الشُّعَـراء

10-01-2021 10:25:11    مشاهدات259


واي إن إن - شعر - علي سيار

رغم الجفافِ
ورغم القحطِ
مـا انكَسَـروا
كأنّهم في صَحَاري حَزنِهم شَجَرُ

كأنّهم
كبرياءُ الصُّبحِ
ما انطَفَأت،شُموسُهم
منذُ غَـابَ النَّجمُ و القَمَـرُ

لايسقطونَ
كما لو أنَّهم شُهُبٌ
فوق الغمامِ
يُدلّي ضوئَهُا السَّحَرُ

أعلى الضّياءِ
لهم تهفـو نواظِرُنا
وتشـرئبُّ إلى أعناقِهـم صُـوَرُ

لا يُرهَقونَ
من الأوجاع حسبُهمُ
بأنّهم..
في لهيب النّارِ ما انصَهَروا

يَستَنتِجونَ
من الأحزانِ أحرُفَهم
ويسكبونَ
على الكرّاسِ ما شَعَروا

ويصنَعونَ
من الّلآشيءِ فرحَتَهُم
ويعزفون
أغاني الحب إن ضَجِروا

مَن لـو وقفتَ
على أكتافِهم ثَبتـوا ـ
مثل الجبال
بلا ميلٍ ـ وما انفَطَروا

إحساسُهم
بالمآسي زادَهُم جَلَداً
وكُلّما سالَ جرحٌ،، منهم صَبِروا

النّازِلــونَ
على أرواحنا سُحُباً
الهاطِلونَ
كما لو أنّهم مَطَرُ

الباذِلــونَ
من الأشياء أجمَلها
النازفونَ
سناهم كلما انشَطَروا

لا يبخلونَ علينا
كُلما انطفأت قلوبنا،
أوقدوا الأفكارَ و استَعروا

وكُلّما .. كُلّما
شَحّت مشاعرُنا
تقمّصوا
فكرةَ الغيماتِ و انهَمَروا

رغم الجراح
هنا ظلّـوا ملائكةً
يترجمون رؤانا كلما خَطَروا

ويكتبونَ أسانا
حين يَخذُلنا،شعورُنا
أو يواري ضوئَنا القَتَرُ

وحينما
لا نجيد البوحَ
ينصفُنا
ببوحهِ شاعرٌ
في جوفهِ وَتَرُ

وحينما
لا نعي
أشجـان نسوتنا
من حولنا
يحتريها شَّاعرٌ ذَفِـرُ

لأنهم
شعراءُ الحب
في دمنا ينتابهم
في هوانا الّليلُ والخَطَرُ

لأنّهم أنبيــاءٌ
في مشاعرِهم،
يغتالهم
في الأغاني الرّيحُ و الخَوَرُ

لأنّهم أمنيات الزَّهرِ
يسحقُهم
جمر النوى،
ودخانُ الحربِ، والشَّرَرُ

وأجدبت
كل أرضٍ حولهم
وإلى بطونهم
يطمئنُّ الجوعُ و الصّرَرُ

وهاهنا ثَمَّ لصٌ
فوقه تَـرفٌ
وشاعرٌ بالمآسي هَدّهُ الطَّفَرُ

عدالة الأرض
أن يشقى نوارسُها
ويستريحُ
على خيراتها الحُمُرُ

تلك العصابة
لا عهد ولا ذممٌ
فكيف يحكمُ
مَن ساءت به السيَرُ

وكيف يُنصَبُ معتوهاً
على وطنٍ أعلى
يَخرُّ على أقدامهِ البِشَرُ

إن البلاد
التي من ثديها رضعوا
مع الطفولة
خانوها وقد كَبِروا

كانت تجود
على رمضائهم مطراً
وحينما غادروها
باسمِها كفروا

غابَ الرّئيسُ
وما زالت حكومتَهُ
بحضرة الغيب لا حسٌّ ولا خَبَرُ

وفتيةُ الشِّعر
لمّا غابَ موطِنُهم
نيابةً عن بلادي وحدهم حَضَروا

تلك الوجوهُ
التي تبكي بمفردِها
بها يحسّون
إن شاحوا وإن نظروا

حتى البلاد
التي نامَت بلا أملٍ
فوق الرصيف
على أحلامِها سَهِروا

رغم الظّلام
الذي غطّى ملامحَهم
مثل الشّموس
على مادونهم ظَهَروا

رغم الهزائمِ
إلّا أنّهم نَهَضـوا
من الجراحِ
على الأوجاعِ و انتَصَروا
إعلان
تابعنا
ملفات