واي إن إن - يمن شباب نت
نشطت الدبلوماسية الأمريكية بشكل لافت في الرياض خلال اليوميين الماضيين، بإجراء سلسلة لقاءات مع مسؤولين رفيعين في الشرعية اليمنية لمناقشة مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي أظهر الحوثيين حالة من التوجس والتحشيد الأمني لمواجهة ما أسموها "مؤامرة خبيثة" تستهدفهم. يأتي هذا بعد أسبوع من سقوط نظام الأسد في سوريا وتركيز التحليلات الأمريكية على الطريقة التي يمكن أن يتعامل بها إدارة ترامب المقبلة مع الحوثيين، واستغلال حالة الضعف التي يعاني منها حلفاء إيران بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والذي قد يعيد ترتيب الأوراق الجيوسياسية من جديد في المنطقة. ومع سقوط النظام السوري بدا على الحوثيين حالة من الخوف من تكرار السيناريو في اليمن ضدهم، واعتبر ناطق الحوثيين ومسؤولهم التفاوضي، محمد عبد السلام، أن وضعهم في اليمن لا يشبه سوريا. وهذا يجعل التحركات الدبلوماسية ربما في إطار نقاش المتغيرات بالمنطقة وكيف يمكن أن تؤثر على اليمن. حيث عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لقاء مع مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب، ولقاء آخر منفصل مع وزير الداخلية إبراهيم حيدان، في الوقت الذي أجرى السفير الأمريكي إلى اليمن لقاء مع عضو مجلس الرئاسي عبد الرحمن المحرّمي، وكان حاضراً أيضاً في اللقاءات السابقة، في نشاط دبلوماسي لافت بوقت حساس تعيشها المنطقة. "مكافحة الإرهاب" عنوان النشاط الأمريكي وبرزت خلال اللقاءات الأمريكية مع المسؤولين بالحكومة اليمنية، الحديث عن مكافحة الإرهاب، وتزامن ذلك مع مقال لنائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية ايلان بيرمان، - في مجلة نيوزويك - أشار إلى أن الطريقة الصحيحة للتعامل الحوثيين تتمثل في تصنيفهم كقراصنة، موضحاً أن القرصنة جريمة تخضع للاختصاص العالمي بموجب القانون الدولي. واستعرض العليمي مع رئيس مكتب مكافحة الارهاب بالخارجية الامريكية جيسي ليفنسون، التهديدات الارهابية التي تغذيها المليشيات الحوثية، والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات، واعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري، وفق ما نقلت وكالة سبأ. وأعرب العليمي، عن تطلع مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة لمضاعفة الضغوط الدولية على المليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة ارهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، وتسليحها. في غضون ذلك ناقش عضو مجلس الرئاسة المحرمي، مع السفير الأمريكي ستيفن فاجن، التداعيات الاقتصادية والإنسانية باليمن في ظل استمرار التصعيد مليشيات الحوثي، على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وبحثا سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار. من جانبه أكد وزير الداخلية إبراهيم حيدان، - خلال لقاء منفصل مع مسؤول مكافحة الإرهاب الأمريكي والسفير فاجن - على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار، ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار. وأبدى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية، استعداد الولايات المتحدة لدعم تلك جهود مكافحة الإرهاب من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات. كما أكد السفير الأمريكي، التزام بلاده بتعزيز الاستقرار في اليمن ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام. بحسب مانقلت الوكالة الرسمية. الحوثيين في حالة استنفار في المقابل يطلق الحوثيين التهديدات لأي تحرك يستهدفهم وبدا ذلك في تصريحات من اعلى مستوى في الجماعة ترفض مقارنة اليمن بسوريا، وتسبب الانهيار المتتالي لحلفاء إيران بجعل الحوثيين في حالة استنفار دائم وتتوقع كافة السيناريوهات. وعقدت قيادات أمنية حوثية أمس الأحد، لقاء برئاسة القيادي الحوثي المعين وزيرا للداخلية في حكومة الجماعة غير المعترف بها، عبد الكريم أمير الدين الحوثي، وأشار أنهم يمرون بمرحلة خطيرة، وفق ما نقلت وسائل اعلام الحوثيين. وأشار القيادي الحوثي، إلى رفع مستوى اليقظة والشعور بالمسؤولية لإفشال المؤامرات الخبيثة التي تحاك ضدهم. ووجه بتكثيف العمل خصوصًا خلال الفترة الراهنة. وقال: "يتوجب على الجميع أن يكونوا على استعداد لخوض هذه المواجهة وإفشال المؤامرات". والواضح من اجتماع القيادات الأمنية الحوثية، هو أن هناك حالة طوارئ غير معلنة تعيشها ميلشيات الحوثي، حيث تترقب السيناريوهات التي يمكن أن تخوض فيها معارك لمواجهة هجوم محتمل لإسقاط منظومة الميلشيات التي سيطرت على العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر 2014. وبدا خطاب الحوثيين الإعلامي موجه أكثر نحو مقارنة أن قوتهم أكبر ويمتلكون سلاحاً يمكن أن يسبب حريق في المنطقة كلها وأن لديهم نحو 200 ألف مقاتل، وأكد ذلك ناطق الحوثيين محمد عبد السلام في حديثة لقناة المسيرة، وهذه المقاربة الحوثية تؤكد حالة الارتباك التي تعيشها الجماعة التي تعيش ظروفاً أسوأ من نظام بشار الأسد. هل هناك ترتيبات لنشاط عسكري ضد الحوثيين؟ خلال اليومين الماضيين ركزت لقاءات الأمريكان مع قيادات الشرعية في الرياض على مكافحة الإرهاب وكانت تصريحات حادة لمواجهة الحوثيين، في الوقت الذي بدا سفيري بريطانيا وفرنسا متمسكين بالتسوية السياسية لإنهاء الأزمة اليمنية ورفضتا أي تصعيد يعرقل مساعي السلام. من خلال اللقاءات الدبلوماسية التي عقدها المسؤولين الأمريكيين مع قيادات رفيعة في المجلس الرئاسي اليمني والحكومة اليمنية، بدا التركيز على مكافحة الإرهاب ومواجهة الحوثيين بشكل أساسي، وهذا يعطي جزء من الترتيبات التي ربما يتم تداولها بين الأطراف الفاعلة في اليمن خلال المرحلة. وقالت السفارة الأمريكية عن اللقاءات الدبلوماسية – في تصريحات مقتضبة بمنصة إكس – أنها ناقشت "قضايا الأمن الإقليمي ومواجهة عدوان الحوثي داخل اليمن وخارجه"، وأيضا ناقشت "مكافحة أنشطة الحوثيين الخبيثة، والعمل معًا في مجال مكافحة الإرهاب، والدعم الأمريكي لاستقرار وأمن اليمن". وفي ذات السياق شاركت بريطانيا وفرنسا، مع الولايات المتحدة نفس النشاط الدبلوماسي، في لقاءات منفصلة عقدها سفيري لندن وباريس، بعضو مجلس الرئاسة ومحافظ مأرب، سلطان العرادة، الذي أكد أن أنشطة الحوثيين العدائية تقوض عملية السلام في اليمن وتزعزع الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وفق ما نقلت وكالة سبأ الرسمية. التقى اللواء العرادة سفير فرنسا باليمن كاترين قرم كمون بحضور الملحق العسكري الفرنسي جنيد غودي، ودعا العرادة، لاتخاذ إجراءات رادعة بحق الأطراف المحلية والإقليمية المعرقلة لعملية السلام في اليمن، لضمان تحقيق سلام شامل وعادل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية. من جانبها أكدت السفيرة الفرنسية، التزام بلادها بدعم الحكومة اليمنية ومساندة الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة اليمنية، ورفضها أي تصعيد يعرقل مساعي السلام في اليمن والوصول إلى تسوية سلمية شاملة في البلاد. وفي ذات السياق جددت السفيرة البريطانية في اليمن عبدة شريف – خلال لقاء مع اللواء العرادة - التزام بلادها بدعم الحلول السلمية في اليمن، واستمرار العمل مع كافة الأطراف لدعم عملية السلام وإعادة تحقيق الأمن والاستقرار. وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية. ويترقب اليمنيين تأثير الأحداث في المنطقة العربية والإقليم على اليمن وخاصة ما حدث من تطور دراماتيكي في سوريا بإسقاط نظام بشار الأسد، وكيف يمكن أن يكون مصير الحرب في اليمن المستمرة منذ عشر سنوات، حيث خلق الدعم الإيراني من الحوثيين قوة اسقطت الدولة في 21 سبتمبر 2014 لصالح نفوذها التوسعي في المشرق العربي.
علي انوزلا
المهدي مبروك
مروان قبلان
عمر كوش
مصطفى البرغوثي