صـنـــعـــاء مــديــنــة الأكـــشـــن.!!

05-07-2020 11:44:44    مشاهدات268

جبران حيدرة


وبعد ما رأيت ما رأيت في صنعاء تخلّقت لديّ من الخيال المحض أسئلة ثقيلة .

ألم يدرك النسابون والمؤرخون بتقسيماتهم ابتداءً من العرب إلى عدنانية وقحطانية مرورًا بالمذاهب والفرق والطوائف والملل والنحل أن هذه التقسيمات ستفتح علينا أبواب جهنم وستقودنا إلى مزالق شرٍ كثيرة لا نعرف لها نهاية .

كيف أصبحت تلك التقسيمات قماقم خرجت منها عفاريت أهلكت الحرث والنسل ودمرت الأمس والغد فنبتت كالنبت الشيطاني في طريق آمالنا وأحلامنا عوسجًا وشوكًا وحنظلا؟!
ما شأني أنا بالصفحات المحبّرة للمقارنة بينهما؟
أيهما أعرق في العروبة أيهما أكثر فتوحات؟ أيهما على الحق؟ ما أسباب التنافس بينهما؟
َما المعارك التي دارت ولمن كانت الغلبة وما أسبابها ؟

لتمحَ أي كتابة يُشتم منها رائحة العصبية النتنة، لتستر كما تستر العورات ، أو لتشطب ولا يعاد تكرارها و تبيئتها و تنشئتها على مذهب السلف الطالح .
ماذا أفادتني سوى أن جعلت من (صنعاء في فندق أموي)..
لماذا أباركها .


أليس رحمها لم ينجب سوى غلاة آثمين ابتدأهم بسر ابن أرطأة وعبدالله الأعور في العصر الأموي وحماد البربري
ومعن ابن زائدة و حماد البربري الذي أرسله الرشيد وقال له اسمعني أصوات أهل اليمن..!!
مرورًا بيحي ابن حمزة وغيرهم الذين أسمعوا الدنيا أصوات الثكالى وذل المحرومين وحشرجة الخوف في صدور الرعية ، آه.. لقلب المثقف حينما يصور واقعه!! والله إنك لتشتم رائحة شواء كبدك !
علمًا أننا لسنا الوحيدون ولكننا الأفجر أقصد الأفضل للحقيقة
يحسب لنا اكتشافات تستحق جائزة (مقبل) وهو اكتشاف الجينات الوراثية قبل جريجور مِندل.

أما التأسل الرجعي لا يفاخر التطوريون أنه يساعدهم كإشارة تطورية في بعض الحيتان والثعابين، فنحن خير من عرفها فما فقد العصبية بعض الأجيال الا وتأتي أجيال تثبت فيهم بكل قوة كإشارة تطور بل تهور..!!
هذآ السبق العلمي التي ترتفع له كل قبعة جعلنا والحمد لله نحدد الشفرات، ونتخد الحفريات لنتجاوز علم الأحياء إلى علم الأموات اللهم لا حسد!
لتصبح عزيزتي صنعاء كوصف المؤرخ أبي الرجال في كتابه مطلع البدور
(كانت صنعاء وعمالها كالخرقة الحمراء بين الأجداء تنتفض عليها الثيران والماعز تمزيقا وتقطيعا !!).
هاهم يريدونها ألا تكون لها ذاكرة في ميدان الإقتصاد إلا شهرة السيوف اليمانية وفي العطاء الفكري وفرة الشعر السياسي ( الحربي) وفي النظام الإجتماعي الأقيال، والرعية السادة والعبيد!!
وليس لها في خزانة اليونسكو الا البرعة والسلتة والنصلة!
حينها تزداد كمية الأكسجين ليصبح كل شيء قابل للإشتعال ولسبب بسيط!
يريدون أن يكون كل شيء في صنعاء يذكر زائرها برائحة الموت.. شوارع للشهداء..مكبرات أصوات داعية للثأر.. جولات ترمز لاستمرار الحرب دون السلام .. جبال.. آبار.. مقابر.. كلها بأسماء الأكشن والعنف..!
سربٌ من اللوحات المتماثلة{ ولا تحسبن الذين قتلوا...} تصنع آلاف الخيام للمشردين والبؤساء.. متاحفٌ تبتدئ بالتبع اليماني القائل :(كل من يحتذى النعال ومن لا يحتذيها عبدي..!!
وينتهي بالدبابة الإمامية وطائرة ميج 17 المتهالكتان في سور المتحف.. حينها ترى جنازات من المواطنين جنازات تمشي على أقدامها.. لا يفرق بين هؤلاء الأحياء وبين أصحاب المقابر إلا أن الأحياء دائما يقولون رب أقم الساعة..!
ترى... وترى...وترى.... ترى كل ما لا تستطيع احتمال!!
لكنك لن ترى ـ الروض الباسم ـ محمد الوزير ، أو البدر الطالع للشوكاني ـ أو الروض النادي للصنعاني.. أو المصنف عبد الرزاق الصنعاني ـ أو عيون الأزهار ـ ابن المرتضى الزيدي.. أو الإكليل للهمذاني..أو ما يذكرك بشمس العلوم ـ نشوان الحميري.
جلهم أعلام مدينة صنعاء فهل ترى لهم من باقية؟
هل سميَّ باسم أحدهم شارع أو مطار أو مقبرة.... لتدرك أنه
لا ظلمٌ ظلمت به صنعاء كالحرب..تبددت بها أمجادها وتلاشت معالمها وتظافرت عليها مؤآمرات التخلف والتأخّر.
إعلان
تابعنا
ملفات