السوداني في طهران: ملفات ساخنة أبرزها الفصائل المسلحة وسورية

08-01-2025 07:13:40    مشاهدات87

واي إن إن - العربي الجديد

وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران في أول زيارة رسمية في عهد الحكومة الإيرانية الحالية منذ تشكيلها في أغسطس/آب الماضي. ويرافق السوداني وفد وزاري وأمني كبير في الزيارة التي من المقرر أن يلتقي خلالها بكبار المسؤولين الإيرانيين، وسط تأكيدات بأنه سيبحث عدة ملفات، على رأسها ملف الفصائل العراقية المسلحة ومساعدة إيران في تحجيم دورها بسبب الضغوط الغربية على العراق.
وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي من المقرر أن يعقد السوداني لقاء معه بالإضافة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري إن "الزيارة فرصة لتأكيد دور العراق كجسر للتواصل والتفاهم الإقليمي والدولي". وقال الشمري في تصريح لصحيفة "الصباح" الرسمية، اليوم الأربعاء، إن "الزيارة تأتي في توقيت حساس إقليمياً ودولياً، للتأكيد على أهمية توطيد وتعضيد التعاون في المجالات المختلفة وتعزيز العمل المشترك لتثبيت الاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن "هذه الزيارة تحمل في طياتها بعداً استراتيجياً ضمن مساعي تعزيز الاستقرار وتمتين الأواصر البينية بين بلدان المنطقة"، مؤكدا أن "الحكومة تنطلق في هذه الجهود من مفهوم ومنطق (الصديق المشارك) في بناء علاقاتنا الدولية، بما يعكس التزام العراق بتعزيز شراكاته الإقليمية والدولية على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن الزيارة تأتي في إطار الزيارات الثنائية، مشيرا إلى أن مباحثات السوداني تتناول التطورات السورية والعلاقات الثنائية، وضرورة تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين.
وكان مسؤولان عراقيان قد كشفا في وقت سابق ، أن السوداني سيبحث في طهران خلال زياته المقررة اليوم الأربعاء تفكيك أو إعادة هيكلة الفصائل المسلحة تجنبا للضغوط الغربية في هذا الملف، فضلا عن بحث محاور متعلقة بعدم التدخل في الملف السوري.
والزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس الوزراء العراقي بعد أحداث سورية الأخيرة وتغير موقف بغداد إزاء تلك الأحداث، إذ كانت حكومة السوداني قد أظهرت في بداية عملية المعارضة السورية لإسقاط النظام موقفا متشددا، ولوحت بتدخل العراق وعدم سكوته، إلا أنها سرعان ما غيرت موقفها بعد انهيار نظام بشار الأسد، في محاولة لبدء صفحة جديدة مع الإدارة السورية الجديدة وعدم التدخل في الشأن السوري.
وأبدى رئيس الوزراء العراقي مرات عدة قلقه من الأوضاع في سورية لوجود تنظيمات مسلحة وعناصر "داعش"، وقد أجرى زيارات خاطفة الى الأردن، ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية، وبحث فيهما تطورات سورية وتأثيرها على المنطقة، ومن ثم أرسل السوداني إلى سورية وفدا رفيعا برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري الذي التقى قائد الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع.
وساطة عراقية بين إيران سورية؟
وقال رئيس موقع "الدبلوماسية الإيرانية" علي موسوي خلخالي لـ"العربي الجديد"، إن أمن سورية يشكل أحد أهم هذه العناوين، حيث يهم ذلك العراق كثيرا باعتباره بلداً جاراً ولوجود حدود مشتركة يبلغ طولها 400 كليومتر و"تاريخ سيئ من اللاأمن" على هذه الحدود، مشيراً إلى أن "سورية تكتسي أهمية أمنية كبيرة بالنسبة للعراق".
وبناء على ذلك يسعى السوداني إلى علاقات جيدة بين إيران وسورية الجديدة، وفق موسوي خلخالي، الذي قال إن هذه المساعى تأتي انطلاقا من قناعة رئيس الوزراء العراقي بأنه "كلما كانت هناك علاقات مستقرة بين الدول في المنطقة وقلّت التوترات بينها سينسحب ذلك إيجابا على الجيران أيضا"، لافتا إلى أن العراق يسعى إلى لعب دور الوسيط بين دمشق وطهران، بعد فتح قنوات التواصل مع الهيئة الحاكمة الجديدة في سورية.
وفي السياق، أضاف رئيس موقع الدبلوماسية الإيرانية أن السوداني "حصل على رسالة من سورية الجديدة وسينقلها إلى طهران"، موضحا أن العنوان الثاني للزيارة مرتبط بمسألة الحشد الشعبي "لكن حله ليس مطروحا، حيث تم تقنيين وضعه سابقا فبات قانونيا جزءا من الجيش العراقي"، ومضيفا في الوقت ذاته أن ما هو مطروح حاليا هو حل فصائل عراقية موالية لإيران في الحشد الشعبي و"إخضاعها للإشراف"، لعدم السماح بوجود أسلحة خارج إشراف الدولة العراقية، ولفت إلى وجود أفكار بشأن مصير هذه الفصائل، من بينها إدماجها في الجيش وحلها وإنهاء وضعية استقلالها عن الحكومة العراقية.
وتابع موسوي خلخالي أن العراق منذ فترة وخاصة بعد سقوط النظام السوري السابق يتعرض لضغوط غربية كبيرة للابتعاد عن إيران، حيث يعتقد الغرب أن العراق "يعتمد على إيران أكثر مما يلزم"، كما أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يرى أن بغداد تساعد طهران في الالتفاف على العقوبات وتصدير نفطها، وأن "هناك قوى عراقية تريد أن تواصل إيران استحواذها على صادرات الغاز للعراق من دون غيرها لتثبيت نفوذها".
وأوضح أن ترامب يرفض تمديد إعفاءات العراق من العقوبات لاستمرار استيراده الغاز من إيران، مؤكدا أن أميركا تسعى إلى قطع هذا الاستيراد لإنهاء اعتماد العراق على جاره الإيراني، وأشار إلى تهديدات تتعرض لها الحكومة العراقية حاليا بسبب علاقاتها مع إيران ووجود الفصائل المسلحة، مبيناً أن المطروح حاليا هو مهاجمة هذه الفصائل التي شنت هجمات على القواعد والمصالح الأميركية.
رسائل إيرانية إلى السوداني
من جهته، يقول الخبير الإيراني في العلاقات الإيرانية العراقية عليرضا مجيدي لـ"العربي الجديد"، إن "الحشد الشعبي هو القوة العراقية الوحيدة خارج منظومة التأثير الأميركي"، مشيرا إلى أن أميركا لديها "تأثير على القوات المسلحة العراقية". وأوضح مجيدي أن الجانب الإيراني سيبلغ السوداني بأن "العراق يجب أن يدافع عن استقلاله وألا يرضخ لضغوط خارجية لإدماج أو حل قوة مسلحة"، مؤكدا أن "إيران لن تتدخل في القضايا الداخلية لكنها تقدم رأيها وتحذيرها الإرشادي بشأن هذه القضية وتبعاتها التي يمكن أن تطاول رئيس الوزراء العراقي نفسه". وأضاف "لا يستبعد أن يحصل انقلاب في العراق إذا ما تم حل الحشد الشعبي".
ولفت مجيدي إلى أن ما تريده إيران أيضا من العراق في هذه الزيارة هو أن تكون بغداد جهة اتصال بينها وبين القيادة السورية الجديدة، مشيرا إلى أن طهران لا تريد حاليا التواصل بشكل مباشر معها. وأوضح أن السفارة السورية في طهران تعمل حاليا وتتواصل مع الإدارة السورية الجديدة. ولم يستبعد الخبير الإيراني أن تستأنف السفارة الإيرانية في دمشق نشاطها لاحقا في "إطار بروتوكولي محدود".

إعلان
تابعنا
ملفات