تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية

13-01-2025 07:18:17    مشاهدات84

واي إن إن - متابعات

كلّف الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الاثنين، رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة الأولى في عهده بعدما تقاطعت الكتل السياسية في لبنان رغم تنوّع اصطفافاتها على تسميته بوجه مرشح حزب الله وحركة أمل الرئيس نجيب ميقاتي.
وحسم نواف سلام النتيجة لصالحه بعدما حصل على 84 صوتاً من أصل 128 نائباً، وهو ما كان كافيا لتشكيل الحكومة الجديدة، ليقطع الطريق أمام عودة نجيب ميقاتي. جاء ذلك بعدما سمى تكتل القوات اللبنانية البرلماني وكتلة التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، وكتلة الكتائب اللبنانية، نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون، قد بدأ اليوم الاثنين، الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في ظلّ معركة شرسة على ضفّتي المعارضة ومحور حزب الله، علماً أنّ المعارضة سعت منذ ساعات الليل إلى محاولة توحيد الصفوف مع التغييريين والمستقلين لقطع الطريق أمام عودة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد تجلّى ذلك في إعلان النائبين فؤاد مخزومي وإبراهيم منيمنة سحب ترشيحهما، ودعم مرشح المعارضة الآخر الدبلوماسي نواف سلام.
الأصوات التي سمّت نواف سلام
ومن الأصوات التي صبّت لصالح نواف سلام النواب أديب عبد المسيح، أسامة سعد، ميشال ضاهر، شربل مسعد، بولا يعقوبيان، إبراهيم منمينة، ملحم خلف، سينتيا زرازير، حليمة القعقور، نجاة عون، إلياس جرادة وفراس حمدان، ياسين ياسين، 19 نائبا من القوات، 13 نائبا للتيار، 8 التقدمي الاشتراكي، تكتل الاعتدال الوطني، (7 نواب)، اللقاء التشاوري المستقل (4 نواب)، الكتائب اللبنانية (4 نواب)، كتلة التوافق الوطني (5 نواب)، كتلة تحالف التغيير (3 نواب)، نائبين عن كتلة الأرمن، كتلة التجدد (3 نواب بينهم مخزومي)، كتلة مشروع وطن الإنسان يضم نائبين إلى جانب النائب نبيل بدر، النائب محمد الحوت عن الجماعة الإسلامية.
أما ميقاتي فقد حاز على أصوات النواب جان طالوزيان، عبد الرحمن البزري، جهاد الصمد، بلال الحشيمي، غسان سكاف، حيدر ناصر، عبد الكريم كبارة، جورج بوشكيان، ميشال المر.
أصوات ممتنعة
ورفضت كتلة حزب الله تسمية أحد لرئاسة الحكومة اللبنانية بعدما حسمت النتيجة لصالح سلام. وقال رئيس الكتلة النائب محمد رعد "نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش اطلالة العهد التوافقية ومرة جديدة يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والإلغاء والإقصاء تعنة وكيدية وتربصاً"، مضيفاً "نحن خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية وكنا نأمل أن نلاقي اليد التي طالما تغنت بأنها ممدودة فإذ بها تقطع والآن".
وتابع رعد "نقول بكل بساطة وهدوء أعصاب من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية لأن أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الإطلاق وبكل الأحوال نحن سنواكب الخطوات ونترقب ونمضي بكل هدوء وحكمة حرصاً على المصلحة الوطنية وسنرى أفعالهم من أجل إخراج العدو من كل حبة تراب من أرضنا وجهودهم لاستعادة الأسرى وإعادة الإعمار وكل الجهود من أجل التنفيذ الصحيح للقرار 1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية والتوافق الوطني وبما لا يهدد العيش المشترك في هذا البلد".
من جهته، لم يصوت نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب لأحد "باعتبار أن لا طروحات لأي من المرشحين"، علماً أن تكتله الذي يضم إلى جانبه 3 نواب من المنشقين عن التيار الوطني الحر صوتوا بعد الظهر لصالح سلام. كما لم يصوّت النائب جميل السيد لأي مرشح، لكنه في المقابل أعلن أنه في حال تساوت الأصوات فإنه سيختار ميقاتي لرئاسة الحكومة، علماً أنه كان معارضاً له، فيما اعتبرت أيضاً من المفاجآت تصويت النائب المستقل عبد الرحمن البزري لميقاتي، في الفترة الصباحية من الاستشارات، رغم أنه يُعرَف بنَفَسه المعارض للحكم ورفض تسميته في استشارات عام 2022، في حين أعلن النائب بلال الحشيمي التصويت لميقاتي بينما كان سيسمّي مرشح المعارضة مخزومي، وهو قال صراحةً أمس إن قراره ينتظر الجو السعودي لما فيه من مصلحة للبنان. كذلك، لم تسمِّ كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري (تضم 15 نائباً) أحداً لرئاسة الحكومة بعد حسم النتيجة لصالح سلام.
مواقف سياسية بعيد الاستشارات النيابية
وقال النائب جبران باسيل بعد الاستشارات "يجب أن نعتاد على أن التيار الوطني الحر في موقع مستقل لا حلفاء لديه ولا أعداء بل نحاول الاتفاق لما فيه الخير، نتطلع إلى هذه التسمية على أنها أمل لجميع اللبنانيين فخيار تسمية سلام ليس صدامياً بل لنتفاهم عليه لتغيير الأوضاع في لبنان ولذلك لا نقبل بأن نكون في موقع وكأننا نتحدى أحداً وسنحاول جمع الجميع وهدفنا التعاون والتلاقي لما فيه خير البلد".
وأشار إلى أننا "نرى في القاضي سلام وجهاً إصلاحياً من معرفتنا الشخصية المباشرة معه وأنا عملت معه عندما كنت وزيراً وتابعت مواقفه عن قرب في ما خص لبنان والقضية الفلسطينية والقرار 1701 وقناعته الكبيرة بحماية لبنان وأيضاً بما عرف عنه في التعاطي مع الملفات الإصلاحية كقانون الانتخاب".
من جانبه، قال النائب جورج عدوان باسم تكتل القوات اللبنانية إنه "يجب مواكبة انتخاب الرئيس بخيارات جديدة تختلف كلياً عن ممارسات الماضي ومن هذا المنطلق نسمّي نواف سلام لرئاسة الحكومة"، مشدداً على أننا "على أن يكون خطاب القسم هو البيان الوزاري للحكومة ويدنا بيد الرئيس عون ونواف سلام لتنفيذ هذا الخطاب واليوم نفتح صفحة جديدة"، آملاً أن "يضم حزب الله صوته لبقية اللبنانيين في ظل الاجماع الحاصل فهناك فرصة كبيرة لاستنهاض الوطن والالتقاء تحت سقف الدستور والقانون".
بدوره، قال رئيس الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل "مسؤوليتنا أن نؤكد أننا نريد بناء البلد من دون إقصاء لأحد ومسؤولية الفريق الآخر أن يقبل بالديمقراطية والشراكة على أسس المساواة، ولو اعتادوا أن يقرروا وحدهم. لا بد من أن نكون واعين ونبني البلد بالشراكة كي لا يدور الدولاب مرة جديدة، فلا بد من كسر الدولاب لبناء البلد سوياً".
وأضاف "أتوجه إلى كل اللبنانيين خصوصاً من هم في المقلب الآخر في السياسة لأقول إن هذا البلد سنبنيه جميعاً وأتمنى أن يفهم الجميع أن الاقصاء ممنوع والكل شركاء في بناء لبنان الجديد"، مشدداً على أن "الـ10452 كلم يجب أن تكون تحت سقف القانون بلا سلاح إلا سلاح الجيش اللبناني ولنضع الكفاءة أولاً ونبني بلدنا".
انسحاب فؤاد مخزومي
وكان فؤاد مخزومي، أعلن صباح اليوم سحب ترشيحه لرئاسة الحكومة، إفساحاً في المجال أمام التوافق على اسم نواف سلام. وقال في منشور عبر منصة "إكس": "انطلاقاً من قناعتي بأن وجود أكثر من مرشح معارض سيؤدي حكماً إلى خسارة الجميع، وبأن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم، وإلى حكومة تواكب تطلعات العهد الجديد السيادية والإصلاحية، وتساهم في تطبيق خطاب القسم، ما يتطلب أوسع تحالف ممكن من التلاقي، أعلن انسحابي من الترشح إلى رئاسة الحكومة، لأفسح المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام، شاكراً الزملاء والقوى السياسية الذين منحوني الدعم والثقة".
وكانت أوساط المعارضة قالت لـ"العربي الجديد"، إنها مستعدة للتخلي عن ترشيح مخزومي أو أن يسحب الأخير ترشيحه في حال توحدت الأصوات حول مرشح ثالث ذي مواصفات سيادية، أبرزهم الدبلوماسي نواف سلام.
انسحاب إبراهيم منيمنة
كما برز في ساعات المساء موقف لافت رفع حظوظ سلام وجعله متقدماً على ميقاتي، بانسحاب النائب إبراهيم منيمنة. وقال منيمنة في بيان: "التزاماً ببيان ترشحي لرئاسة الحكومة الذي أكدت فيه على الانفتاح على أي طرح يحقق المصلحة العليا لبلدنا وتطلعات شعبنا ويتماهى مع عناويننا السياسية والإصلاحية وخطاب القسم لرئيس الجمهورية، وبعد أن أفضت الاتصالات مع عدد من الكتل والنواب إلى التوافق على اسم القاضي نواف سلام بما يمثله من قيمة مضافة للبنان ولموقع رئاسة الحكومة، وبما يتحلى به من مناقبية وسيرة مهنية، أعلن سحب ترشحي لصالح القاضي سلام، داعياً الزملاء النواب إلى أوسع تأييد لهذا الترشيح بما يشكله من فرصة حقيقية لاستعادة دولتنا وإطلاق ورشة الإنقاذ".
ويعدّ الاستحقاق اليوم الأول لعهد الرئيس المنتخب جوزاف عون والأهم بالنسبة إلى التعاون المنتظر بين الرئاستين الأولى والثالثة والذي يحتّم أن يكون الرجلان منسجمين على مستوى المبادئ والبرامج الإصلاحية من أجل تلبية تطلعات الشعب اللبناني الذي يعوّل كثيراً على هذه المرحلة الجديدة من تاريخ البلاد.
وكانت تطرح عودة ميقاتي إلى سدة رئاسة الحكومة مخاوف من أن تشكل ضربة للعهد الجديد والتعهّدات التي أطلقها الرئيس جوزاف عون والآمال ببناء دولة القانون والعدالة والمحاسبة، خصوصاً أنّ ميقاتي يُعدّ من أبرز أركان الطبقة التقليدية الذي غابت عن كل حكوماته المشاريع الإصلاحية الإنقاذية. ويأمل هؤلاء بأن يلتقي النواب الذين يرفعون شعارات السيادة وبناء دولة المؤسسات على موقف واحد ومرشح من خارج المنظومة الحاكمة ودائرة شبهات الفساد، كالسفير نواف سلام، الذي يحظى بتأييد شعبي لافت، خصوصاً أن توزيع وتشتيت الأصوات على أكثر من اسم من شأنه أن يصبّ في صالح ميقاتي ويضمن فوزه.
أبو الغيط يلتقي بري وميقاتي
في غضون ذلك، التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الاثنين، رئيسي البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن يجتمع مع الرئيس جوزاف عون بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها لتكليف رئيس بتشكيل حكومة جديدة في البلاد.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس بري إن "أبو الغيط هنأ رئيس المجلس على إنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما تناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة"، فيما قال أبو الغيط بعد اجتماعه مع الرئيس ميقاتي "زيارتي للبنان اليوم هي للتعبير عن عميق التهاني للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية وللرئيس اللبناني بانتخاب رئيس جديد للبنان وهو الرئيس جوزاف عون".


إعلان
تابعنا
ملفات