أبعاد عملية تبادل الأسرى التي حدثت اليوم بين الحكومة والإنقلابيين. كيف أستغلها الحوثيون؟ وقراءة لما بعدها(تقرير خاص)

15-10-2020 09:50:24    مشاهدات281


واي ان ان-تقرير خاص

منذ ما يقارب العامين ، تمخض الجمل فأرا .
فمنذ إعلان الأطراف اليمنية توقيع إتفاق السويد في العاصمة أستوكهولم ،لم يشهد الإتفاق أي تقدم ملموس على الصعيد الميداني سوى إنقاذ الحوثي من هزيمة وشيكة في محافظة الحديدة.

ولكن على ما يبدو أن غريفيث اراد أن يضع مسحوق التجميل على وجه الإتفاق الذي لدغته الإحباطات الكبيرة من جهات دولية عدة .

هذه المرة يشعر غريفيث أنه حقق نجاحا ،بعد ذهابه إلى الملف الإنساني البحت والذي تمثل في إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وإن كان حسب رغبة الحوثيين ،حيث قام بإستبدال أسرى حرب للمليشيات مقابل مدنيين أبرياء أختطفتهم المليشيا من بيوتهم،ففشل غريفيث في إيقاف الإختراقات الحوثية المتكررة في مختلف جبهات الساحل الغربي او تحقيق إختراق بصرف رواتب الموظفين او حصار تعز.

اليوم وبعد طول غياب أستبشر اليمنيون بنجاح تبادل الأسرى بعد المشاورات الأخيرة بين الحكومة والمليشيات في جنيف .

ما تقوله المليشيات

حيث اقلعت طائرة تتبع الصليب الأحمر صباح اليوم وهي تقل 19 أسيرا سعوديا وسودانيا من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وقال الحساب الرسمي لقناة المسيرة “عاجل” التابعة للمليشيات الحوثيه  إن الطائرة تقل 15 سعوديا و4 سوادنيين، سيصلون إلى مطار أبها السعودي”.

كما أقلعت في الوقت ذاته طائرة من مطار صنعاء تحمل 108 أسرى يتبعون الجانب الحكومي اليمني، سيتم نقلهم إلى مطار سيئون الدولي.

أعلنت جماعة الحوثي عن وصول 360 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي ممن أُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل.

وقال رئيس لجنة الأسرى التابع للحوثيين عبدالقادر المرتضى في مؤتمر صحفي إن الأسرى وصولوا على متن ثلاث رحلات جوية لطائرات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأضاف “غدا الجمعة سيصل 200 أسير من مطار عدن وسنفرج عن 150 أسيرًا من صنعاء”.

وبحسب القيادي الحوثي فإن جماعته واجهت صعوبات كبيرة حتى وصلت إلى هذا اليوم، وبعض الأطراف لم ترد لهذه العملية أن تتم.

وفي وقت سابق اليوم أعلنت جماعة الحوثي، إقلاع الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من مطار صنعاء الدولي على متنها مختطفون لدى الجماعة ضمن صفقة تبادل الأسرى باتجاه مطار أبها.

في غضون ذلك وصل المختطفون المفرج عنهم من قبل جماعة الحوثي اليوم الخميس مطار سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن.

وتوصل طرفا الصراع في اليمن إلى اتفاق يتضمن تبادل أكثر من ألف أسير، وذلك بعد أسبوع من المحادثات بوساطة الأمم المتحدة في سويسرا.

ومن المقرر، حسب الاتفاق، أن تسلم الحكومة 680 أسيراً للحوثيين مقابل إفراج الحوثيين عن 400 أسير، بينهم 15 سعوديا.

ما قالته الحكومة

قال رئيس الفريق الحكومي المعني بالأسرى والمعتقلين، هادي هيج، إن القوات الحكومية أفرجت اليوم عن 221 من أسرى الحوثيين لديها، مقابل إفراج الجماعة عن 221 من المختطفين والأسرى لديها.

وأضاف “هيج”، أنه “سيتم اليوم الإفراج عن 19 من التحالف العربي (أسرى لدى الحوثيين) منهم 15 من إخواننا السعوديين و4 من إخواننا السودانيين”.
وبدأت صباح اليوم في مطار سيئون الخاضع للحكومة اليمنية، عملية تبادل الأسرى والمختطفين بموجب الاتفاق المبرم بين الحكومة والحوثيين في سويسرا أواخر الشهر الماضي.

وقال هيج، إنه سيفرج غداً عن 151 من إخواننا في المقاومة الجنوبية والقوات في الساحل الغربي.

وبشأن الاجراءات الجارية، لم يستبعد المسؤول الحكومي حدوث تأخير وعوائق، وقال “التأخير وارد، الطائرات جزء من التأخير، وإجراءات الاستلام والتسليم تحتاج إلى وقت”.

وأوضح هيج أنه كان من المخطط أن “تصل الطائرة الأولى الساعة العاشرة والنصف، لكن إلى الآن مش قادرين أن نصل إلى ذلك بالضبط، والطائرة الثانية يفترض أن تصل الساعة الثانية ظهراً، لكن قد لا نصل إلى هذا المستوى” من الدقة.

وأكد هيج أن المفاوضات استمرت، بعد انتهائها في جنيف نهاية الشهر الماضي، وأثمر التواصل والتفاوض عبر الأمم المتحدة، إفراج الحوثيين عن 5 صحفيين مختطفين لدى الجماعة، وقال إن الافراج عن الصحفيين الخمسة “ضمن صفقة التبادل وليست صفقة

أين الصحفيين؟؟

وعن مصير الصحفيين المختطفين لدى المليشيات ،تحدث مسؤول حكومي ان صفقة تبادل الاسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية والحوثيين ،التي بدأت اليوم تشمل الإفراج عن خمسة من الصحفيين المختطفين لدى مليشيات الحوثي.

وقال وكيل وزارة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اليمنية محمد قيزان، في تغريدة على “تويتر”، إن “صفقة تبادل الأسرى اليوم ستشمل خمسة صحفيين هم، هشام طرموم وهشام اليوسفي وهيثم عبدالرحمن الشهاب وعصام أمين بالغيث وحسن عناب” (مختطفون منذ نحو 6 سنوات).

وأكد قيزان أن “هناك جهود كبيرة تبذل للإفراج عن الـ 4 الصحفيين الآخرين الذين رفض الحوثيون إطلاق سراحهم ضمن صفقة اليوم”، حسب قوله.

وكان وكيل وزارة حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال اليمنية ماجد فضائل، قال في تغريدة على “تويتر”، مساء الأربعاء، إن حكومته عملت على إدراج عدد من الصحفيين في مفاوضات إطلاق الأسرى.

وأضاف “لن يهدأ لنا بال حتى اطلاق سراح جميع المختطفين والأسرى وعلى رأسهم الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن والمتبقي من الصحفيين

لماذا فرح الحوثيون بشدة ؟؟وكيف تم إستغلالها؟؟

الحوثيون بدو أكثر فرحا من الشرعية حيث كان من المعروف أن المليشيا لم توافق على مجمل إتفاق السويد إلا من أجل أن تحصل على الجزئية المتمثلة في إستعادة أسراها ،الناطق بإسم الحوثيين محمد عبدالسلام بارك هذه الخطوة وأكد أن ما سماها (القيادة الثورية )تولي هذا الملف اهمية كبرى

وأوضح عبدالسلام أن عملية التبادل تأتي في سياق معركة النفس الطويل، وأن دعم الجانب العسكري له دور مهم في هذا الجانب، لافتًا إلى أن ليل الظلام ينجلي مهما طال، وسنكون أمام إنجازات أخرى.

وذكر أن عملية التبادل شملت الإفراج عن أسرى سعوديين وسودانيين لتشجيع الطرف الآخر، مشيرًا إلى أن فريقهم قدم تنازلا كبيرا في هذا الجانب.

الحوثيون يكشون عن نقاط القوة التي يملكونها في المفاوضات.

محمد عبدالسلام كشف عن نقاط القوة في المفاوضات
فعند حديثه عن الأسرى السعوديين ذكر عبدالسلام  أن الأسرى السعوديين الذي شملتهم عملية التبادل هم جزء فقط من الأسرى السعوديين، لافتًا إلى أن وجود الأسرى السعوديين هو أحد نقاط القوة.

الأمم المتحدة عشيقة المليشيات هذه المره.

لأول مرة محمد عبدالسلام يثني على جهود الأمم المتحدة بعد ان سبقها باللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد أن يهاجمها هو وجماعته في أي عملية لا تلاقي ارتياحا واسعا عند الحوثيين.

وتزايد إعجاب الحوثيين بما تقوم به الأمم المتحدة هذه المرة وهو ما أمتن به عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين على غريفيث  حيث أكد أنهم قد حققوا رغبة لدى المبعوث الأممي المتمثلة في إحداث اختراق في الملف اليمني بسبب مرور عامين على اتفاق السويد دون تنفيذ أي خطوة فيه.

ال10 الذين خلفتهم المليشيا

وأعترف المرتضى أنهم تحفظوا على 10من أسرى الحكومة وذلك بسبب ما قاله رفض أحد أطراف التفاوض تسليم 10 من أسرى الحوثيين.

الحوثي يودع الأسرى ب(حرب نفسية )

وإن كانت سيئون قد تجهزت  لاستقبال الأسرى والمختطفين المفرج عنهم من سجون الحوثيين بحضور عدد كبير من المسؤولين الحكوميين

إلا  أن الحوثيون حشدوا العديد من عناصرهم إلى مطار صنعاء والطرق التي سيمر فيها أسراهم ،حيث جرى التجهيز لإستقبال الأسرى منذ عصر امس الأربعاء.

كما توافدت في صباح اليوم قيادات حوثية وجماهيرية بارزة إلى مطار صنعاء  بالتوازي مع تحرك الأسرى المفرج عنه من قبل الحكومة كحرب نفسية تبدي إهتمامهم بألأسرى التابعين لهم .

كيف وقعت العملية في مصيدة الإستغلال السياسي والعسكري للحوثيين ؟

قام الحوثيون بإستغلال علمية تبادل الأسرى كثيرا حيث اكثروا من الحديث عن زعيمهم واكدوا أن إهتمامهم بالأسرى يأتي وفق توجيهات سيدهم عبدالملك الحوثي وهو الأمر الذي تسعى المليشيات فيه لتلميع صورة سيدهم الذي أصبح شيطانا بنظر الشعب والعالم.

وما قاله وزير الإعلام في حكومة الحوثيين الغير معترف بها بأن عملية التبادل أتت بعد متابعة دقيقة من قيادة الدولة وقائد الثورة أكد على إنسانية هذا الملف خير دليل.

وتبجح الوزير تبجح المنتصر وهو يخاطب أهالي الأسرى"لدينا الكثير من وسائل الضغط للإفراج عن أبنائكم.

كما أستغلت المليشيا العملية عسكريا حيث عقد المتحدث العسكري التابع للحوثيين مؤتمرا صحفيا قال خلاله أن الضغط على مدينة مأرب عسكريا هو ما ارغم الحكومة والتحالف للقبول بالمفاوضات بما يخص الأسرى .

كما أعتبر العملية ،نجاح كبير إنسانيا وسياسيا وعسكريا


جميح للحكومة. ....اين الحكمة؟

أما الجانب الحكومي فقد ضهرت أصوات غير راغبة بمضمون وصيغة التبادل حيث علق الكاتب السياسي اليمني الدكتور محمد جميح على عملية تبادل الأسرى عبر منشور له على مواقع التواصل إنه معلوم أن معظم أسرى الحوثيين لدى الجيش اليمني مقاتلون أسروا في المعارك، ومعظم السجناء لدى الحوثي مدنيون خطفوا من بيوتهم أو بوسائل أخرى.

واضاف جميح :”فأين الحكمة في إطلاق سراح مقاتلين مقابل مدنيين خطفوا بعلم كل المنظمات الحقوقية؟!، ‏غداً سيملأ الحوثي سجونه بالأبرياء ثم سيساوم بهم للإفراج عن مقاتلين آخرين”.

وأشار جميح إلى أن بعض المشمولين بالإفراج عنهم من سجون الانقلاب حسب الاتفاق مع الحكومة اليمنية أفرج الحوثي عن جثثهم بعد أن قتلهم تحت التعذيب بسجونه.

مشيراً إلى أن الدفعة الأولى من المخطوفين لدى الحوثي وصلت إلى مطار سيئون بالعكازات من آثار التعذيب.

وتابع قائلاً :”فهل قدم غريفيث ضمانات بعدم مبادلة المدنيين بالمقاتلين مستقبلاً؟”.


الصورة تتحدث ..والمليشيا تكذب العين

ما أشعل مواقع التواصل الإجتماعي هو ما تداوله ناشطون صورا لاسرى مليشيات الحوثي المفرج عنهم اليوم الخميس واخرى للاسرى والمختطفين التابعين للحكومة الشرعية.

حيث ظهر اسرى حوثيين ينزلون من على متن طائرة الصليب الاحمر بمطار صنعاء وهم بكامل صحتهم.

فيما يظهر  اسرى ومختطفون كانوا في سجون الحوثيين اثناء نزولهم من سلم الطائرة بمطار سيئون يحملون العكازات.

وهو الأمر الذي يكذب ما قاله المتحدث العسكري بإسم الحوثيين يحيى سريع  "نحن نهتم بأسرى العدو ونقدم لهم الخدمات بعكس ما يقوم به الطرف الآخر.


أخيرا. ....تحدث غريفيث

أنتضر المبعوث الأممي مارتن غريفيث كثيرا حتى تمت العملية متقمصا دور المخرج ، ويرحب بعملية تبادل الأسرى ويعتبرها علامة جديدة على أن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي الى نتائج حميدة.


يمني يسأل.

إذا أستبشر اليمنيون خيرا ... وإن كانت المليشيا قد نجحت في تحرير أسراها ،مقابل مدنيين مختطفين فإن الكثير من اليمنيين ينتظرون الفرج الكامل للحرب، وما يخوفهم هو الفرحة الحوثية الغريبة التي تنوي إعادة الأسرى إلى الجبهات للإستمرار في مسيرتها الدموية ،وعندما تحتاج لإستعادة الأسرى تقوم بإختطاف المئات من المدنيين لتقوم بإستعادتهم،
فهل تكون العملية فاتحة سلام لليمنيين ....أم بسملة حرب لمعركة النفس الطويل التي شنتها المليشيا وقطعت أنفاس اليمنيين.

إعلان
تابعنا
ملفات