أمريكا طوق نجاة للحوثي

16-03-2021 09:29:59    مشاهدات485



رشاد المخلافي

لماذا دائما ماتشكل المواقف الأمريكية طوق نجاة لمليشيا الحوثي الفارسية؟.

متى سيفهم قطيع البهائم الذين ينهقون بشعار الحوثي المخادع وادعاءاته الكاذبه؟.


هو يسوقهم إلى محارق الجبهات لخدمة الإمامة السلالية ولاستمرار المشروع التفكيكي الهاشمي الفارسي الغربي لليمن، متى يفهم هؤلاء أن المليشيا هي ضمن مخطط غربي يعمل على تعزيز الهيمنة الأمريكية البريطانية الغربية على المنطقة العربية، متى يدركون أن مليشيا الحوثي ليست أكثر من أداة لتفكيك جغرافية اليمن وتمزيق نسيجة المجتمعي وتدمير سلمه الاجتماعي؟.


متى يدرك أخواننا وأبناء جلدتنا من أبناء القبائل الواقعة تحت سيطرة الحوثي أن مليشيا حسن إيرلو تأسست منذ منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم لاحياء الفكر الهدوي العنصري الذي يعلى من شأن العرق الفارسي الدخيل وينتقص من قدر الشعب اليمني المسلم ، هذه الفكرة التي تم على أساسها تشكيل الجناح العسكري المليشاوي الهاشمي، معزز بثقافة خمينية وبدعم صفوي من طهران وبمساندة النظام السابق الذي خان الوطن والشعب ونظامه الجمهوري وقدمه للقوى الإمامية السلالية العنصرية أحفاد (الجاليات الرسية والطبرية والديلم ) على طبق من ذهب عام 2014م ، بمباركة أمريكية بريطانية وبضوء أخضر أيضا ، لقد تمت السيطرة على مؤسسات الدولة ونهبها بإشراف الأمم المتحدة، كما تم غزو المدن المحافظات وتدميرها بإشراف الأمم المتحدة أيضا ، حتى باتت المليشيا اليوم تشكل رأس حربه في مشروع الهيمنة الفارسية الأمريكية الصهيونية في الجزيرة والخليج العربي والمنطقة برمتها.

هاهي خيوط اللعبة تتكشف للبسطاء من خلال بروز مشاريع وقف إطلاق النار تحت مسميات السلام المزيف، ممايثير كثير من التسؤلات لماذا لا تخرج هذه المبادرات إلا عندما تتغير موازين القوى؟، وعندما يتحول سير المعركة لصالح الجيش الوطني!؟.

هذه هي الحقيقة.. كلما بدأت مليشيا حسن إيرلو تعاني من الهزائم العسكرية وتبدأ بالانكماش تسارع أمريكا وبريطانيا في تقديم طوق النجاة لها ، ولعل موقف الحوثيين الرافض لمبادرة المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ هو موقف تكتيكي للاستعراض أمام انصارهم السذج ، ومايدور في اللقاءات داخل الغرف المغلقة بين الحوثيين والأمريكيين والبريطانيين هوعكس ذلك تماما، الحوثيين الآن يلهثون خلف المبادرة لأنها تشكل طوق نجاة لانقاذهم ، بعد أن فقدوا معظم أوراقهم ومقومات بقائهم واستمرار همجيتهم على المستوى "العسكري المليشاوي والأمني والسياسي" بشكل كبير في جبهات مأرب ، كما أنهم فقدوا حاضنتهم الشعبية في مناطق سيطرتهم بمحافظة صعدة وعمران، ولعل ما يحدث من تصفيات في محافظتي عمران وصنعاء التي طالت القوى المشائخية التي دعمتهم وسهلت دخولهم عمران وصنعاء وعززت جبهاتهم طوال السنوات الماضية, يكشف حجم التراجع الكبير عند هؤلاء في تأييدهم للحوثيين داخل هذه المناطق ، وهو مايعني بداية زوال هذه الانتفاشة الطارئة من خلال تسهيل مهمة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستكمال تحرير بقية المناطق.


ولو عدنا قليلا عن علاقة الحوثيين بالإمريكيين والبريطانيين وبعيدا عن الخطاب الإعلامي الحوثي الذي يحاول التستر على دورهم من خلال التضليل على البسطاء ، وفي نفس هذا السياق لا يمكن قراءة الدور الإماراتي التخريبي المعادي لليمن والدولة والوحدة والشرعية والشعب طيلة الستة السنوات السابقة من الحرب بمعزل عن الدور الأمريكي البريطاني والإيراني ودعمهم للحوثيين ، فقد عملت أبوظبي بكل الأساليب القذرة على حرف مسار المعركة وإطالة أمد الحرب للإبقاء على مليشيا الحوثي حتى اليوم، كما أن لديها قنوات إتصال مع الحوثيين واتفاقات تجري من تحت الطاولة، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل الدور الإماراتي ومساهمته بشكل مباشر في توفير الدعم للحوثيين بطرق مختلفة.


لقد عملت الإمارات على إضعاف الدولة والشرعية منذ الوهلة الأولى بشكل سافر ومفضوح وصل إلى تنفيذ مخطط انقلابي مليشاوي على الدولة والشرعية في العاصمة المؤقته عدن مستنداة على انقلاب صنعاء ، ولعل التخادم المفضوح بين أدواتها المليشاوية الانقلابية من جهة وبين مليشيا الحوثي من جهة أخرى يكشف حجم التخادم والتكامل بينهما ، كما كشفت عنه تلك الحملات الدعائية والإعلامية ضد الدولة والشرعية والوحدة ، وهذا حقيقة الموقف الإماراتي وتخادمها الكبير مع الإيرانيين والحوثيين في اليمن إلى حد كبير، وبات من الواضح أن دور أبوظبي الوظيفي الذي ينتهج سياسة التخريب داخل محيطها العربي يقوم بالأساس على تنفيذ السياسات الأمريكية والغربية في المنطقة وتنفيذ مخططاتهم.


ولعل المبادرة الأمريكية الجديدة تؤكد حجم الدور الذي تلعبه مليشيا الحوثي في خدمة المصالح الأمريكية، إن بمايسمى مبادرات السلام الجديدة ماهي إلا واحدة من مبادرات السلام المزيف التي تضاف إلى سابقتها من المبادرات أو اتفاقات السلام التي سوقت الوهم والكذب ، لأن الهدف الحقيقي هو وقف الهزائم الحوثية كما حصل في الحديدة في العام 2018م ، يحاولون تكرار السيناريو نفسه من أجل استمرار الصراع من خلال إستعادة المليشيا لأنفاسها وترتيب صفوفها لخوض موجة عنف قادمة ضد اليمن وشعبه ومناطقه.


لكن هذه المرة الوضع تغيير هناك موقف رسمي وشعبي قوي توحد من خلاله اليمنيين في ظل تنامي منسوب الوعي الوطني الشعبي الواسع الذي وصل إلى أعلى مستوياته ،وهو ما أفصح عنه التلاحم الشعبي الكبير ووقوفه القوي خلف جيشه الوطني ومقاومته الشعبية، ولد لديه الاصرار على حتمية مواصلة المعركة الوطنية والمصيرية المقدسة ضد مليشيات الحوثي حتى كسر مشروعها السلالي الإمامي العنصري عسكريا وطرد الوجود الإيراني وإستعادة الدولة والجمهورية ليعم السلام والاستقرار في كل ربوع اليمن، هذا الوعي الشعبي الوطني الجمهوري المتنامي بشكل غير مسبوق حتى في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي كفيل بإسقاط كل المخططات والمشاريع غير وطنية.
إعلان
تابعنا
ملفات