قصف سفينتين في البحر الأحمر وفقدان ثالثة ببحر العرب والملاحة تتعطل في إيلات

واي إن إن - متابعات

تسارعت التطورات في البحر الأحمر، اليوم الجمعة، حيث استهدفت جماعة الحوثي بصاروخين بحريين سفينتين قالت إنهما كانتا في طريقهما إلى إسرائيل، فيما قالت تقارير غربية إن "قراصنة" ربما استولوا على سفينة ثالثة في بحر العرب قرب جزيرة سقطرى اليمنية.
في تلك الأثناء، ذكر موقع أكسيوس أن حركة السفن إلى ميناء إيلات الإسرائيلي قد توقفت بشكل شبه كامل جراء هجمات الحوثيين، في حين أعلنت شركة ميرسك -إحدى أكبر شركات شحن الحاويات في العالم- وقف جميع عملياتها عبر البحر الأحمر مؤقتا.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن العميد يحيى سريع بعد ظهر اليوم إنه "تم استهداف السفينتين المتجهتين إلى الكيان الإسرائيلي بصاروخين بحريين مناسبين".
وأضاف أن العملية جاءت بعد "رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية"، مشيرا إلى أن السفينتين هما "إم إس سي ألانيا" و"إم إس سي بالاتيوم 3″.
وقد أعلن الحوثيون أنهم يستهدفون السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ردا على الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ثم أعلنوا لاحقا أنهم سيمنعون أي سفينة تبحر إلى إسرائيل مهما تكن جنسيتها.
حريق بإحدى السفينتين
وأكدت مصادر غربية تضرر السفينتين واندلاع حريق في إحداهما، في حين قالت واشنطن إنها بصدد بناء تحالف لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر ووقف التهديد الحوثي، وفق تعبيرها.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن السفينتين اللتين ترفعان علم ليبيريا، إحداهما ألمانية والأخرى سويسرية، وقد تضررتا بسبب الهجومين شمال وجنوب ميناء المخا اليمني.
من جهته، قال مسؤول في البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) إن صاروخا باليستيا أطلق اليوم من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن أصاب سفينة ترفع علم ليبيريا قرب مضيق باب المندب، ما أدى لنشوب حريق.
وأضاف أن المدمرة مايسون التابعة للبحرية الأميركية في طريقها لمساعدة السفينة.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية لاحقا إنه تم إخماد الحريق والتأكد من سلامة الطاقم والسفينة.
سفينة بلغارية مفقودة
من ناحية أخرى، أفادت تقارير بفقد الاتصال بسفينة تجارية أخرى جنسيتها بلغارية على الأرجح قرب جزيرة سقطرى اليمنية.
وقالت قوة مكافحة القرصنة في الصومال، التابعة للاتحاد الأوروبي، إن سفينة تابعة للبحرية الإسبانية تبحر بأقصى سرعة باتجاه السفينة التي ربما يكون قراصنة قد اختطفوها.
وأضافت القوة في بيان "استنادا إلى المعلومات الأولية المتاحة عن السفينة (إم.في روين)، فإن السفينة الإسبانية فيكتوريا الرائدة في عملية أتلانتا… تتقدم بسرعة نحو السفينة التي يقال إن قراصنة اختطفوها سعيا لمزيد من المعلومات وتقييم الإجراءات التالية".
وفي وقت سابق من اليوم، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريرا من أحد ضباط أمن السفينة قال فيه إنه يعتقد أن الطاقم لم يعد يسيطر على السفينة وأنها تتجه حاليا نحو الصومال.
وتشير قاعدة بيانات الشحن العامة "إيكواسيز" إلى أن السفينة التي ترفع العلم المالطي تشغلها شركة بلغارية.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام بلغارية عن شركة "نافيبلغار" قولها إنها فقدت الاتصال بالسفينة روين التابعة لها جنوبي اليمن. وأضافت أن "قراصنة مجهولين استولوا على السفينة في بحر العرب".
وأكدت الشركة أن أولويتها ضمان سلامة طاقم السفينة البالغ عدده 18 فردا، دون التطرق إلى جنسياتهم، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أنهم يحملون جنسيتي بلغاريا وميانمار.
ميرسك تعلق عملياتها
وفي ضوء هذه التطورات المتلاحقة، قال متحدث باسم شركة الشحن الدانماركية "ميرسك" في تصريح لوكالة رويترز إن الشركة ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وإنها ستسلك مسارا حول أفريقيا.
وأوضحت الشركة، في بيان، أنه في أعقاب تهديد لسفينتها "ميرسك جبل طارق" أمس، ثم الهجوم على سفينة حاويات اليوم، "أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر".
في السياق نفسه، أعلنت شركة "هاباغ لويد" الألمانية للشحن البحري تأجيل إبحار جميع سفنها عبر البحر الأحمر في الأيام الثلاثة المقبلة.
وفي وقت سابق، ذكر موقع أكسيوس الإخباري -نقلا عن مسؤولين أميركيين- أن ميناء إيلات الإسرائيلي يشهد، نتيجة هجمات الحوثيين، توقفا شبه كامل لوصول السفن.
وأشار الموقع إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذرت الحوثيين من مواصلة شن هجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل.
كما قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية السفن والقوات الأميركية، مشيرة إلى أن ما وصفتها بالمشكلة في البحر الأحمر ليست أميركية، بل دولية وتتطلب حلا دوليا.
وذكر موقع غلوبس المختص بالاقتصاد الإسرائيلي أن تل أبيب أصدرت تعليمات للموانئ الإسرائيلية بحجب بيانات سفنها القادمة والمغادرة، تجنبا لتعرضها للهجوم.