واي إن إن - وكالات
أفاد مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي باراك رافيد، اليوم الخميس، بأن قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، رفضت في الأيام الأخيرة طلباً إسرائيلياً بإجلاء قوات حفظ السلام من مواقعها في جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل، وفقاً لما نقله عن مسؤولين إسرائيليين كبار، ومسؤولين في اليونيفيل. ويأتي هذا في وقت أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، النار على ثلاثة مواقع لـ"اليونيفيل"، ما أسفر عن إصابة جنديين بجروح، من دون وقوع قتلى، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال محاولة التسلل من عدة مواقع إلى بلدات في جنوب لبنان. ونقل رافيد في سلسلة منشورات عبر منصة إكس، عن مسؤولين إسرائيليين كبار، قولهم إن الجيش ووزارة الخارجية الإسرائيليّين، تواصلا مع قادة اليونيفيل وقسم حفظ السلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وطلبا إبعاد قوات اليونيفيل إلى مسافة خمسة كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل، تفادياً لأي ضرر قد ينجم عن العملية البرية التي يشنّها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، لكن اليونيفيل رفضت الطلب. وفي السياق، أكد المتحدث باسم قوة حفظ السلام أندريا تيننتي أن إسرائيل طلبت من اليونيفيل التحرك من مواقعها القريبة من الخط الأزرق، لكن القرار اتُخذ بالاتفاق مع جميع الدول المساهمة بهذه القوات بعدم المغادرة، قائلاً: "لا يزال جنود حفظ السلام في كلّ المواقع في جنوب لبنان، ولا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف. وعلى الرغم من التحديات، فإننا نواصل المراقبة بأفضل ما نستطيع، على الرغم من أن القصف المستمر يحدّ من قدرتنا على المراقبة وتقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات المحلية". وتابع تيننتي متحدثاً لرافيد: "إننا نعمل بشكل منتظم على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونحن نذكر جميع الأطراف بالتزامهم بضمان ذلك"، مضيفاً: "نواصل حث لبنان وإسرائيل على إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، بالأفعال وليس بالأقوال فقط، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة". وفي السياق عينه، قال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، اليوم الخميس، إن إسرائيل تركز على قتال جماعة حزب الله، وتوصي بنقل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان شمالاً. وقال المبعوث، وفق "رويترز"، إن إسرائيل توصي "بانتقال قوات اليونيفيل لمسافة خمسة كيلومترات شمالاً لتجنب الخطر مع تصاعد القتال، وبينما يظل الوضع على امتداد الخط الأزرق غير مستقر نتيجة لعدوان حزب الله". وأضاف "إسرائيل ليست لديها رغبة في أن تكون موجودة في لبنان، لكنها ستفعل ما يلزم" لإجبار حزب الله على الابتعاد عن حدودها الشمالية، حتى يتمكن 70 ألفاً من السكان من العودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل. وقال بيان اليونيفيل، في وقت سابق اليوم، "هذا الصباح، أصيب جنديان من قوة حفظ السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار من سلاحها باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته مباشرة وتسببت بسقوط الجنديين. ولحسن الحظ، هذه المرة، الإصابات ليست خطرة، لكنهما لا يزالان في المستشفى". وفي السياق، تعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية المساهمة في اليونيفيل، وفق ما أفادت به وزارة الجيوش الفرنسية، عقب الحادثة. وسيُعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتمّ تحديده بعد، وتقرّر خلال اتصال هاتفي بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو، ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو. وتساهم أربع دول أوروبية في اليونيفيل هي إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وأيرلندا. إلى ذلك، اتهم وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو مساء اليوم الخميس، إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب محتملة" بعد إعلان "اليونيفيل" أنها تعرضت لإطلاق نار من جيش الدولة العبرية. وأعلن الوزير خلال مؤتمر صحافي أن "الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب، وتمثل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي". جاء هذا بعدما استددعى كروسيتو السفير الإسرائيلي في روما، وفق ما أبلغ مصدر حكومي وكالة فرانس برس، على خلفية الحادثة. فرنسا: ننتظر توضيحات من إسرائيل من جهتها، قالت فرنسا، اليوم الخميس، إنها تنتظر توضيحات من إسرائيل بشأن استهداف قوات اليونيفيل في لبنان، وإن ضمان سلامة هذه القوات يمثل التزاماً. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أوردته وكالة رويترز: "تعبر فرنسا عن قلقها الشديد بعد إطلاق إسرائيل النار على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وتندد بأي هجوم على أمن اليونيفيل"، مضيفة أنه لم يصب أحد من جنودها في اليونيفيل البالغ عددهم 700. وأضافت الوزارة "ننتظر توضيحات من السلطات الإسرائيلية. حماية قوات حفظ السلام التزام ينطبق على جميع الأطراف في أي صراع".
مصطفى البرغوثي
أسامة رشيد
مصطفى ناجي
عبد الرحمن الراشد
عمر سمير