واي إن إن الإخبارية - YNN
Toggle navigation
الرئيسية
الأخبار المحلية
عربي ودولي
حقوق وحريات
ترجمة
تقارير
اقتصاد
رياضة
ثقافة وفن
منوع
تكنولوجيا
فيديوهات
كاريكاتور
بحث
عودة 26 صيادًا من حضرموت بعد احتجاز دام ثلاثة أسابيع في الصومال
سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الإثنين
وول ستريت جورنال: إيران تطلب من الصين مكونات صواريخ باليستية لتعزيز الحوثيين ووكلائها
العليمي يهاتف الرئيس السابق هادي وعلي محسن الأحمر
إيران تكشف عن "أكبر ضرباتها الاستخباراتية" ضدّ إسرائيل
قتلى وجرحى إسرائيليين في كمين شرقي خانيونس
اسرار الريف
04-12-2020 10:46:18
مشاهدات
308
واي إن إن- إبراهيم الحمزي
جلست معه ذات صباح تحت شجرة سدر بجانب الطريق الفرعية التي يمشي عليها الدواب والآبقار والاغنام والرعيان عند ذهابهم وعودتهم من الجبل والمرعى الاخضر ، ظل الشجرة يتخلله خيوط ذهبية من أشعة الشمس لتقع على بقع متفرقة في الأرض وتشكل لوحة مزخرفة كأنها قطعة من السماء مزينة بالنجوم المتلألئة ، الهواء الطلق القروي ينعش الجسد ويمده براحة نفسية ونبضات هادئة يتخللهن شعور بحياة البساطة الريفية.
الريف بساط سحري يسبح في أجواء الطمأنينة والسكينة ، ويجري مع جداول مياة البراءة التي تنبع من قلوب الريفيين البسطاء الذين يتوسدون التراب لكي يحصلون على نومة هنيئة وراحة زكية ، يفترشون أوراق الأشجار تحت أجسادهم من أجل الشعور بالانتماء إلى المجتمع الريفي الخالص الذي لم تؤثر به وسائل الحداثة والتطوير ، يزينون جدران منازلهم بالطين البني الغامق المتماسك بجزيئاته والذي يقبل التمدد على الجدران ليمدهم ببرودة في الصيف وحرارة في الشتاء ، يرسمون عليه زخارف تقليدية تعكس مدى تطلعهم إلى حياة الرفاهية ولكن حبهم قد تغوغر في أعماق الأرض كما تغوغر جذر تلك الشجرة التي كنت قاعدا تحتها مع رشيد.
كنت أنظر إلى رشيد الذي كان يسبح في التفكير ، عرفت أنه تفكير سلبي قد يؤدي بحياته إلى الجحيم الذي ليس له رحمة ، شاحب الوجه ، مدمع العينين ولكن بصورة باهته ، من رأى عينيه سيظن بأنهن مشرقتان ولامعتان ولكنهن يترقرقن بسحائب من دموع سببها حرق دفين في أغوار الروح ، أو فقد عميق في أعماق المشاعر ، أو موقف دموي نحت له مكان في زاوية ذاكرته وقعد هناك وأبى أن يفارقها لأنه حصل على مكانه المناسب ، وما المكان المناسب للذكريات السيئة إلا عقول من لم يفكر بالمستقبل الذي سيكون مشرق ربما ، الذكريات السيئة كالجن ، لا تسكن إلا البيوت الخالية والمعتمة والمليئة بخيوط العناكب التي تدل على الخواء والشرود ، اطلت النظر إليه وهو مازال ينقش التراب بشوكة صغيره ، منهمك في نقش التراب كالطبيب المنهمك في فتح العملية الجراحية ، يتقن الأداء خوفاً من الأخطاء التي ربما تودي بحياة المريض ، ورشيد كان يتقن في حفر التراب بخطوات بطيئة ومتقنة ، ثيابه ثياب شاب ريفي لا يعرف آخر المؤديلات ولا يتابع آخر التحديثات للألبسة الحديثة ، كل ما يهمه هو تغطية جسده من الشمس وعورته من الفضيحة.
اشحت بنظري عنه إلى القرية وهي كخلية نمل خرجت للتو من جحرها لتجلب الطعام الذي تخزنه لأيام القحط والجوع ، نساء يرفعن قمصانهن القديمة الملونة بالألوان الصفراء والحمراء والسوداء والمنقشة بنقشات تقليدية وزخارف لأشكال دائرية ومثلثات ومربعات وكذلك أشكال تدل على الحب كالسهم والقلب والعناق ، يرفعن قمصانهن إلى اخصارهن وينحنين إلى الأرض من أجل قلع الطعم والحشيش واغانيهن تملأ سماء الأرض المليئة بالبساطة ضجيج ، رأيت البعض يجتث شجرة اللبُن ويبدلها بشجرة القات التي جلبها من القرى المجاورة المشهورة بزراعة القات ، أدركت في تلك اللحظة بأن اللعنة ستبدأ بالحلول في قريتنا ، نجتث الطيب ونستبدلها بالخبيث فما علينا إلا أن ننتظر لرد السماء ، الآخرين يتسلقون الأشجار الفارعة في الطول من أجل جلب الأغصان والأوراق الرطبة والزكية للابقار ، لم أكن مندهش من سرعة تسلقهم لأنني ولدت وبنفس اللحظة تسلقت شجرة ، خرجت من رحم أمي وبنفس اللحظة قدت بقره ، تنفست أول نفس وبكيت وسمعت الأذان يصدح من ثغر أمي وبنفس اللحظة حرثت بالمحراث وفلقت الأرض ورميت الحب وانتظرت لرعد السماء وحصدت الثمار وجمعت المحاصيل ودفنت الحبوب إلى الأيام القاحلة ، رجال آخرين يدكون الأرض ويساؤون الحقول الزراعية من أجل إستقبال الصيف والأرض قد أكملت زفافها لتتوج عروسة جميلة وتعانق السماء وتدخل معها في شهور عسلية فواحة برائحة المسك والعنبر والعطور .
أخذت حجراً صغيرا ورميت به الى الأسفل ثم نظرت نحو رشيد الذي كان ما يزال غارق في سبات الذكريات .
- رشيد !!! ناديته ولمست كتفه .
نظر نحوي وكأنه استيقظ من نومه وأحاول أن يبدي إبتسامة تخفي شروده ثم قال :
- نعم !
- تفكر بشئ غامض يا رشيد ! أنا أخوك ، أقل حاجه إذا في شيء كلمنا !
- على ماذا أكلمك يا محمد ؟
- على التفكير الذي يأخذ كل اوقاتك ، مافي ساعة إلا وشردت فيها ، عندما اجلس بجانبك احس إننا بجانب صنم !
- ذكرياتي مؤلمة يا محمد !
- وهل تظن أن شاب في القريه لا يمتلك ذكريات مؤلمة ؟
- ولكنها أشد من الألم نفسه !
- والدتك ، أدعي لها بالرحمه !
- هي في الجنه أصلا ، أتظن بأن الله سيدخلها النار وهي قد دخلته في الدنيا ؟
نظرت إليه واندهشت مما سمعت ، بدأ يبكي بصوت متقطع ، يسحب هواء إلى داخله ويخرجه كاكير الحداد ، اقتربت منه ثم مسحت على ظهره وسألته بنبرة هادئه لكي تقلل من توتره :
- ماذا تقصد يا رشيد ؟
- أمي ماتت محروقة يا محمد ، أبي من أحرقها بعد ما ربطها على السرير ، واشعل نار كبيرة وأدخل وسط النار أكثر من خمس سكاكين ، كان يخرجهم حمر مستنفره يا محمد وأنا ابن ثلاث سنوات مغطى بالبطانية أنظر من تحتها بعين واحده والخوف يسري في عروقي ، أمي تصرخ كانت وتتألم ولكنه ربط فمها بشال قديم.
أكمل كلامه وبدأ يصرخ وكأنه خرج للتو من رحم أمه ، تذكرت أمي عندما أخبرتني حول أم رشيد وقالت : أحرقت نفسها بنفسها بالنار والحديد يا محمد ، يقولون بأنها تزوجت على الرجل الذي لم تحبه ، لقد غصبها والدها بالزواج على ذلك الرجل الذي حصل منها على ولد وسماه رشيد .
تذكرت كلام أمي وعرفت بأن والد رشيد هو من قتل زوجته لأنها كانت تكرهه ، عرفت بأن الريف الهادئة من الخارج مكتضة بالاسرار المخفية من الداخل ، الحياة تكسو وجهها والأجواء ، والموت يعشعش في داخلها والمنازل ، تذكرت حديث الحاج حمود عندما قعدت معه أمام داره القديم قبل بضعة أشهر عندما فتح الحديث حول والدة رشيد ( كانت صفيه جميلة جداً يا محمد ، جمالها افتن كل شباب القرية ، أحبت رجلاً من قبيلة غير قبيلتها ولكن والدها رفض الرجل بحجة أنه غريب ، رفضت الزواج من أحدا غيره ، ولكن والدها زوجها بقوة على والد رشيد ، سمعت أنها كانت تنفر منه وتهرب إذا طلب منها النوم ، كانت تشتمه وتسبه أمام الملأ ، تحول جمالها إلى جداول من دم ينزف في شرايينها ، قال لي والد رشيد ذات مره هنا في هذا المكان : يا حاج حمود ما أقدر اجامعها إلا إذا ربطتها على السرير - أنجبت له رشيد وزاد بينهم الخلاف والمشاكل وتحولت حياتهم إلى جحيم ، ضاقت الأرض بصفيه وأحرقت نفسها ).
أهل القريه لم يعملون بقصتها الحقيقة ، انتشر في القريه بأن والدة رشيد هي من قتلت نفسها هرباً من الواقع المفروض عليها بالقوة ، هرباً من الحب الذي أصبح حرب داخليه في وديان روحها الناعمات ، لم تقتل صفية نفسها ، بل قتلها والدها الذي رمى بها إلى قعر جهنم ، بعد أن احرمها الحياة التي كانت تحلم بها مع من تحب ...
القرية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب
كتابات
إقرأ لي
عبدالله الشرعبي
كمال أوزتورك
عريب الزنتاوي
طارق محمود
محمد ابو رمان
المزيد..
عبدالسلام العواضي: سراج اليمن في كينيا ونبض الانتماء
عبدالله الشرعبي
هل ربحت تركيا الحرب بين إسرائيل وإيران؟
مروان قبلان
الانفصال لحرب موحدة
مصطفى ناجي
إسرائيل تختبر تركيا: كيف تُدار معارك "الإحماء" في صراع الدول؟
كمال أوزتورك
العالم والسياسة
د.محمد موسى العامري
المزيد..
كاريكاتير اليوم
ترامب والرسوم الجمركية
المزيد
إعلان
تابعنا
رياضه
الفائزون والخاسرون في الدوري الإنجليزي 2025
5/26/2025 11:05:35 PM
الأهلي السعودي يقهر كاواساكي الياباني ليتوج بدوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخه
5/3/2025 11:02:25 PM
تصنيف الفيفا.. الأرجنتين تحافظ على الصدارة وتقدم المغرب ومصر
4/3/2025 11:28:45 PM
قائمة المتأهلين إلى دور الثمانية الكبار لدوري أبطال أوروبا
3/13/2025 2:40:23 AM
الهلال يعاقب باختاكور برباعية ويطير لربع النهائي النخبة الآسيوية
3/12/2025 1:57:17 AM
المزيد
ملفات
الأكثر مشاهدة
مكالمة مسربة تكشف المستور عن اساليب عمار صالح في استخدام فتيات لتشويه خصومه " اسماء "
10/23/2020 4:35:28 AM
كاريكاتور رئيس وفد الحوثيين يقدم اليمن للرئيس الإيراني الجديد على طبق أثناء تمثيل وفد الحوثيين للمباركة له بمناسبة إنتخابه رئيساً لإيران
8/9/2021 9:21:28 PM
الحب والبن.. القصة والقصيدة والأغنية
12/22/2020 9:27:23 PM
موقع أمريكي يكشف عن الشخص الذي أفشل مخططات الحوثيين في احتلال مأرب
7/25/2020 3:53:49 PM
لماذا قرر الرئيس الروسي غزو أوكرانيا الآن .. وماذا تعني عقيدة " بوتين " ؟
2/24/2022 11:12:30 PM