مري على قبري الجديد

13-01-2021 01:40:03    مشاهدات261


واي إن إن - شعر : هشام باشا

مُرّي على قَبْري الجديدِ
لتُشاهدي فَرَحي وعِيدي

فأنا الشّهيدُ، أبو الشّهيدِ، أخُ الشّهيدِ ابن الشّهيدِ
عَمُ الشّهيدِ، ولا أزالُ مِن الشَّهادةِ مُسْتزيدي

أرأيتِ يا صنعاءُ في دُنياكِ أكرمَ مِن وَريدي؟

أرأيتِ غيرَ الرّشدَ مِن حُمْري، ومِن بيضي وسُودي؟

أرأيتِ غيرَ الحُبَّ مِن قَلبي، إليكِ ومِن حديدي؟

إنّ الحديدَ إذا أحَبَّ، أشَدُّ بطْشًا بالحَقودِ

وأشَدُّ بَطْشًا بالأُلى يَتَطاولونَ على جُدودي

ويُحاولونَ النّيلَ مِن مَجْدي، العظيمِ ومن مَجيدي

أنا لا أقاتلهُم لأنّي "تُبّعٌ" وهُمُ عَبيدي

لكِنْ لأثْبتَ أنّ لا غَيري أنا مَلكي و"سَيدي"

رأسي الوحيدُ هُوَ الذي يَعْلُو على جَسدي الوحِيدِ

وعليَّ رأسيْ ما عَلا لولايَ بالجُهْدِ الجَهِيدِ

أرأيتِ يا صنعاءُ كَم هُوَ بُعْدُ مَن طَلبوا بَعِيدي؟!

مَن هَؤلاءِ؟ ومَن أنا؟ أنا خالقُ القَدَرِ العَنيدِ

أنا بي علوتُ، وبي سَطَعْتُ، وهُمْ بسَعْيي أو جُهودي

لا شيءَ أقبحُ مِن مَقابلةِ الجَمائلِ بالجُحودِ

أنا لا أقاتلهُم لآخذَ ما مَنْحتُ لهمْ بجودي

لكِنْ لأقطعَ عندهُمْ أمَلَ المَطامِعِ بالمَزيدِ

وليُدركوا أنّي خَرجتُ ولَم يعُدْ بابي حُدودي

أنا لا حُسَيْنُهُمُ حُسَيْني، أو يَزِيدهُمُ يَزيدي

صنعاءُ يا صَنْعاءُ يا نَهْدَيْكِ يا أُمَّ الوُجودِ

مُرّي على قَبري الجَديدِ عليَّ، واحْتَضِني شَهيدي

كيْ تُدْرِكي أنّي بذَلتُ دَمي لأَبحثَ عن وُجودي

ولتُبْصري واللّهَ يَسْكبُ فيّ أنْهارَ الخُلودِ

صنعاءُ إنّي فيكِ قدْ أوصيتُ "قَحْطانَ" ابنَ هُودِ

وتَرَكْتُ عَنكِ دَمي يُذَكّرُ "مَأْربًا" ورِمالَ مِيدي

وتركتُ مِن "تُرْكِي" على دِيني وكَعْبَتِه شُهودي

كيْ لا يُقالَ شَوافعي، كالأمْسِ فيكِ ولا زُيودي


الصورة للشهيد القائد تركي أحمد الرشد، من أسود خولان العالية.
وهو آخر الشهداء بعد ابنه، وأبيه وأخيه، وابن أخيه، سلام الله عليهم في الجنة خالدين.
إعلان
تابعنا
ملفات