المناسبات الموسمية في اليمن

12-06-2025 09:26:27    مشاهدات142

واي إن إن - د . محمد موسى العامري

في كل موسم ، ومناسبة دينية ، أو وطنية ، تطفوا إلى السطح حوارات ، ومجادلات ، وربما خصومات ، سياسية وفقهية وحزبية ، ومذهبية ، تفتقد أو أكثرها إلى النزاهة والموضوعية ، والعقلانية ، وتنبيك عن ما وراءها من المستور ، وما تكنه الصدور ، وهذه المناسبات متعددة ، منها ما مرده ديني أو مذهبي كالموالد ، ومناسبة الإسراء والمعراج ، وأول جمعة رجب ، ومنها ما مرده وطني كمناسبات الثورات المتعددة ، ومنها ما هو طائفي ، كالمناسبات التي نبشها الحوثيون كيوم عاشوراء والغدير والولاية ، ونحوها ، وأمام هذا الكم من المناسبات يتطلب الأمر التوقف في نقاط:-
أولاً :- لاتوجد من الناحية الشرعية مناسبات سنوية معتبرة سوى عيدي الفطر والأضحى ،وهما اليومان اللذان شرع الله الإحتفاء بهما وتعظيمهما ، واعتبارهما من شعائر الله ، وما سوى ذلك حادث ، لايعرف في صدر الإسلام ولا القرون الثلاثة المفضلة ، ومحاولة بعض الناس صبغ بعض المناسبات الدينية ، بالبحث لها عن استدلالات أو شبهات لايعدو كونه من اتباع المتشابه وترك المحكم ، والتكلف القائم على ارتكاب المحدثات أولاً ثم البحث لها عن استدلالات تالياً ! وهذه طريقة أهل البدع في النظر والإستدلال .
ثانياً :- في ما يخص المناسبات الوطنية ، في اليمن هما أيضاً يومان متفق على الإشادة بهما لدى عامة الشعب اليمني إلا من شذ وهما يوم 26 سبتمبر المتعلق بالقضاء على حقبة الإمامة ويوم 14 اكتوبر المتعلق بطرد الإستعمار البريطاني ، ويوم ثالث أيضاً اتفق على الإشادة به وهو يوم 22 مايو المتعلق بوحدة الشعب اليمني شماله وجنوبه وإن طرأ على هذا اليوم من الممارسات الخاطئة ما عكر صفوه وخفت بريقه لكنه في أصله محمود لتعلقه باجتماع الكلمة ووحدة الصف .
ثالثاً :- وهناك أيام ومناسبات دائرة بين البدع والمحدثات أو متنازع فيها تثير الجراحات ، كالموالد بأنواعها وما أحدثه الحوثيون من مناسبات طائفية ومذهبية ،وغالبها مخالب للجبايات ونهب الأموال ، ويوم نكبتهم 21 سبتمبر - مناسبة انقلابهم وتمردهم -
وأخرى لم تكن محل اتفاق بين اليمنيين وإنما هي مناسبات لدى قوم دون قوم كيوم ال 11 من فبراير - ثورة الشباب - ويوم ال 2 من ديسمبر - انتفاضة الرئيس صالح - ويوم الوعل - مناسبة الأقيال - ونحو ذلك من المناسبات ، التي يحتفي بها قوم دون آخرين ، وهذه المناسبات من المؤكد أنها لن تدوم ولن تخلد في ذاكرة اليمنيين لما قد يصاحبها من المناكفات وإثارة الخصومات ، ومناقضة مقصود المناسبات العامة التي تجمع ولاتفرق وتؤلف ولا تنفر والشريعة إنما جاءت رحمة للعباد ومن الرحمة تآلف القلوب واجتماع الكلمة ومن العذاب اختلافها وتنافرها .

إعلان
تابعنا
ملفات