“الهبوط على المريخ“ والعلم التجريبي!

24-02-2021 05:14:34    مشاهدات240



واي إن إن - صلاح العياشي

- يقول لنا متطرفوا العلم التجريبي إن أي معرفة يلزم أن تكون ضمن دائرة العلم التجريبي، وإن خروجها عنه، أمرٌ غير مقبول، فلا يمكن الوثوق بأي معرفة لم يمكن مصدرها العلم التجريبي!

وعليه فإن فوصول مركبةٍ إلى الفضاء، وكذا التصوير من الأمور التي نحتاج لمعاينتها حسيًا، لتصبح في دائرة المحسوس، ولا تكفي لقطات التصوير، وتناقل الأخبار وما مثله، لإثبات خبر الوصول!

- إن تصديقنا بمثل هذه المعلومات (الوصول للفضاء) غالبًا يتم عن طريق “الخبر“وهو واحد من أبواب المعرفة، أي إن مجموعة من الناس قالوا إنهم وصلوا المريخ، وعاينوه وأرسلوا لنا الصور ومقاطع الفيديو، دليلًا على صدق قولهم، ونحن هنا لم نعاين ذلك الأمر عيانًا كما يشترط “العلم التجريبي“ وإنما خبرًا منقولًا، لذلك نحن أمام هذه الواقعة في أمران لا ثالث لهما، إما التصديق والقبول، أو الإنكار والجحود؛ حتى نعاين ذلك بأنفسنا ونجربه.

- فإن فعلنا الأولى (أي قبلناه) فإنه بذلك يلزمنا الإقرار إن الخبر الصادق مصدرًا من مصادر المعرفة، وتصديقنا بهذا الخبر، يلزمنا التصديق بغيره من الأخبار، مثل بأن هناك رُسلٌ من عند الله، جاؤا بالأدلة والشهواد والمعزجات دليل صدق خبرهم!

- وأما إنكارنا لذلك الخبر فإنه غلقٌ لمصدرٍ عظيم من مصادر المعرفة، وهذا الأمر فيه إستحالة حيث سنضطر معه لرفض الكثير من المعارف والمعلومات اليومية الواصلة إلينا عن طريق الخبر، وإن اكتفائنا “بالعلم التجريبي“ سيجعلنا أمام مأزقٍ كبير، إذ سنحتاج لمعاينة أي خبر قبل التصديق به، وهذا الأمر غير مقبول منطقيًا، والحياة معه عكرة!
إعلان
تابعنا
ملفات