ملك المانيا غليوم الثاني يزور دمشق

05-07-2020 11:33:53    مشاهدات400

واي إن إن - ذكرى العياشي

في مثل هذا اليوم 5 يوليو / تموز من العام ١٨٩٨م زار الملك الألماني غليوم الثاني دمشق ، فخرجت المدينة عن بكرة أبيها لاستقباله وكان على رأسها واليها التركي ((مصطفى عاصم باشا)) ، رأت زوجة الملك غليوم الثاني أثناء زيارتها لقلعة دمشق حمارا أبيضا فأعجبها لونه وشكله وطلبت من زوجها أن يشتريه لها لتأخذه معها إلى برلين كذكرى من زيارتهما للشام.
بحث مصطفى باشا عن صاحب الحمار فإذا هو لرجل بسيط يدعى ((أبو الخير)) فطلب منه أن يهدي الحمار لصاحبه الجلالة فرفض أبو الخير ، فعرض الوالي شراء الحمار ولكن أبا الخير رفض مجددا وقال للوالي : الأمر لايتعلق بالمال ، عندي أحصنه أصيلة فلتأخذ أي واحد منها هدية أما الحمار لا!
سأله الوالي عن السبب فقال أبو الخير :سيدي الوالي إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم ستكتب عنه الصحف ويصبح حديث الناس وسيسمونه الحمار الشامي ، وسيقول الناس ألم تجد الملكة في دمشق ما يعجبها سوى الحمير! لن أهديها إياه ولن أبيعه لك!
في القصة درسان مهمان : الأول : أن الوالي برغم نفوذه وسلطانه احترم الملكيه الفردية للناس ، وعندما رفض أبو الخير بيع الحمار أو وهبه مجانا لم يأخذه منه بالقوة كي لا يشعر بالحرج أمام ضيفه ، لقد اختار أن يرد طلب الملكه بدل أن يأخذ من الناس ماهو لهم!
الثاني : أبو الخير على بساطته يقدم لنا درسا عمليا في حب الوطن! حب الوطن ممارسة عملية وليس خطبا وقصائد ومقالات فقط ، لم يرفض إهداء الحمار للملكة عن بخل وإلا فقد تبرع أن يهديها حصانا أصيلا وهو أغلى ثمنا من الحمار ولكنه عز عليه أن يقال عن وطنه أنه بلد ليس فيه مايقتنى إلا الحمير!
إعلان
تابعنا
ملفات