"دفن الجريمة".. ميليشيا الحوثي تعلن تشييع جثامين 43 من الأثيوبيين الذين قضوا في محرقة المهاجرين بصنعاء

13-03-2021 10:15:12    مشاهدات204


واي إن إن - متابعات خاصة


أعلنت سلطات ميليشيا الحوثي في صنعاء ، دفن العشرات من الأثيوبيين الذين قضوا في محرقة مركز إيواء المهاجرين جنوب المدينة.

وحسب وكالة سبأ الحوثية فقد تم تشييع 43 مهاجراً بحضور قيادات في الميليشيا وجمع غفير من قيادة وأعضاء الجالية الإثيوبية والجاليات الأفريقية الموجودة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقالت السلطات الحوثية ان "التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث وملابساته".

وفي وقت سابق بعث رئيس الوزراء معين عبدالملك رسالة الى نظيره الأثيوبي آبي أحمد، بشأن الجريمة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق المحتجزين الاثيوبيين في سجن الجوازات بصنعاء، قبل نحو أسبوع.

والتقى القائم بأعمال السفارة اليمنية في أديس أبابا السفير يحيى الارياني، الجمعة، رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإثيوبية اسايي ديجني، وسلمه الرسالة، بحسب وكالة سبأ الرسمية.

وقدم الارياني للمسئول الأثيوبي شرحاً كاملاً حول جريمة إحراق عدد من المهاجرين الإثيوبيين في أحد مراكز تجمعهم في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، مؤكداً على مسئولية "عصابة صنعاء الانقلابية عن جريمة الإحراق بشهادة مواطنين اثيوبيين ناجين من الحريق الذي ارتكبته الميليشيا دون مراعاة للإنسانية والقوانين الدولية".

في السياق قالت وزارة الخارجية اليمنية في الحكومة المعترف بها إن ميليشيا الحوثي تسببت بالمحرقة الذي أودت بحياة أكثر من 170 مهاجر أثيوبي ممن رفضوا الانصياع لأوامر هذه المليشيات لتحشيدهم في جبهات القتال في مأرب".

وأشارت في بيان لها إلى ان الميليشيا "تمنع حتى هذه اللحظة المنظمات الدولية المختصة من الوصول الى مكان الجريمة".

وعقب الجريمة بأيام نشرت سلطات ميليشيا الحوثي بياناً مذيلاً باسم عدد من الجاليات تقول فيه إن المحرقة التي استهدفت المهاجرين في صنعاء نتج عنها وفاة 43 شخصاً وإصابة أكثر من 200 بجروح مختلفة.

البيان الذي نشره قيادي حوثي ذُيّل باسم الجاليات الأثيوبية والأريتيرية والصومالية والجيبوتية والسودانية، وقال إن الضحايا ما كان ليصل إلى هذا العدد "لو كان تم تأهيل المركز من قبل منظمة الهجرة بحسب المواصفات الفنية ومراعاة توفير أدوات الحماية".

وبعد الحادثة دعت منظمة الهجرة الدولية، ميلشيا الحوثي، إلى السماح للعاملين الصحيين والانسانيين بالوصول إلى المهاجرين المصابين في الحريق.

وقالت الهجرة الدولية في بيان يوم الاثنين، إنها "تواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني المتزايد في المستشفيات".

وأضافت المنظمة، أن "العدد الإجمالي للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في الحريق لا يزال غير مؤكد، حيث لم يتم الإفراج عن السجلات الرسمية بعد"، في إشارة إلى تحفظ جماعة الحوثي على تلك السجلات.

وأوضحت منظمة الهجرة الدولية، أن موظفيها كانوا "موجودين في الموقع عندما اندلع الحريق في الهنجر بجوار المبنى الرئيسي"، وقالت: كان ما يقرب من 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين ، في منشأة الاحتجاز المكتظة وقت اندلاع الحريق. كان أكثر من 350 في منطقة الهنجر.

واليومين الماضيين قالت مصادر مطلعة ، إن "السجن الحوثي الذي شهد مأساة حرق المئات من الأفارقة تم تفريغه ولا يُعلم حتى الآن مصير المئات الذين نجوا من المحرقة".

ورجحت المصادر "قيام الحوثيين بتهجير الناجين من المحرقة، أوالتجهيز لتهجيرهم قسراً، إلى مناطق خارج سيطرتهم خاصة المناطق الجنوبية باتجاه تعز وعدن"، لكن مصدر آخر قال ان من المتوقع أن تواصل الميليشيا احتجازهم خشية تحدثهم عن تفاصيل الجريمة فيما لو أفرجوا عنهم.

ومنذ مطلع العام 2021 أجبرت ميليشيا الحوثي آلاف المهاجرين على الانتقال من مناطق سيطرتهم إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، وتحديداً الجنوب، وعادة ما كان يتم نقلهم في شاحنات الماشية وإلقائهم في مواقع خالية حيث لا يمكنهم الحصول حتى على القليل من الماء، وبعد ذلك يشقون طريقهم عادةً إلى المناطق الحضرية مثل عدن للحصول على المساعدة.

وكان إعلامي أثيوبي تحدث لقناتي بي بي سي عربي وسهيل عن مئات القتلى قال إنهم توفوا في الحال بعد إلقاء قنابل حارقة عليهم من قبل قوات الحوثي، و63 شخصاً توفوا بعد نقلهم للمستشفيات.

وأضاف جمدا سوتي، رئيس شبكة مستقبل "أوروميا" للأخبار إن "الحوثيون شنوا حملة اعتقالات واسعة الأسابيع الماضية بحق المهاجرين بغرض تجنيدهم للقتال ومن يرفض يتم إيداعه السجن أو يفرضوا عليهم مبالغ مالية مقابل ترحيلهم".

وأشار الى أن "السجناء دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجاً على معاملة الحوثيين ما دفع الحراس إلى الاعتداء عليهم ركلاً وصفعاً لكن السجناء دافعوا عن أنفسهم وأخرجوا الحراس من داخل السجن قبل أن تأتي قوات حوثية وتلقي عليهم القنابل الحارقة".
إعلان
تابعنا
ملفات