من الذاكرة السبتمبرية ( القائد محمد مطهرزيد)

15-09-2020 10:05:10    مشاهدات810


د كمال البعداني

كنا ومازلنا نقول ان ثورة سبتمبر لم تكن ضد اسرة او طائفة بل ضد فكرة . لذلك اشتركت فيها جميع فئات الشعب . فهاهو فارسنا الليلة المناضل (محمد مطهر زيد) اليمني الهاشمي دليل على ذلك . ولد بطلنا في قضاء كشر بمحافظة حجة . وبعد ان بدا دراسته في القرية انتقل الى مدرسة وشحة العلمية في نفس المحافظة . ثم الى صنعاء لمواصلة الدراسة .

وفي عام 1957م انخرط في الجيش ودخل الكلية الحربية وبعد تخرجه عام 1960م التحق بمدرسة الاسلحة تخصصه مدفعيه . وتعين مدرسا وقائدا لحناح المدفعية في مدرسة الاسلحة .

وفي عام 1961م انتمى الى تنظيم الضباط الاحرار واصبح بعدها امينا لسر التنظيم ..كان له الدور الكبير ليلة السادس والعشرين من سبتمبر . فقد كان مرابطا على راس قوة من المدفعية في مواقع بالقرب من مقبرة خزيمة . عند( جسر الصداقة) وعندما اوشكت الذخيرة على النفاد لدى الثوار وخاصة ذخيرة الدبابات . استبسل حراس قصر البشائر في الدفاع عنه وامطروا الثوار بكافة انواع الاسلحة .

ومع ظهور ضوء الفجر بدات معالم قصر البشائر تظهر بوضوح فما كان من بطلنا هذا الا توجيه رفاقه بقصف القصر بقذائف المدفعية وشارك هو بنفسه في ذلك . واستطاع بمهارته المتميزة ان يصيب الهدف ويسكت مقاومة الحرس الامامي ويدمر الواجهه الجنوبية للقصر واحراقها . كما ذكر ذلك العميد صالح الاشول في كتابه (حقائق ثورة سبتمبر اليمنية ) وقد كلف بعدها البطل محمد مطهر زيد على راس مجموعة لمطاردة الامام البدر . وقاد العديد من الحملات العسكرية في شهر نوفمبر من نفس العام عين عضوا في مكتب العمليات الحربية . وفي مايو 1963م عين عضوا في مجلس الرئاسة . وفي عام 64م اصدر الزعيم السلال قرارا بتعيينه رئيسا لاركان الجيش اليمني . ومع ذلك خرج ليقود المعارك بنفسه وتوجه الى منطقة المحابشة في لواء حجة وخاض هناك معارك عنيفه مع القوات الامامية حيث حشد الاماميون اكبر قواتهم الى هناك .
فشتتهم بطلنا وضرب تجمعاتهم حتى اجبرهم على التقهقر والهروب واولهم البدر الذي كان يقود المعارك بنفسه هناك .
ظل رئيس الاركان يقود المعارك من وسط الميدان دفاعا عن الثورة حتى سقط شهيدا في شهر يوليو عام 64م في منطقة مابين حرض ورازح وتم دفنه هناك وبعد اسبوع تم نقل جثمانه الى صنعاء وفي جنازة رسمية وشعبية تم مواراة جثمانه في مقبرة الشهداء .

رحمك الله يا محمد مطهر زيد ها نحن نتذكرك بكل اجلال وفخر بعد عشرات السنين من رحيلك.

فانت لست إسماً لمدرسة في صنعاء او في غيرها فحسب بل انت مدرسة تحمل معاني كثيرة للاجيال في بلادك اليمن ..
إعلان
تابعنا
ملفات