الذكرى العاشرة لمشعل الثورات العربية

22-12-2020 04:32:16    مشاهدات381


مصطفى القحفه

أنطلقت أول شرارة لثورات الربيع العربي في تونس بإشعال الشاب
طارق الطيب بن محمد البوعزيزي
يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول
عام 2010م وإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد إحتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ وقالت له:
(بالفرنسية: Dégage) أي إرحل
فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس بن علي وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة وأدت بعد ذلك لانتفاضة شعبية تونسية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، أما محمد البوعزيزي فقد توفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده وأقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية باريس.


ورفض سالم أخو محمد البوعزيزي وقتها عرضان من رجلي أعمال خليجيين لشراء عربة شقيقه التي كان يبيع عليها الفواكه بلغ أحداهما 20 ألف دولار أمريكي و أكد يومها سالم وهو الذي يعمل نجاراً "مستحيل أن أبيع العربة، ليفهم الجميع إنها ليست للبيع، أريد أن أحتفظ بها كذكرى من أخي" و قد نقبل يوم ماء أن يتم وضعها في أحد الساحات كمعلم" في مدينته .



وقد أدت حادثه محمد البوعزيزي إلى إحتجاجات من قِبل أهالي سيدي بوزيد في اليوم التالي يوم السبت 18 من كانون الأول/ديسمبر عام 2010م صارت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن وكانت المظاهرة للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية و سرعان ما تطورت الأحداث إلى إشتباكات عنيفة وإنتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس إحتجاجاً على ما أعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم و خرج المواطنين في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية وأجبرت هذه الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خِلسةً إلى السعودية في 14 يناير 2011م وفي نفس اليوم أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك استنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي،غير أن المجلس الدستوري قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وأعلن في اليوم التالي السبت 15 يناير 2011 م عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.


وبسبب الاستبداد الذي مارسته الإنظمة العربية فقد أنطلقت ثورة الربيع العربي من دولة الي دولة وتوسعت الي عدة بلدان وأسقطت عدد من الإنظمة الديكتاتورية والوراثية وحكم العسكر والي اليوم مازالت الثورات الربيعية مستمرة و تواجهها الثورات المضادة والانظمة السابقة في كلا من "مصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وتونس"
التي نتج عنها من يوم
17 ديسمبر 2010 –ديسمبر 2011م
سقوط نظام بن علي في تونس وسقوط نظام مبارك في مصر سقوط نظام القذافي في ليبيا وسقوط نظام صالح في اليمن ووضع دستور 2012، الذي تم إلغائه ووضع دستور جديد عام 2013م في مصر وتغيير دستور المغرب
ومحاولة إنهاء الانقسام الفلسطيني القائم بين حركة فتح وحركة حماس
وكانت أهم الأسباب للثورات بسبب القمع والاستبداد التي مارسته الانظمة تجاه الشعوب
وإزدياد نسبه المواطنين تحت خط الفقر والجهل والأمية وسوء الأوضاع المعيشية وبسبب الفساد السياسي والتسلط وإنتهاك حقوق الإنسان وارتفاع الأسعار وفساد الحكام والبطالة وخرجت الشعوب لإسقاط الآنظمة الفاسدة وتحقيق الديموقراطية بغرض تحقيق حياة كريمة للمواطن .


وقد قدمت الكثير من التنازلات المقدمة
تجاه الفاسدين , وإصدار عفو ملكي عن المعتقلين السياسيين في المغرب والأردن ودعوة لحوار وطني في سوريا واليمن
وافشلته أدوات الثورات المضادة مدعومة من إيران نتج بعدها حروب ودمار شنتها الثورات المضادة وأدواتها في المنطقة و بدعم وتمويل دولة الإمارات وإسرائيل ودول الغرب لغرض قمع الشعوب الثائرة ونهب ثرواتها.


وعشر سنوات منذ بداية الربيع العربي والمعركة قائمة ومستمرة وعلى أشدها اليوم بين الاحرار العرب وبين المطبعين الصهاينة وأسيادهم الفرس والروم .

إعلان
تابعنا
ملفات