المليشيات الحوثية ...بين خريف التحالفات وربيع الإختطافات

26-07-2020 01:18:28    مشاهدات318


واي ان ان - تقرير خاص

لم تكد ترضع المليشيات شعار الموت بعد ولادة مشروعها الدموي الاوبطنت ذلك المشروع بشعار المراوغة والاستغلال حتى تصنع الاغلال .

فمن المؤكد ان المليشيات الحوثية استطاعت ان تراوغ الجميع تحت مختلف المسميات والقضايا ،لتصبح عرقوب عصرها واما من يحالفها فتجازيه جزاء سنمار .

فبإسم الدين تكون المليشيات صاحبة الحق الالهي في الحكم والولاية وبإسم القبيلة تكون هي العز لها وبإسم الانفتاح تصنع لها جناح منفتح، وبإسم الدولة تهيمن على كل المؤسسات وتتحالف مع رجالات الدولة، وبإسم كل شيء تتحالف مع كل شيء.

لكنه التاريخ يفضح هذه المليشيات يوما بعد آخر فلم تستطيع المليشيات ان تتدثر بإسم القرآن بعد ان فجرت دوره وقتلت حافظيه ومعلميه ولم تستطيع ان تختبئ وراء القبيلة بعد ان عرفها كل المشائخ ولم يعد هناك الا القليل ممن يجيدون فن المراوغة حتى لا يلقوا حتفهم على ايدي تلك العصابة ،فيما اصبح كل رجل دولة قاعدا في بيته ينظر اليها على انها لا تصلح حتى لإدارة قطيع من الاغنام.

وبما ان المليشيات ما ان تمد يدها لتصافح عالم او رجل دين الا وكانت اليد الاخرى تحمل الاغلال ،ولم تمدها ايضا لرجل سياسة الا وكان هناك من يربط مدفعية او يحشد مقاتلين ضده ،او يرسم مخطط للإنقلاب عليه وتدميره ،وما الشيخ القبلي عنهم ببعيد حيث اصبح الشيخ مجرد منهل يسقي الحرب الحوثية بافراد قبيلته الذين يعودون اليه في صناديق اغلبها تكون فارغة وقد عاد بعض من شيعتهم المليشيات احياء وعليه ان يراقب هذا العبث ولا يتكلم والا كان مصيره كبقية المتحالفين.

وعلى وقع المناكفات السياسية ومسلسلات الإقصاء استطاعت المليشيات ان تراوغ معظم الاحزاب اليمنية عن طريق تحالفات تلتقي فيها مصالح ويدفن حيثها وطن .

اوهمت المليشيات الكل انها اتت للإنتقام لهم ،فالمواطن جائت لترفع عنه الجرعة والغلاء، ومكونات الحوار انها جائت لتطبق مخرجاتهم، واستغلت بعض التقاربات من قبل بعض الاحزاب اليمنية اضافة الى التقاربات الفكرية فاوقعت الجميع في الفخ.

كل الطرق تؤدي الى مشروعنا ..هكذا كانت المليشيات تخطط في تحالفاتها ،وما ان تستشعر خطرا حتى تلتهم من يتحالف معها وبدون رحمة.

اما الايدلوجيا الحوثية فكانت تعرف المليشيات ان مصيرها الموت في المهد لأنها لن تجد لها اي حاضنة شعبية ،ولكنها عمدت الى ان تتخفى قليلا وتتخذ لها مسارات اخرى طبقا لنظرية الغاية تبرر الوسيلة،حيث  استطاع الحوثيون ان يصنعوا غاية لكل عمل قبيح اقدموا عليه،وابرزه محاربة الدواعش حتى اصبح كل من يواجههم داعشيا .

ولان الواقع يتكلم فكلنا يعلم ما صنعت هذه العصابة بكل الاحزاب والقبائل والشخصيات التي تحالفت معها حتى اصبحت تتفاخر هي بذلك فلم يعد احدا يتحالف معها الا خوفا من ان تتخطفه المليشيات او ترسله الى سجن عميق.

ولكن على ما يبدوا ان تلك التحالفات بدأت تتساقط ،فاليمني وإن جار الظلم عليه يبقى عزيزا، فمن المشاهد في هذه الايام ان تحالفات المليشيات انتهت وآخرها ما كانت تحلم به من تحالفات نفختها عبر بالونة النكف لآل سبيعيان والتي انفجرت بوعي قبلي اكتشف اخيرا ان هذه المليشيات لا تصدق وإن صدقت نكثت صدقها.

وحين لم تجد المليشيات من تغدر به من المتحالفين معها اكلت بعضها ، فحين انتهت تحالفات المليشيا استمتعت بوحدتها استمال عليها العيش دون تناقض ونقض للعهود فحاولت هذه المرة ان تصفي حسابات داخل صفوفها ليختطف المشرف مشرفا، والقيادي قيادي اخر.

ولكن الافت في الامر ما نشهده في هذه الايام من اختطافات طالت قيادات من الصف الاول ،فبعد ان اختطفت يحيى الحوثي شقيق زعيمها عبدالملك الحوثي والذي عينته على رأس اهم وزارة وزارة التربية والتعليم لتتحالف مع الاجيال القادمة وقد رسمت خطة لقلتها كعادتها .

وبالامس اختطفت القيادي سليمان الغولي احد افرادها المتشددين والذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة في حكومتها كماتداولت وسائل اعلام اليوم انباء عن حملة إختطاف واسعة تحصل داخل المليشيات.

اخيرا من يقرأ في صفحة المليشيات يجد انها لا تفهم سوى لغة الصيد ويجب عليه الا يكون سمكة وقعت ضحية طمعها في طعم حولها الى طعام طامع.
إعلان
تابعنا
ملفات