قراءة نقدية تذوقية لقصيدة (الأطلال): د/ إبراهيم ناجي الجزء الثالث

07-09-2020 09:25:30    مشاهدات446


واي إن إن - فاطمة عبداللطيف

يقول الشاعر:

لستُ أنساكِ وقد أغريتِني
بالذرى الشمِّ فأدمنتُ الطموحْ

أنتِ روحٌ في سمائي وأنا
لكِ أعلو فكأنّي محضُ روحْ

يالها من قممٍ كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوحْ

نستشفُّ الغيبَ من أبراجِها
ونرى الناسَ ظلالاً في السُفوحْ

لستُ أنساك كناية عن سيطرة ذكراها عليه وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل
فالمعنى الذكرى المُلحّة والدائمة لها والدليل نفي نسيانها
(أغريتني بالذرى الشم) مناسبة الصفة للموصوف فالذرى القمم ووصفها بالشم زاد من علوّها لرفعة مكان اللقاء في نفسه
(أدمنت الطموح) استعارة مكنية حيث شبه الطموح بمادة مسكرة تسبب الإدمان لكنه إدمان محبب وفيه وصف معنوي لهمة المحبوب فهي شامخة كالقمم
(روح في سمائي) يشبهها بالملاك طهراً ورفعةً
(يالها) نداء تعجّبي يفيد التحسر على الأيام الجميلة المنصرمة ويأتي بالفعل كنّا للتأكيد على حسرته على الماضي الجميل
(بسرّينا نبوح) طباق إيجابي
(نستشفُّ الغيبَ) كناية عن رسم معالم المستقبل وكأنهما ينظران إلى منال غايتهما إذ تحقق الطموح
ويشبّه القمم المرتفعة بالأبراج التي يستمتد منها المنجّمون العلم الغيبي والبيت بأكمله كناية عن شدة ارتفاع مكان اللقاء وسموّه
والدليل أنهما يريان الناس في السفوح كالظلال

نواصل في الجزء القادم
إعلان
تابعنا
ملفات