حكومة معين عبد الملك من النشأة إلى الهروب

18-03-2021 08:01:55    مشاهدات241


عادل الشجاع

منذ أن وطأت أقدام حكومة معين عبد الملك عدن وهي تعيش في واد والشعب في واد آخر ، ولا يوجد لديها حد أدنى من الرؤية للمستقبل ، وظلت تقدم إنجازات وهمية ، وبالرغم من ذلك فإنها لا تتحمل هذه الإخفاقات لوحدها ، بل تتحملها الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض ويتحملها أيضا رعاة الاتفاق ، وكنا قد قلنا في مقال سابق بعنوان : حكومة تمتلك أصدقاء مثل الإمارات والسعودية فهي لا تحتاج إلى أعداء ، وذهبنا إلى أن الانتقالي يشتري الوقت ويعطل الحكومة ، والإمارات والسعودية تشتريان وقتا ، وإيران والحوثي لن يعطي اليمن الوقت وستظل إنجازات الحكومة لقاءات وصور خالية من الأفعال الملموسة على الأرض .

وقلنا في مقال : ماذا لدى معين عبد الملك ليقدمه ، ووزير إعلامه ليعلنه ، خاصة وأن الدبلوماسية اليمنية ومعها الإعلام وقفا مكتوفي الأيدي أمام الضوء الأخضر الذي منحته أمريكا لعصابة الحوثي لقتل اليمنيين ولم تتحرك الدبلوماسية أمام هذا التوجه الأمريكي ، كما أن الإعلام لم يفضح هذه العلاقة بين الحوثيين وأمريكا والتي يتصدرها شعار " الموت لأمريكا " ، ليتحول إلى موت اليمنيين .

وفي مقال : الانتقالي يواصل استهتاره بحكومة الشرعية ، قلنا ، هل تدرك الحكومة خطورة صمتها على ممارسة الانتقالي وقيامه بدورها الذي يقلل من دورها كشرعية تمثل الجمهورية اليمنية ، ويعمل على قلب الأدوار وقلب الحقائق وتشويهها ، بل يعمل على تعطيل التنمية وتدمير المؤسسات وتصبح الفوضى كأنها أصل من أصول إدارة الدولة ومن الأفعال المخلصة النبيلة .

أما في مقال الزبيدي وبن بريك باعوا الجنوب بدراهم معدودات ، فقد طلبنا منهما إذا كانوا يريدون الانفصال فعليهم أن يأتوا البيوت من أبوابها ويسلكوا طريق القوانين الدولية وسيجدون الكثير من الشماليين يقفون إلى جانب دعوتهم ليستردوا حقهم المهدور الذي اختطف منهم تحت زعيق الانفصال ، وقلنا إن الوحدة ليست ملكا للشماليين وحدهم ، فهي ملك لأبناء الجنوب أيضا أحفاد ثورة ١٤ اكتوبر أولئك الذين يعتزون بيمنيتهم ويمقتون من يبيع نفسه رخيصة لدولة أخرى أيا كانت هذه الدولة .

وفي مقال : بعد أداء اليمين الدستورية ، هل سيكون اليمنيون أمام حكومة مشلولة ، قلنا ، إن الرجاء شيء والواقع شيء آخر ، وتساءلنا ، كيف ستوفق الحكومة بين المطالب التي لا يمكن التوفيق بينها ، وإذا اتفقوا على تشكيل الحكومة ، فإنهم لن يتفقوا على السياسة التي ستتبعها ، وبالتالي فإن الشلل سيكون مصيرها ، خاصة إذا ما نظرنا إلى القاعدة المقلوبة ، حيث يسلم سلاح الدولة إلى المليشيات في سابقة لم تحدث في التاريخ إلا في عهد تحالف دعم الشرعية .

أما مقال ، الحكومة بين ولائها للشرعية وولائها إلى تجديد الاصطفاف المناطقي ، قلنا ، سيكون من الخطأ على هذه الحكومة أن تبحث عن إعادة تمركز السلطة التنفيذية وإعادة تدوير المشكلة وتدوير الفاسدين وإسقاط التنمية من برنامجها وإسقاط مفهوم المواطنة والسماح برفع علم الانفصال والتعاطي مع ثنائية ، شمال/ جنوب ، وإسقاط مفهوم الدولة .

وسأختتم بما ورد في مقال : بين اتفاق السلم واتفاق الرياض تكمن شرعية الانقلاب ، حيث قلنا ، لا يغرنكم التأييد الدولي والعربي لحكومة معين ، فقبلها جاء التأييد الدولي والعربي لحكومة بحاح التي جاءت نتيجة لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وابتلعها الحوثي ومن ورائه إيران وحكومة معين سيلتهمها الانتقالي ومن ورائه التحالف العربي ، وهذا ما حدث بالفعل .
إعلان
تابعنا
ملفات