واي إن إن - ترجمة يمن شباب نت
يحاول الحوثيين استغلال الحرب الإسرائيلية في غزة وإجماع اليمنيين على دعم القضية الفلسطينية، من أجل إسكات السخط الشعبي المتنامي ضد ممارسات الجماعة القمعية في مناطق سيطرتها، بالإضافة إلى تعزيز قبضتهم محلياً، حيث أن مهاجمة إسرائيل في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار هي "عملية ذات مكافأة عالية ومنخفضة المخاطر". ووفق تحليل نشره معهد دول الخليج العربي بواشنطن «AGSIW» - للحوثيين هدفان من شن هذه الهجمات: أحدهما محلي والآخر دولي. فأولا، يأمل الحوثيون في التعويض عن علامات السخط الداخلي المتزايدة من خلال حشد اليمنيين تحت حكمهم حول عدو مشترك. ثانياً، على الصعيد الدولي، يتطلع الحوثيون إلى توفير بعض الغطاء السياسي لإيران من خلال تنفيذ هجمات لا ترغب الجمهورية الإسلامية في تنفيذها بنفسها في الوقت الحالي. وأكد الكاتب بأن نجاح هذه الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار ليس هو النقطة الأساسية، وبصرف النظر ما يسببونه من ضرر ودمار، سيكون الأمر بمثابة مكافأة للحوثيين. إذ أن هذه هجمات سياسية وليست عسكرية، حيث لا يمتلك الحوثيون القرب أو الأسلحة اللازمة ليشكلوا تهديدًا عسكريًا حقيقيًا لإسرائيل. وكما أشار فابيان هينز، زميل أبحاث التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، مؤخراً فيما يتعلق بقدرات الحوثيين العسكرية: "فإن طائراتهم بدون طيار بطيئة للغاية؛ صواريخ كروز الخاصة بهم أسرع، لكنها لا تزال بطيئة جدًا مقارنة بالأنظمة الأخرى. وأضاف "كما لا تبدو صواريخهم الباليستية دقيقة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، مع المسافة التي تحتاج إلى قطعها للوصول إلى إسرائيل فمن الصعب جدًا التغلب على الدفاعات الجوية الموجودة. وفق الكاتب، تمثل القضية الفلسطينية إحدى القضايا القليلة التي يمكن أن يتفق عليها اليمنيون على اختلاف أطيافهم السياسية. يعرف الحوثيون ذلك ويتطلعون إلى استغلاله، مثلما فعلوا مع حملة القصف السعودية الإماراتية في السنوات الأولى من الحرب. ففي الفترة من 2015 إلى 2017، صور الحوثيون، الذين نفذوا انقلابًا في صنعاء، أنفسهم على أنهم المقاومة ضد ما وصفوه بالعدوان السعودي والإماراتي. وساعدت حملة القصف العشوائية واللامبالية في كثير من الأحيان على حشد اليمنيين في المرتفعات الشمالية لدعم قضية الحوثيين، وحتى أولئك الذين لم يدعموا الحوثيين صراحةً كانوا على استعداد لمنح الجماعة بعض الدعم في مواجهة الضربات السعودية. ومع ذلك، تضاءلت هذه المشاعر مع توقف الغارات الجوية السعودية والإماراتية إلى حد كبير. والآن هناك مؤشرات متزايدة على الإحباط والاستياء من حكم الحوثيين في الشمال، خاصة وأن الجماعة تتخذ خطوات لضمان هيمنتها على القبائل في المرتفعات ويبدو أنها تبحث عن طرق لتهميش شريكها السابق، المؤتمر الشعبي العام. ينظر الحوثيون إلى الحرب بين إسرائيل وحماس على أنها فرصة لإسكات بعض هذه الانتقادات الداخلية، بحيث أنهم إذا هاجموا إسرائيل، فإن خصومهم المحليين سيكونون أقل ميلاً لمهاجمتهم. وبالمثل، على الجبهة الدولية، يرى الحوثيون أن الضربات على إسرائيل هي غطاء لإيران، التي قدمت العديد من مكونات الصواريخ التي يطلقها الحوثيون. فإيران، مثلها مثل حسن نصر الله وحزب الله، قدمت الدعم الخطابي لحماس وشجعت وكلائها في جميع أنحاء المنطقة، ولكن يبدو أنها تريد تجنب حرب مباشرة مع إسرائيل. الأسباب واضحة، حيث أظهرت إسرائيل أنها سترد عسكرياً على أي تصعيد من جانب إيران أو حزب الله، وهي الرسالة التي أكدت عليها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، لكن قواعد اللعبة أقل وضوحا عندما يتعلق الأمر بالحوثيين. ليس لإسرائيل تاريخ في استهداف الحوثيين. وحتى لو أرادت الرد، فإن عدد الأهداف في اليمن، بعد ما يقرب من عقد من الحرب، أقل بكثير مما هو عليه في إيران أو لبنان. المرة الوحيدة التي استهدفت فيها الولايات المتحدة الحوثيين بشكل مباشر كانت في عام 2016، عندما أطلق الحوثيون صواريخ على سفن أمريكية في البحر الأحمر، وردت الولايات المتحدة بتدمير ثلاثة مواقع رادار يسيطر عليها الحوثيون. ومع ذلك، لدى الحوثيين تاريخ في توفير إمكانية الإنكار المعقولة لإيران. على سبيل المثال، في عام 2019، سارع الحوثيون إلى إعلان مسؤوليتهم عن الهجمات على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة خلصت في وقت لاحق أن إيران كانت وراء الهجمات، إلا أن ادعاء الحوثيين الأولي أدى إلى تشويش الأمور عند نقطة رئيسية، مما أثار الشكوك في الأيام التي تلت الهجمات مباشرة. وبحلول الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة متأكدة تماماً من أن إيران هي المسؤولة، كانت نافذة الفرصة للقيام بعمل انتقامي قد أغلقت إلى حد كبير. حتى لو قامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بتحديد وضرب أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، فمن غير المرجح أن يكون الضرر كبيرًا بما يكفي لردع الجماعة، وقد تأتي مثل هذه الضربات بنتائج عكسية، مما يعزز قبضة الحوثيين محليًا. هذه هي الحسابات البسيطة التي يقوم بها الحوثيون عندما يتعلق الأمر بضرب إسرائيل: إذ أن أي هجمات على إسرائيل ستفيد الجماعة محليا، وتساعد إيران دوليا، وإذا استجابت إسرائيل أو الولايات المتحدة، فإن الحوثيين سيستفيدون من تدفق الغضب المحلي.
مصطفى البرغوثي
أسامة رشيد
مصطفى ناجي
عبد الرحمن الراشد
عمر سمير