واي إن إن - متابعات
اعترف المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس الأربعاء، بفشل وعجز حكومته عن انقاذ عدن من كارثة إنسانية، في وقت استنفر فيه قواته في شوارع المدينة تحسبا لخروج مظاهرات شعبية احتجاجية على انهيار الخدمات بعد توقف منظومة الكهرباء بشكل كلي ، في ظل تظاهرات شعبية تندد بتردي الخدمات وإنقطاعها. وللمرة الأولى في تاريخها، دخلت المدينة الساحلية جنوبي اليمن، في ظلام دامس نتيجة لانقطاع كامل للتيار الكهربائي في الساعة 12 منتصف الليل بالتوقيت المحلي بسبب نفاد آخر كمية من الوقود لتشغيل محطة توليد الطاقة الرئيسية. وكانت مؤسسة الكهرباء بعدن قد حذرت الثلاثاء، من أن ذلك "سيؤثر على كافة القطاعات الحيوية حيث ستتعطل المستشفيات والمرافق الصحية وتتوقف حقول المياه وتتعطل الأنشطة التجارية ما سيضاعف من معاناة المواطنين، الذين يتحملون أعباء هذه الأزمة وسط ظروف معيشية صعبة". وإنتقد القيادي البارز في المجلس الإنتقالي هاني علي سالم البيض في منشوراً له على منصة " x " ، حيث إنتقد سياسة المجلس الإنتقالي وقال : هذا الذي قدر عليه المجلس الانتقالي .. ماكنش العشم !! بهكذا خطاب يظهر الانتقالي بشكل علني ورسمي عجزه وعدم مقدرته على فعل أي شيء للشعب الذي فوضه وأئتمنه بتحمل المسؤولية ورعاية مصالحه الوطنية بكل الطرق الممكنة والمتاحة التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين لن يحدث اي تغيير في تحسين الخدمات والحياة المعيشية للمواطنين ، بل مزيداً من فقدانه لثقة الناس وتصاعد السخط الشعبي على الجميع .. عندما طلب المجلس أن يكون له دور في اطار الشرعية اليمنية وكان له ذلك، ثم قبل بالعمل السياسي والاقتصادي المشترك مع الأطراف السياسية الأخرى .. وتابع البيض بقوله : لا ادري كيف فهمتها إدارته السياسية حينها، وعلى ماذا كان يعول ، وعلى ماذا يراهن اليوم بهذا الموقف السلبي تجاه الأزمة الاقتصادية الخانقة وتدهور الأوضاع المعيشية والخدماتية لشعبه وهو في دور المتفرج وحالة صنع التبريرات احياناً كثيرة او إلقاء اللوم على الآخرين وباستمرارية .( حسب ما جاء في منشوره ) . كما أقر المجلس الانتقالي الجنوبي بسوء الأوضاع، حيث ذكرت الهيئة الإدارية لما يسمى الجمعية الوطنية إلى أنها وقفت في اجتماع لها، أمام "الانهيار المريع" في الخدمات بالعاصمة عدن الناجمة عن توقف محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بشكل كامل وأصدرت بيانا بشأن ذلك. وقال البيان، إن "العاصمة عدن أصبحت تواجه وضعاً كارثياً في ظل الغياب الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وفشلهما التام في القيام بمسؤولياتهم". وأضاف، "أصبحت العاصمة محرومة من أبسط الخدمات، نتيجة العجز الحكومي عن القيام والاضطلاع بالمسئوليات تجاه الشعب في محافظات الجنوب والمناطق المحررة". ورغم سيطرة المجلس الانتقالي، على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، فقد عبرت هيئته الإدارية عن رفضها الكامل لما وصفته بـ"استغلال هذه المعاناة وتوجيهها لتمرير أهداف وأجندات سياسية مكشوفة تستهدف شعب الجنوب وقضيته، لا تخدم سوى المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية"، على حد تعبير البيان. وأشار البيان إلى التدهور المتزايد للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وما رافقه من ارتفاع لأسعار المواد الغذائية والإستهلاكية وغلاء معيشي متزايد، ناهيك عن توقف خدمة التيار الكهربائي بشكل كامل في العاصمة عدن وهو أمر غير مسبوق منذ إدخال الكهرباء لها قبل زهاء قرن من الزمن. وأكد أن ذلك "أصبح يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل وانقطاع إمدادات المياه لكل مديريات العاصمة وهي حالة تعكس عجز الحكومة ومجلس القيادة عن توفير شحنات كافية من المازوت والديزل لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وعجزها تأمين وصول شحنات النفط الخام من محافظة حضرموت للعاصمة عدن". وناشد بيان الانتقالي "دول التحالف العربي وفي مقدمتها الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التدخل العاجل لإيقاف التدهور المُتفاقم والكارثي للوضع الخدماتي والمعيشي والاقتصادي وإنقاذ العاصمة عدن، وبقية محافظات الجنوب من كارثة إنسانية".
بشرى المقطري
طارق محمود
مصطفى ناجي
محمد ابو رمان
علي انوزلا