بين الجمهورية الأولى والثانية

23-09-2020 10:46:16    مشاهدات166


رشاد المخلافي

كانت الجمهورية الأولى تحضى بحليف قوي وصادق حينما وقفت مصر عبدالناصر بكل ثقلها مع ثورة 26سبتمبر والجمهورية الأولى وكانت حليفا حقيقيا دعما للمعسكر الجمهوري ، كما عملت على بناء الجيش وساهمت في تسليحه بسخاء من قطعة البندقية الكلاشنكوف إلى الدبابة والمدفع وعربات النقل وفتحت كلياتها العسكرية والأمنية ومعاهدها العسكرية ومدارسها وجامعاتها للطلاب اليمنيين ، وعندما بدأ خطر القوى الملكية يتضاعف على المعسكر الجمهوري بفعل الدعم المادي والعسكري واللوجستي غير المحدود الذي حصلت عليه القوى الإمامية من الأنظمة الرجعية الإقليمية والدولية، وعندما بدأ خطر القوى الملكية يتعاظم على المعسكر الجمهوري هذا الأخير الذي كان في تلك الفترة يتكون من مجاميع قليلة العدد والعدة، استدعى الأمر تدخل الجيش المصري بكل ثقله في المعركة وشاركت تشكيلات الجيش المصري المختلفة "البرية والجوية " في المعركة وكانت القطع العسكرية البحرية للجيش المصري تؤمن ميناء الحديدة وبعد دخول الجيش المصري وخلال أيام قلالئل كان على وشك حسم المعركة، مما دفع القوى الاستعمارية الغربية وإسرائيل وعددا من الدول العربية والإقليمية على مضاعفة دعمهم للمعسكر الملكي وفتح معسكرات تدريب للقبائل الملكية ودخل في المعركة أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي مرتزق تم جلبهم من "بريطانيا وفرنسا وبلجيكا " ومن دول غربية أخرى، كان بينهم جنرالات هم - خبراء عسكريين - كانوا يقودون المعركة ضد الجمهوريين وقفت بريطانيا مع الإماميين بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي والعسكري واللوجستي وكذلك إسرائيل وشاركت معهما أنظمة رجعية إقليمية بفاعلية إلى جانب شاه إيرن ، تم تنظم صفوف القوى الملكية واستخدمت القبائل التي عرفت تاريخيا بإنحيازها للفرس ووقوفها في خندق المعسكر الإمامي الفارسي منذ العصر الباذاني وصولا إلى طفل الكهف عبد الملك الحوثي في العصر الراهن استخدم قطاع واسع من أبناء هذه القبائل في معارك الإمامة والفرس ضد اليمنيين لتحقيق أطماع الفرس.

صحيح أن خروج الجيش المصري الذي تعرض للاستزاف في اليمن وفق مخطط بريطاني غربي وإقليمي وبرغ ذلك إلا الجمهوريين نجحوا في حسم المعركة لولا تدخل الجارة الشقيقة في إعادة الإماميين عبر وهم اتفاق السلام عام 1970م الذي استثنى بيت حميد الدين وأدخل الأسر السلالية الأخرى لتقاسم السلطةوالثروة تحت يافطة الجمهورية، حيث تأمروا عليها من الداخل وقتلوا الحمدي مع صالح وكان صعود صالح إلى سدة الحكم والحفاظ عليه 33سنة نتاج تآمر العقلية السلالية على ثورة 26سبتمبر والنظام الجمهورية، حقبة صالح كانت فترة الخصبة التي بنى السلاليين مليشياتهم وصالح أيضا كان الحصان الذي أوصلهم إلى كل مفاصل الدولة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والقضائية والدبلوماسية خلال ثلاثة عقود مضت ، وعندما خرج الشعب لتصحيح مسار الثورة والجمهورية قام صالح بتسليم الإماميون الجدد المعسكرات والسلاح والبنوك وماتبقى من مؤسسات شكلية على طبق من ذهب.

أما معركة #الجمهورية_الثانية صحيح أنها تفتقر لحليف صادق كما كان دور مصر في منذ الأشهر الأولى لقيام حكومة سبتمبر ، لكن اليوم الوضع تغير والمعركة ليست معركة نخب بل هناك وعي متجذر بقيم الدولة والجمهورية بشكل واسع وغير مسبوق داخل أوساط الشعب بكل مناطقة وقبائلة وشرائحه الاجتماعية وأطيافه السياسية.

الكل يستشعر خطورة اللحظة ويدرك أنه أمام معركة مصيرية مقدسة ولا خيار أمامه إلا الحسم لانتزاع حريته وكرامته وتحرير بلدة والقضاء على أحلام الإماميون الجدد مهمى كانت التضحيات.
إعلان
تابعنا
ملفات