وجئت من سبأ

27-03-2021 10:38:33    مشاهدات896


واي إن إن : شعر - عبدالكريم العفيري

وجئت من سبأٍ أشدو بقافيتي
أُهيم وجداً بذاتِ الرّونقِ الحسنِ

ونشوةُ السّكرِ تنتابُ الحشا شغفاً
كأنني تـائـهٌ فـي غفـلة الـزّمنِ

وهبتُها الروحَ واسترخصتُها ثمناً
لأجلها يرخصُ الغالي في الثّمنِ

لهوتُ دهراً طويلاً في مفاتنِها
واستقبلتني بحضنٍ دافئٍ مرنِ

وعانقتني بلا خوفٍ ولا خجلٍ
وثغرُها جاد لي بالغيثِ والمُزُنِ

حتى توارت شفاهي في شفائفها
دخلتُ في نوبةٍ عظمى من الوسنِ

وجدّتُ في صدرها الدّفاق متّكئي
وفي لمى شفتيها قد رست سُفني

أنا الـذي يا صـباباتي فـُتـنتُ بها
وهل هناك سوى عشقي من الفتنِ

والله والله لم يـُخـلق لها مـثـلٌ
فوق الثرى أبداً في سائر الزمنِ

ودّعـتُها ودموعُ الوجـدِ هاطلةٌ
أشكو النّوى وأنا في غايةِ الحَزَنِ

اللهُ يـعـلـمُ مـا فـارقـتُـها أبـداً
روحي التي في وداعي فارقت بدني

قفوا حداداً ولفّوا من جدائلِها
حولي قليلاً لأنّي اخترتُها كَفَني

و في ثرى روحها فلتدفنوا جسدي
ولتكتبوا فوق قبري #عاشق_اليمنِ

تلوتُ للعشق في محرابها سوراً
بمحكم الذّكرِ والآياتِ والسّننِ

فهل اتاك حديث القوم من إرمٍ
ذاتِ العمادِ سواها قط لم يكنِ

أريكتي عرش بلقيس العظيم وفي
قصور غمدان مهوى كلِ مفتتنِ

ما بالُها اليوم بالأوجاعِ مثقلةٌ
وتشتكي سطوة الآلامِ والمحنِ

وتنزفُ القهرَ في صنعاء أوردتي
وتصطليني جحيم البؤس في عدنِ

تفاءلي يا ربا قحطان وابتسمي
وعانـقـيـني لأنّ البـين أرّقـَني

بعقل بلقيس هاقد جئتُ متّشحاً
سيفَ الإرادة من سيف بن ذي يزنِ

أنا سفـيرُ بلادي فـي مـواجـِعـها
وصوتُها الحرُّ في الأقطار والمدنِ

منذ الولادة لو خُيّرتُ في وطنٍ
لقلت يا أيها الدنيا أنا_يمني
إعلان
تابعنا
ملفات