتال وقتال من قتال أبناء وطني وجلدتي ومسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله ، وليست إلى هنا فقط بل عندما أصابني الطيران مع مجموعة من رفقاء السلاح وكانت إصابتي بليغة اثناء عودتنا من مأرب وبالطقم الذي كان تحت قيادتي تحديدا في الضالع وتم أخذنا للعلاج وهنا الكارثة ، لم أكن أفكر أن هناك تمييز بيننا ونحن مجاهدين إلا عندما وقعت جريحا ولانني لست من نسل القناديل فلا مكان لعلاجي والأهتمام بي مثلهم وحالتي اليوم خير شاهدا على كلامي شلت يدي وتحطم ساقي لعدم الاهتمام أما هم فتم نقلهم على الفور إلى مستشفيات صنعاء ، وعندما قابلني المشرف العام للمحافظة وعدني بالترقية وهأنا إلى اليوم لم أجد شيء ، سوا الجوع والفقر والمرض فأنا طريح الفراش وأبنائي هناك من يسدنهم من أقاربي ويعود الفضل بعد الله لهم " من أراد إن يشتري موته فليذهب مع السيد ومن أراد أن يشتري الوطن فالوطن للجميع وليبقى بعيدا عن مليشيا الحوثي فللوطن رب يحميه " هذا ما انصح به الشباب ، وأخيرا أحمد الله تعالى أنني على قيد الحياة فهناك الكثير مما أعرفهم ذهبوا ولم يعودوا إلا صور ولم نرى عنهم إلا احتفالا بموتهم وهذه هي نهج المليشيا ، فأحمدلله أني عرفت الحق وأهل الحق والله غالب على أمره والله المستعان .

لم يكن المدعو (ابو شهيد) هو الوحيد من المغرر بهم فقط فهناك الكثير ومن ابناء جلدتهم فأثناء مروري على أحد الأصدقاء ألقيت بأحد المعارف والمحسوب على القناديل والذي يكنى "أبو ب الحسني " وله مع المليشيا قصة آخرى أختصرها بالاتي في تصريح خاص لموقع " واي إن إن " قائلا " عندما نادى السيد المزعوم أبناء عمومته وعشيرته للخروج معه والوقوف إلى جانبه أثارتنا شهوة العصبية إلى الخروج وسرعة المبادرة لدعمه مشروعه التخريبي ضد الوطن ، لم نكن نعلم أن ملالي طهران هي من تسير المدعو عبدالملك الحوثي وإلا لما خرجنا ، شعارات بارقة وتمثيل بارع واستحواذ على العقول وتظليل مشرعن هذا هو مشروعه ، نعم ناصرناه ووقفنا بجانبه حتى أرانا الله الحق ، ولم تكن حسرتي وندامتي على فقداني أحد سواعدي أخي صلاح الذي سبق حلمه ولم يصل مبتغاه لقد ذهب علينا وهو في عمر الزهور شاب عشريني له أحلام تفوق سفوح الجبال ، لكن السفاح أخذه ولم يعيده إلينا إلا جثة هامدة ، فهو واحد من بين مئات القتلى المغرر بهم بكذب الحوثي وتدليسه " وعندما تم سؤاله وكيف استطعت الخروج عن الجماعة ولم يلحقوا بك أي ضرر " أجابني بقوله " ذهبت من محافظة إب إلى محافظة تعز لغرض قطع جواز سفر كوني أريد أن اسافر لعلاج كريمتي ، وعند عودتي من تعز اتفاجئ بإيقاف بأحد النقاط التابعة لنا وعمل محاضر معي وتم احتجازي على أنني عائد من الجبهات ، ولم استطع أن ابرر ذلك ولم تنفعني شهادة قريب او صديق او حتى تزكية فتم حبسي لمدة خمسة أشهر وتحويلي إلى إب من سجن الصالح وخرجت بضمانة عائد ، ومنذ أن تم حجزي أحمدلله زادت قناعتي يوما بعد يوم أن أعود نفسي تاركا التعصب لعبد طهران والحمدلله فأنا الان مواطن صالح أحب وطني وأدعم المشاريع الانقلابية ، لم يفو بما وعدوا والدي من ترقية أخي الشهيد ولا حتى صرف مستحقاته ، ونتفاجئ بأن يعين ذو ال 17 عشر من عمره مديرا لقسم منطقة الشعاب ويمنح رتبه مقدم ولم يبلغ سن الرشد بعد ، أي هجمية كهذه.

ما ذكر سابقا ليست سوا قصص وتضحيات بسيطة ومقارنات عثرنا عليها في موقع " واي إن إن " دون بحث او تعمق ، فهناك حقائق كثرة نذكر تلك التي تلف الانتباه ، يقول المرغمي عدت في العام 2017 م ، من مأرب بعد فترة أمضيتها في المعسكر داعما للشرعية مناهضا للانقلاب وعندما ازدادت صحة والدي سوا فكرت بأن أعود إليه كي اقوم بواجبي تجاهه ، وفعلا هذا اللي حصل عندما عدت وما رضته حتى توفاه الله وعندما قرىت العودة إلى مأرب منعتني والداتي كوني وحيد أسرة وها هم قبل أسبوعين أتوا إلى منزلي وقاموا بإيقافي وسجني لديهم في البحث الجنائي بالمحافظة بتهمة أني داعشي واعمل مع الدواعش ، ولم يخرجوني إلا بالضمان التجاري ولم تجدي نفعا تلك الاقوال والتبريرات في محاضر الاستدلال لديهم مدعيين بأنني لا زالت متواصل معهم " انتهى كلامه .

الغريب في الأمر ليس في قضية الوصول إليه وحبسه فقط ، وما يلفت الانتباه أكثر هو كم هو الخوف الذي في قلوبهم وإلى أي درجة وصلت بهم الاستخبارات والتحري والرصد عن المواطنيين ، فقبل أيام عدة قاموا بإخراج لجنة إلى القرى الريفية ووضعت علامات على بيوت تلك الذين يعملون في المحافظات التي تحت سيطرة الشرعية وتحذير أقاربهم من عدم الابلاغ عند عودتهم وأنهم سيقومون بتفجير منازلهم إن لم يبلغوا .

خلف الستار أرقام وحقائق



إن ما نراه ونسمع عنه كل يوم عن وقوع ضحايا كبيرة في صفوف المليشيا لم إلا حصاد الموجود في سنبله ولا ندري عن تلكم الخفايا والتي تقبع خلف الستار ، وتعمل عليها المليشيا على قدم وساق بحث وتحشد وتجميع للاسلحة وحبس للأقارب والمعارف والمحشدين ، وتلبيسهم تهم الخيانة وغيرها .. الخ وبعد بحث وتنقيب عن حجم الاضرار الخفية التي لحقت بالمليشيا أثناء الهجوم على مأرب توصلت إلى معلومات غاية في السرية والتي أفادني عنها مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه ويدعى " ع م س" يعمل لدى المحافظة ، عن فرار الكثير من المغرر بهم والمخدوعين بتظليل المليشيا من مواقع المواجهات في الجبهات وكشف عن أرقام لم تكن تتوقع ، وما تم حصره حتى يوم أمس هو فرار عدد 200 مقاتل من جبهات مأرب والذين تم إرسالهم منتصف فبراير مع أسلحتهم من أبناء محافظة إب فقط ، هولاء هم فروا من أوساط المعارك بعد أن روأ الموت حقا فالكثير هم بين قتيل وجريح ففروا من أن يلحقوا بهم وتعود جثثهم وأشلائهم مجمعة ومختلطة بعضهم ببعض .

لم تنتهي بنا الرحلة إلى هنا فحسب فهناك الكثير من الأرقام التي نسوف يتم سردها في التقرير اللاحق وبعد الحصول على الوثائق التي وعد بإيصالها الى الموقع أحد المصادر المطلعة .

كونوا على الموعد .

انتهى
إعلان
تابعنا
ملفات