الحوثي والتحالف جرح اليمن الغائر في قلب ايلول

24-09-2020 05:54:42    مشاهدات316


واي إن إن - تقرير

منذ ستة أعوام ماضية وبعد انقلاب جماعة الحوثي على الدولة، وأسقطت العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الذي أًصبح يوصف بـ"النفق المظلم "، نتيجة للوضع الذي دخلته اليمن منذ عام 2014.

وتحت يافطات وشعارات حقوقية وإنسانية أسقطت جماعة الحوثي صنعاء، وسرعان ما اتضح وجهها الحقيقي للعيان واصبح الكل يفهم المغزى من تلك الشعارات المكذوبة ، وانها وسيلة سعت من خلالها السيطرة على كل المحافظات اليمنية، وممارسة مختلف انواع الانتهاكات بحق مناوئيها أو من تتوقع وقوفهم ضد مشروعها.

وبعد الانقلاب السافر على الدولة، تدخل التحالف العربي في شؤون اليمن بشهر مارس/آذار 2015، وبدأ باستعادة بعض المحافظات والمناطق إلى جانب الحكومة اليمنية، إلا أنه توقف وتوجه نحو تحقيق أجندة خاصة به، كما ضغط المجتمع الدولي للذهاب نحو السلام ، وعقدت جولات مشاورات عديدة استفاد منها الحوثيون كثيرا، ولم يتم استعادة الدولة حتى اليوم .

مثلث الحرب على اليمن

وبعد مرور ستة أعوام على انقلاب الحوثيين، ومثلث الحرب القائم على اليمن أرضا وإنسانا، يرى المحلل والحقوقي محمد الاحمدي ، أن الحوثيين يزداد رسوخا في الوقت الذي حاولت فيه السعودية ومعها الإمارات الادعاء بأن الحرب في اليمن هي لمواجهة المشاريع الإيرانية وتوسعها وللقضاء على أدواتها وأهمهما جماعة الحوثي .

وأكد في تصريحه لـ"واي إن إن " أن الشعب يدرك أن الحرب هي حرب على اليمن من جانب التحالف ومن جانب الحوثيين ، وتستهدف المقدرات والإمكانيات على كيان الدولة والمواطنين حد سواء .

وأوضح الاحمدي أن "الحوثيين يستهدفون النظام الجمهوري ويجرون البلاد لهذه الحرب بغية تثبيت مكاسب طائفية وسلالية ، ومن الاستئثار بأرزاق اليمنيين مقابل تبديد كرامتهم، وهم بذلك يتكاملون مع المخططات العدوانية للسعودية والإمارات ومن يقف وراءهما رافعين شعارات واهية لطمأنة الرأي العام ، وقد توالت على انقلاب 2014 انقلابات أخرى وتمردات ، وكلها تؤكد حقيقة واحدة ، هي أن حرب الحوثيين والتحالف، كلاهما جهد عدواني ضمن ثورة مضادة لثورة ربيع اليمن .

التحالف واطماعه على اليمن


وعند التأمل والنظر إلى الوضع الذي وصلت إليه اليمن منذ انقلاب 2014 وفشل التحالف العربي في تحقيق أهدافه المعلنة التي كان من أهمها استعادة الدولة، يؤكد الاحمدي ، أن الشعب وصل إلى قناعة تامة من خلال فداحه ما حصل ، وأدرك حقيقة جماعة الحوثي التي دمرت كل المنجزات منذ قيام الثورة التي أطاحت بحكم الأئمة، وأصبح المواطنون بلا رواتب وانقطاع تام للخدمات الاسياسية آخرها وصول الدبة الغاز المنزلي إلى سعر لا يصدق .

والواضح أن التحالف العربي بقيادة السعودية كانت أهدافه مخالفة تماما لما أتى من أجله، واكتشف اليمنيون نواياهم متأخرا، بعد أن سلموا له كل شيء ، واصبحت سيطرته على أرض الواقع أمرا لا يختلف عليه اثنان .

جهود القبائل ستنهي احلام الحوثي

وفي ظل تراجع قوة الحكومة في المعارك بالجوف ومأرب ، وكان سببه الرئيس ما تعرضت له من قِبل التحالف ، وعدم تعاملها هي أيضا بجدية مع مختلف المتغيرات قبل أن تتفاقم على أرض الواقع وتقود البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم من تشتت وضياع وانهيار للعملة وكذلك فمستقبل الحوثي مرهون بالسيطرة على مأرب وهذه تعد مسألة غير متحققة ايضا .

وبما أن الحوثيين ترسخ نفوذهم بقوة السلاح وغدر التحالف وخيانة وتخاذل قيادات الشرعية، لكن رصيدهم الوطني والشعبي متدنٍ للغاية فهم مشروع هدم استفاد من حقد الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه لتحقيق كل هذه المكاسب، فهم ليسوا أداة بناء أو مظلة شراكة وطنية حقيقية، لهذا فمصيرهم مرتبط بالزوال إذا اتحدت جهود القبائل وتم نبذ الخلافات وتفعيل الإرادات الوطنية المخلصة ، وبما أن الايدي الخارجية قد تطاولت على اليمن أرضا وإنسانا فجراحنا كثيرة ومؤلمة ، فسقطرى شهدت سطوا واستغلال وتنكيل ونقل لأهم القطع الاثرية ونقل الغرس من الاشجار الفريدة في العالم الى دولية الامارات وكذلك انشاء قاعدة عسكرية اماراتية صهيونية تعد كارثة آخرى ، وكما أن الحرب حتى اليوم بمقتل وإصابة آلاف ، ناهيك عن تردي الوضع المادي لدى اغلب المواطنين حتى وصل الحال إلى أن قام أحد المواطنين بإحراق نفسه لعدم قدرته على شراء اسطوانه الغاز المنزلي ، وما تشهده من ارتفاع للاسعار وانخفاض سعر الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية .

وبما أن الشعب اليمني ، اليوم ، يواجه الحوثيين والتحالف، فهو يحتاج إلى قيادة جديدة قادرة على التنظيم َوالترتيب لجبهة جديدة ضدهم بعيدا عن تدخل القوى الاجنبية التي بدورها ، هدمت أهم البنى التحتية لليمن وكشفت أهم المواقع العسكرية ايضا .

يجدر بنا القول إلى أن جبهات المقاومة الداخلية ، والتي تمول نفسها ذاتيا وحدها تعد خيارنا القادر على القضاء على مشروع الحوثي الانقلابي ودحره .
إعلان
تابعنا
ملفات