الحوثيون يقولون إن إحراقهم 45 من المهجرين الأفارقة لا يعد جريمة

22-03-2021 10:10:51    مشاهدات237


عادل الشجاع

حين كنا نصغي إلى أصوات الناجين الذين أنصتوا نيابة عن المئات الذين ماتوا وهم يتقلبون في النار يصارعون الموت ويصرخون بأعلى أصواتهم للناجين بأن يقصوا على العالم وعلى الأجيال القادمة كم كانت معاناتهم شديدة وكم كانت فضاعة الحوثيين مريعة ، جاء بيان الحوثيين ليلعنوا به أنفسهم بكذبهم ، فالبيان لم يعن شيئا بالنسبة للضحايا ، لكنه قال الكثير عن الحوثيين .

بيان الحوثيين حمل مسؤلية الجريمة التي ارتكبوها لمنظمة الهجرة ، فقد اتهموها بأنها أشرفت على العنبر رقم 1 ، من أصل 7 عنابر ، وأنها لم تستوف المواصفات الفنية ولم تهتم بكرامة الإنسان ، إضافة إلى خلو العنبر من وسائل السلامة ، وهم في بيانهم هذا قتلوا الضحايا للمرة الثانية ، فهم يرتكبون جرائمهم وهم آمنون من العقاب ، لأن العالم الحر اختفى ولم يجد الضحايا سوى الصمت .

بررت هذه العصابة الإرهابية تلك الجريمة بأن المهجرين أحدثوا شغبا فألقى الجنود عليهم ثلاث قنابل مسيلة للدموع داخل معتقل ليس له سوى باب واحد لا يسمح بخروج سوى شخص واحد كما ورد في بيانهم ، ونحن لا نستغرب هذا البرود في التعاطي مع المحرقة لأن هذه العصابة تتغذى على العنصرية ، وهي لا تعرف مناهج ومبادئ حقوق الإنسان ولا القانون الدولي ، فمرجعيتها الملازم الشيطانية التي تغذي لديهم التعصب العنصري .

لذلك ، فإن هذه العصابة لا تعرف معنى القيم الإنسانية ولا تعرف معنى التعايش ولا الاعتراف بالآخرين ، تتغذى على الحقد وكراهية الآخرين ، فالملازم تجعل من الفرد إما محاربا ، أو سجانا مجردا من شخصيته الأخلاقية ، فلما رفض المهجرين أن يذهبوا إلى القتال في صفوف هذه العصابة ولم يدفعوا الفدية ، لم يكن أمام السجان الذي خرج من داخل الملازم إلا أن يرمي عليهم قنابله ، ليجمع بين صفة المحارب والسجان الذي يرفض عصيان أوامره .

لقد لعبت الملازم دورا بارزا ومهما في تشكيل المواقف السلبية تجاه الغير وساهمت في تصعيد الكراهية والعنف ، فلا يوجد أي ذكر في الملازم للقواعد الإنسانية ، سوى الموت للآخر ، وبناء على ذلك ، فإن الآخر في العقل الثقافي الحوثي هو ميت أو يجب أن يكون ميت ، فهو ليس سوى داعشي تكفيري عميل ومرتزق ، فمجتمع الملازم معبأ بالعنصرية ، يتعامل مع الآخرين وكأنهم أرقاما لا بشر .

تعاليم التربية والتنشئة داخل هذه الملازم تقوم على تعاليم الحرب والكراهية ، تعتمد على غسل الأدمغة وتحول أتباعها إلى جنود آليين ميكانيكيين بلا مشاعر وبلا أحاسيس لا ترتجف أيديهم عندما يضغطون على الزناد ولا يرتجف الضمير الحوثي أمام مشاهد القتل اليومية أو التعذيب ولا أمام المعتقلات التي لا تصلح للحياة الأدمية .

داخل هذه الملازم لا يوجد فيها أناس ولا حياة ، لذلك لا يبالون حين يقتلون أو يحرقون ، ولا يبالون حين يسقطون جريمتهم على منظمة الهجرة ولا يتورعون وهم يعايرون الأمريكان والأوربيون بأن المحرقة التي ارتكبوها في حق المهجرين الأفارقة لا تساوي شيئا أمام جرائم الأمريكان والأوروبيين كما قال بيانهم ، واعتبروا أن عدد الذين ماتوا 45 فقط وكأن هذا العدد لا يرقى إلى مستوى الجريمة ، فهذه المحرقة تعد ترجمة حقيقية لبشاعة هذه العصابة الإرهابية .
إعلان
تابعنا
ملفات