قطاع الاتصالات في اليمن.. تدمير ممنهج ومورد جباية للمليشيا الحوثية

21-09-2020 10:10:15    مشاهدات155


واي ان ان -متابعات

ليس بمقدور الصحفي “نبيل الجُنيد” مواصلة عمله القائم على الاتصالات والإنترنت على حدٍ سوى، خلال الست السنوات الأخيرة، بفعل تراجع الشبكة وانحسارها، جراء الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي المتمردة على اليمنيين، ومنها تدمير الخدمات.

ويقول “إن الحرب أفضت إلى توقفي عن العمل، كما هو الحال لطابور طويل من الصحفيين اليمنيين، نتيجة ارتفاع تعرفة الاتصالات والإنترنت، يقابله دخل ضئيل لا يغطي الاحتياجات اليومية بواقع اليوم, ولأن الإنترنت هو عمودنا الفقري، فلا نستطيع العمل بدونه كما هو الحال للشركات والمرافق، بل وحتى المواطنين”.

ويكمن الخلل بحسب الصحفي الجنيد، الذي تحدث لـ”سبتمبر نت”، إلى زيادة الأسعار، وتلك الإضافات المُجحفة، التي تنتهجها المليشيات تباعًا وهي الممسكة بتلابيب شبكة الاتصالات في صنعاء، بمقابل تردي الخدمة ووصولًا إلى حجب المواقع الإخبارية.

وفور سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء في (21 سبتمبر) من العام 2014م سعت المليشيا الحوثية إلى إحكام سيطرتها خلال السنوات التالية للانقلاب على مفاصل الدولة، بما فيها شركة الاتصالات، وهي التي تدر عليها المال الوفير, لكن وبالرغم من هذه السيطرة عملت معها المليشيا على تدمير الشبكة المتهالكة ذاتها.

وبفعل الترابط الشبكي بين المحافظات اليمنية, عمدت المليشيات من خلال حربها الشعواء على اليمنيين إلى استهداف وقطع الكابلات الخاصة بالاتصالات، وكون عدن تتغذى من أربعة منافذ هي الحديدة عدن وتعز عدن والضالع ولحج عدن، وكيبل آخر عبر عمان، إلا أن المليشيا قطعت كابلين اثنين وهما: كابل الحديدة عدن والحديدة تعز.

وقالت مصادر عمالية بشركة الاتصالات اليمنية إن استهداف المليشيا الحوثية لخطوط الألياف الضوئية في محافظة لحج، في “رأس العارة” وفي اتجاه ’”كرش” إلى التدمير الممنهج، والذي من شأنه أدى إلى القطع المتكرر للإنترنت في عدن والمحافظات المحيطة، بل وأدى إلى تراجع الخدمة مما فاقم الأزمة لدى المواطنين.

وأضافت المصادر ذاتها لـ”سبتمبر نت”: ماتزال الاتصالات في اليمن مركزية في صنعاء، ولأن الإيرادات تورد إلى المؤسسة العامة إلا أن لا معالجات لمثل هذه المشكلات، فضلًا عن مدارة الخلل وإصلاح الخطوط وصيانة المحطات.

ويتحجج الحوثيون كما يقولون إنها محاولة التحالف العربي المتكررة منعهم من استيراد قطاع الغيار الخاصة بالاتصالات، لكن استيراد المليشيات للطائرات المسيرة ينافي حجج المليشيات، بحسب المصادر ذاتها.

وعادةً ما تُنصب أبراج الاتصالات على الجبال والقمم، إلا أن السعي الحثيث للمليشيات في التمركز في هذه المناطق ألقى بظلاله سلبًا على أداء محطات التقوية وأضحت معها شبكة الاتصالات لا تقوى على التحمل، فيما قرابة “20” محطة بمديرية القبيطة، إحدى مديريات محافظة لحج تدمرت كلياً وخرجت عن الخدمة بسبب ما تعرضت له من دمار وهذا ينطبق على بقية المديريات التي نالت نصيبها من سطوة الحوثي.

ويشكو المواطنون من تردي خدمة الاتصالات والتراسل، بسبب عدم الصيانة خلال السنوات الخمس الأخيرة، بسبب الحرب وتلك السياسيات التي انتهجتها المليشيات، والتي عادة ما تأبه لتدمير أبراج الاتصالات فضلًا عن الصيانة، ويذكر أن لا توسعة في أعداد المحطات الذي يقابل التوسع في عدد المشتركين.

ونتيجة لزيادة المشتركين فإن على المؤسسة العامة للاتصالات العمل على توسعة محطات التقوية، وإنشاء الجديدة منها لمواكبة أعداد المشتركين، لكن الحرب أعاقت هذه الخدمة، ومن الطبيعي أن يتعذر على المستهلك الاتصال بحسب المؤسسة، هذا وصاحب هذا التردي للشبكة خروج 60% من السعات الدولية لخدمة الإنترنت في اليمن منذ الشهر الماضي بسبب ما قالت عنه المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية في صنعاء عطل فني في الكابل البحري IMWE الرابط بين مارسيليا والإسكندرية.

ويعدّ هذا العطب هو الثاني بعد خروج مماثل في يناير من العام الجاري للأسباب ذاتها بحسب المؤسسة، فيما توزعت معوقات تقديم الخدمة للمستخدمين هاتفاً كان أو أنترنت، إلى انعدام الشبكة وعدم الصيانة وتهاوي الخطوط واستهداف هوائي الإرسال وتحويل مواقع المحطات إلى مواقع عسكرية للمليشيات، بل وتعدى الأمر إلى حجب المواقع الإخبارية المناوئة للمليشيات والذي كان مبتدأه في العام 2017 وهو امتداد لما بدأته في العام 2016 وعزل معها اليمن عن العالم الخارجي.


سبتمبرنت
إعلان
تابعنا
ملفات