الــغــرب و الـــقــلــق.. وســـر الــسـعـــادة..

16-08-2020 10:26:42    مشاهدات261
 

جبران حيدرة

ليس في مسرح الحياة مقاعد للمتفرجين والكسالى والأمة التي كل يوم في عراك مع الماضي ، الماضي في تصورها حصاة تحت ظرسها يكبح انطلاق عقولها ويكونُ سدًا مانعًا عن تقدمها!!!
أمر لا يختلف عليه اثنان عاقلان.. لكن بالمقابل تعالوا معي
نبحر سويا في واقع الحضارة الغربية وبحرها متلاطم الأمواج بالأدلة العقلية والنقلية والعلمية و من ثم نقيم ونحكم تاه العقل الغربي..وتعاظم...وتبجح بأنه مجمع الفضل والعبقرية والتفوق وهـو الـذي يسود ويقود ويتحكم..

انطلق في آفاق العلم ومكن أصحابه من الجلوس على مائدة الأقوياء..
كل يوم براءة اختراع..تصارع على القمّة.. صيحات العلم مدوية.. علماء مجانين..صنعوا الأرامل السوداء..الغواصات النووية..حرب الكواكب.. أغذية الصحاري وقيعان المحيطات.. هندسات فضائية ناطحات السحاب..علاج بالليزر..استنساخ البشر..علم الأجنة..... الخ
لكن........؟؟؟؟؟
أليس العلم تربة خصبة للاستقرار؟
أليس الهدوء النفسي أول محطات التقدم العلمي؟
لمــــــــاذا القلق يحاصرهم من الجهات الأربع؟
لماذا تظلهم سحبٌ سوداء من التردي النفسي؟؟

أين العلماء المجانين!!!
أين دهاة العقاقير وعباقرة الأطباء!!!

لماذا أصبح القلق القاتل رقم [ ١] في الولايات الأمريكية وبعض دول أوربا؟
لماذا توحل فيه العلماء قبل الجهلاء..؟!
واقع الحضارة وبعبع التكنلوجيا لم يسكت صيحات الـقـلـق!!
من بين أربعة أفراد اثنان مصابان بمرض نفساني..!!

ماذا خسرت البشرية جوار تقدمها العلمي!!الدنيا أعطتهم خطامها ، كادوا ينفجرون من الثراء ، وما شأن قلوبهم ؟
لقد تركوها على الرصيف تنتحب ، صلبوها على هامش الأيام ، زعموها شيئا ثانويا بعد العقل ، لكنها ملأتهم سعارا ، أجسادهم تتآكل،وجوههم شاحبة عبثت فيهم كما يعبث المرض في الجسم الذي لا مناعة فيه..

بــهــتــوا..حـاولـوا الـخـروج مـن عـنـق الـزجـاجـة

شركات تجميل عملاقة..جمعيات وصحف ومجلات روحية ( في أمريكا وحدها 10000 جمعية روحية! ).
فرويد ونظرياته النفسانية !
حاول أن يُشَرّح الإنسان ويقحمه المعمل ، وهذا هراء-ما بعده هراء فالنفس عصية عن التشريح والتجريب.
لكنه تخبط وتااااه..
بنى من الأحلام قواعد تشخيصية وفسرها بعقد مكبوتة.. بالمرض النفسي وكلها تعالج بالحب واللعب واللهو والمجون والجنس والقتل لإشباع تلك الغرائز هراء ونكوص في المفاهيم ، وانقلاب جذري واستغلاق في الأفكار.

من الغرب إلى الهند

القلق والفقر والحزن والفراق والجوع والمرض والبرد...علاجه الرقص!!!!
وتلكَ وربِ البيتِ قاصمةُ الظهــــــــــرِ
عـالـمٌ مـسكـون مضطرب فاقد الوعي من تأثير المسكنات المتلِفة... ومن هنا
يقف الإسلام مؤكّدا أن تلك العوامل لم تفتح نافذة للسعادة ولا ملفا للسكينة فالجسم البشري قسمان :

أوله جسم محسوس خلق من طين يعيش إذا تغذى على نبت من الطين وما سخره الله بفضله.

وثانيه روح نفخه الله من روحه فلا يعيش إلا على روح الله وتعاليميه ودينه،
إنه الإيمان يجعل الرجل صلبًا لا تبتلعه الشكوك ، ولا تهزه القلق والاضطرابات،
والعلم دون إيمان يجعل من الكرفتا( ربطة العنق ) مشنقة مثالية.

ومن الدفاتر مذكرات عن حياة التعاسة.
ومن أفران الحديد معرضًا لرماد الجثث التي كرهت الحياة ، الإسلام القوة الجبارة التي تملأ الأرض سعادة وتشحنها سكينة.
ويضع للنفس رصيدا في بنك الاستقرار النفسي.

الإسلام يعلمنا

أن عزل السماء عن الأرض ، وإخضاع الكون للماديات ، وسلطنة العقل على جميع الأمور ، والتهميش للمعنويات ، هو أساس القلق الجارف والتردي النفسي والشعور بتفاهة الحياة ، وأنهاعقاب للنفس الشريرة.

فالنفس قابلة للتغيير والمجاهدة هي التفرد الملائكي عن البشرية ، وذكر الله هو ذروة العلاج.. 
إعلان
تابعنا
ملفات