يكفينا بيع الوهم السعودية لن تكون في صالح اليمن

29-03-2021 08:44:51    مشاهدات989


عادل الشجاع

دخلت الحرب عامها السابع ولم تحق الأهداف المعلنة ، لكنها على ما يبدو حققت الأهداف الخفية ، فبعد أن كان عدد دول التحالف ١٦ دولة ، انحسر واستقر على دولتين هما ، السعودية والإمارات ، وحتى السعودية والإمارات بينهما تضارب في الأجندات .

تخلت السعودية عن الشرعية وذلك أمر مخز ، فالسعودية لم تقف في وجه الحوثي وإيران إلا في وسائل الإعلام وبفضل السفير آل جابر واللجنة الخاصة أصبح خصوم السعودية أقوى وأكثر جرأة ، فبدلا من التركيز على الحرب مع الحوثي ، انشغل آل جابر واللجنة الخاصة بإعاقة الشرعية وتسابقوا مع الإمارات في ذلك .

ولا أكشف سرا إذا قلت إنه بعد ست سنوات من الحرب أصبح أعداء المملكة أقوى ، وأصدقائها أضعف ، وأصبحت السعودية نفسها معزولة بشكل متزايد ، وهذا يعني أن اللجنة الخاصة وآل جابر لم يكونوا وكلاء موثوقين لمصالح المملكة ، قادوا بلادهم نحو الهاوية بسبب المعلومات المضللة وانكفائهم على مصالحهم الخاصة ، فقد قدموا أنفسهم أنهم مهوسيين بالمال وغير مهتمين بأي شيء آخر .

إن سياسة المملكة التي قادتها اللجنة الخاصة وآل جابر كانت غير مستقرة ومتقلبة أدت إلى وضع أصبحت فيه عصابة الحوثي أقوى ، ولديها المزيد من الأسلحة ، وإذا أرادت السعودية أن تعيد لنفسها الاعتبار عليها أن تعيد الاعتبار أولا للشرعية وتحيل اللجنة الخاصة إلى المساءلة ، حينها تستطيع فرض السلام وليس استجداؤه .

وإذا أرادت السعودية أن تستعيد مكانتها في المنطقة ومواجهة عدوان الحوثي على اليمن أولا والسعودية ثانيا ، فعليها أن تحافظ على وحدة الشرعية ووحدة قرارها وقوتها واستقلال قرارها وتوحيد جبهة حلفاء المملكة وشركائها المواجهين للحوثي ومن ورائه إيران .

وبعيدا عن اللجنة الخاصة ، تستطيع المملكة معرفة أن الحوثي لم يصنع قوته بل المملكة هي من صنعت قوته بممارساتها الخاطئة والسماح للإمارات أن تقوض الشرعية وتبني مليشيات أعاقت الشرعية من مواجهة الحوثي ، وإذا لم تعيد المملكة النظر في مجريات السياسات المتبعة والسماح للجيش اليمني بامتلاك السلاح ، فإنها ستكون على موعد مع كارثة .

بسبب هذه السياسات التي انتهجتها اللجنة الخاصة والسفير محمد آل جابر وإظهار الشرعية وكأنها ضعيفة وبلا قرار ، جعلت الأمريكيون والبريطانيون والأمم المتحدة ومبعوثها يظهرون أمام الحوثيين وكأنهم ينتظمون في صف دراسي كتلاميذ نخبويين نجباء يتلقون دروس الدبلوماسية منهم ، بل ويظهرون السعوديين وكأنهم فرسان عملية التسوية العرجاء الحمقاء فارغة المضامين .

هل رأيتم عبر التاريخ حليفا يضعف حليفه ويقوي خصمه ؟ نعم راينا ، إنها السعودية ، وهل رأيتم عبر التاريخ سفير دولة يقوم بمهام الدولة الأخرى ؟ نعم إنه محمد آل جابر ، يقوم باستقبال سفراء الدول الأخرى إلى اليمن وتوديعهم ، ويوقع اتفاقيات بين اليمن ودولته السعودية وهو الطرف الموقع عن اليمن ، ويتدخل في تعيين الحكومة ، فهل هذه هي الأهداف التي جاءت لأجلها السعودية إلى اليمن ، أم أن اللجنة الخاصة وآل جابر هما من انحرف بها إلى هذا الدرك من الأخطاء ؟
إعلان
تابعنا
ملفات