العلاقات الأميركية الإسرائيلية: استبعاد أي تغيير رغم التباين بين بايدن ونتنياهو

09-03-2024 10:20:20    مشاهدات163

واي إن إن - متابعات

تشير مواقف الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنه ضاق ذرعاً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تصاعد حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والانتقادات لإدارته حتى داخل الولايات المتحدة، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن قد تُقدم بشكل متزايد على اتخاذ خطوات أحادية بشأن الحرب، مع استبعاد أي تغيير جذري في دعمها لإسرائيل.
والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي سياسياً وعسكرياً لإسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة أكتوبر/تشرين الأول. وتقدّم واشنطن السلاح والذخيرة، واستخدمت حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار.
إلا أن مواقف الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض تعكس بعض التباين مع نتنياهو وحكومته التي تضم ممثلين لليمين المتطرف، خصوصاً مع استقبال خصمه عضو حكومة الحرب بني غانتس في واشنطن، في زيارة أفادت تقارير بأنها لم تحظ بموافقة رئيس الوزراء.
وأعلن بايدن، في خطاب حال الاتحاد الخميس، أن الجيش الأميركي سينشئ ميناءً مؤقتاً في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في عملية مهمة تأتي في ظل عرقلة إسرائيل تسليمها. وأتى الإعلان بعدما انضمت الولايات المتحدة إلى دول عدة أخرى، في إلقاء المساعدات جواً لسكان القطاع المحاصر.
تباين واضح :
بدا موقف بايدن من نتنياهو أكثر وضوحاً عندما سُمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشاً صريحاً مع رئيس الوزراء بشأن الحرب على غزة.
وعلى رغم هذه التباينات، تجاهلت إدارة بايدن الذي يسعى هذا العام للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض، المطالبات المتزايدة من المناهضين للحرب لاستخدام أكثر أوراقها فعالية مع إسرائيل، أي الدعم العسكري، لانتزاع تنازلات منها بشأن الحرب على غزة.
وذكّر بايدن (81 عاماً)، خلال خطاب حال الاتحاد، بأنه كان داعماً لإسرائيل طوال مسيرته السياسية، لكنه توجه إلى قيادتها بالقول: "لا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة. إنّ حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".
ووضعت الحرب المتواصلة منذ خمسة أشهر أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يشكّلون الغالبية العظمى من السكان، أمام خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة. وتؤكد المنظمات الدولية أن كمية المساعدات التي تدخل القطاع المحاصر، وتحتاج إلى موافقة إسرائيل، لا تقارن بما يحتاج إليه السكان.
وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الجمعة افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل مساعدات، لكن إيصال المساعدات بهذا الشكل، بحراً أو عبر الإلقاء الجوي، عادة ما كان مخصصاً لمناطق نائية أو معادية، وليس لمناطق واقعة تحت سيطرة دولة هي من الحلفاء الأساسيين لواشنطن.
وتظاهر مناهضون للحرب في شوارع واشنطن في أثناء إلقاء بايدن خطاب حال الاتحاد، بينما يُخشى أن يصوّت العديد من الناخبين، ولا سيما من الأميركيين العرب، ضضده في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي رسالة مفتوحة، حضّ 37 نائباً من الحزب الديمقراطي بقيادة خواكين كاسترو بايدن هذا الأسبوع على استخدام "كل وسيلة في حوزتك" لضمان عدم استخدام إسرائيل الأسلحة الأميركية في أي هجوم بري محتمل على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، التي لجأ إليها نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني.
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون البحثي في واشنطن ميريسا خورما، إن جهود الإغاثة التي بدأ بها الجيش الأميركي هي "محاولات الملاذ الأخير" لمساعدة الفلسطينيين.
وأضافت: "لكل من يشاهد الصور والتغطية للوضع المروع على الأرض (في غزة)، أعتقد أن هذا كان، مرة جديدة، مؤشراً على أن الولايات المتحدة يجب أن تتحرك إذا كان الإسرائيليون لا ينصتون".
خسارة بالحالتين
واستقبلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن هذا الأسبوع في واشنطن، الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بني غانتس المعروف بتباين مواقفه مع نتنياهو.
وشدد مسؤولون أميركيون على أنهم لم يكونوا يتوددون إلى غانتس، لكنهم أقروا في محادثات مغلقة بأن الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، يسعى بشكل متزايد لتقديم نفسه كرئيس حكومة مقبل.
ورأى الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، أن بايدن أخطأ التقدير في دعمه غير المحدود لإسرائيل من البداية. وأوضح أن الرئيس الأميركي لم يحسن التقدير بأن إسرائيل ستقوم بـ"تأطير هذا النزاع كصراع وجودي، ما يعني أن تأثيره عليها سيكون محدوداً".
وأشار كوك إلى أنه في حين يتعرض بايدن لانتقادات من اليسار، بدأ أيضاً يلاقي انتقادات من داعمي إسرائيل الذين يعتبرون أنه ينحو بشكل متزايد نحو الفلسطينيين. وتابع: "هذا عملياً وضع خاسر في الحالتين للرئيس. سيتعين عليه وعلى مجموعته السياسية أن يختاروا أي مجموعة من الناخبين يريدون أن يثيروا غضبها أكثر".

إعلان
تابعنا
ملفات