من الذاكرة السبتمبرية ( القاضي عبد الرحمن الإرياني)

14-09-2020 09:57:42    مشاهدات351



د كمال البعداني

كان القاضي عبد الرحمن يحي الإرياني الرجل الثاني في جمعية ( الإصلاح ) التي تكونت في لواء إب في بداية الاربعينات من القرن الماضي كأول حركة في اليمن ضد الإمامة برئاسة القاضي محمد إبن علي الاكوع ، وكان من اعضائها الشيخ حسن بن محمد البعداني والشيخ حسن بن محمد الدعيس والنقيب عبد اللطيف راجح والشيخ محمد ابن حزام خالد الجماعي والشيخ محسن با علوي وغيرهم من مشايخ اللواء ومثقفيه ، وعند انكشاف أمرها سيق معظم رجالها مقيدين بالسلاسل والاغلال إلى سجون حجة وفي مقدمتهم بطلنا الإرياني الذي كان لقبه التنظيمي ( اليحصبي ) ومكث هناك بضع سنين وعند خروجه لم يلين أو يستكين في مقارعة ظلم الإمامة وخاصة أعمال الأمير الحسن إبن الإمام يحي في إب الذي كان اميرا عليها. وقد بعث برسالة الى الإمام يحي يشكو فيها جور ابنه ضد الرعية وقد خاطبه في بداية الرسالة بالقول .
انصف الناس من بنيك وإلا
انصفتهم من بعدك الأيام.
هبت ثورة 48 م وكان أحد رجالها ومناصريها وعندما سقطت صنعاء بعد 22 يوم من قيام الثورة تم القبض في إب على الإرياني ومن معه الذين وقفوا مع الثورة وتم سوقهم مكبلين بالسلاسل والاغلال إلى سجون حجة ومكث هناك ما يقرب من خمس سنوات وبعد خروجه بفترة هبت ثورة 55م في تعز الذي كان على راسها سيف الإسلام الإمير عبد الله شقيق الإمام احمد بينما كان القائد العسكري لها البطل الثلايا ، وكان الإرياني أحد رجالها وقد فشلت بعد أسبوع من قيامها وسيق الإرياني ومن معه إلى ميدان الإعدام وقد كانت البداية هي إعدام الثلايا وبينما كان سيف الوشاح يغازل عنق الإرياني الذي كان يرسف في قيوده منتظرا دوره هو ومن كانوا بجانبه ابرزهم ( القاضي يحيى السياغي ) تدخلت العناية الإلهية وابعده الإمام أحمد عن الصف بعد مناشدة القاضي الذاري وبعد حوار بين الإرياني والإمام نفسه ، وبعد سبع سنوات كان القاضي الإرياني أحد أبطال ثورة 26 سبتمبر وتقلد فيها العديد من المناصب حتى تولى زعامة اليمن في 5 نوفمبر 1967م خلفا للسلال .. قاد الإرياني البلاد في ظروف معقدة وخاصة خلال حصار السبعين يوما علما انه لم يكن يستند على قبيلة أو جيش وقد ظل في الحكم حتى قدم استقالته في حركة 13 يونيو 1974م بزعامة إبراهيم الحمدي الذي ودعه من مطار تعز في يوم الأحد 16 يونيو 1974م في طريقه إلى دمشق حيث طلب اللجوء إلى هناك وقد خرج الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لاستقباله وعندما سأله البعض وقالوا كيف تخرج لاستقباله وهو لم يعد رئيس؟ رد عليهم بالقول لقد خرجنا لشخص القاضي لا لمنصبه.

عاد الزعيم الارياني الى اليمن مع الزعيم السلال في الثمانينات من القرن الماضي بدعوة من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح .

ثم عاد بعد فترة للإستقرار في سوريا حتى توفي بطلنا بدمشق في 14 مارس 1998م ليتم نقله بطائره خاصة الى صنعاء حيث حصل على تشييع رسمي وشعبي كبيرين الى مقبرة الشهداء في العاصمة صنعاء ..

رحم الله القاضي الأديب الثائر الداهية الزعيم عبد الرحمن بن يحي الإرياني .
إعلان
تابعنا
ملفات