واي إن إن - وكالات
وسط تحولات مزلزلة في الشرق الأوسط شملت إضعاف قوة جماعات وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران سواء في غزة أو لبنان وإطاحة قوات المعارضة السورية بالرئيس السابق بشار الأسد، تحاول بغداد تنفيذ مهمة صعبة، محفوفة بالمخاطر. إذ تسعى الحكومة إلى إقناع العديد من الفصائل المسلحة التي خاضت قتالا في السابق ضد القوات الأميركية وأطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، مساندة لحركة حماس في غزة، بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية. لاسيما بعدما تعهدت الإدارة الأميركية المقبلة التي سيتزعمها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتعزيز الضغوط على طهران التي طالما دعمت عددا من الأحزاب السياسية ومجموعة من الفصائل المسلحة في العراق، وفق ما نقلت وكالة رويترز. فيما يشعر بعض المسؤولون في بغداد بالقلق من احتمال أن يكون الدور آت على العراق في تغيير الوضع القائم. التخلي عن السلاح وفي السياق، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بغداد تحاول إقناع الفصائل بالتخلي عن السلاح. إلا أنه قلل من أهمية المخاوف بشأن أن يكون دور العراق قد أتى لجهة ضرب تلك الفصائل من قبل إسرائيل أو أميركا. وقال "لا نعتقد أن العراق هو الدولة التالية". موضوع مستحيل لكنه أوضح أن الحكومة تجري محادثات للسيطرة على هذه الجماعات مع الاستمرار في الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران. وقال "منذ عامين أو ثلاثة أعوام كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا". غير أنه شدد على أن هذا الأمر لم يعد مقبولاً في الوقت الحالي، في إشارة إلى وجود مجموعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة. كما أضاف قائلا "بدأ كثيرون من الزعماء السياسيين وأحزاب سياسية كثيرة في إثارة النقاش، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بالتخلي عن أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة". وتعرضت قدرة العراق على تحقيق التوازن لاختبار بعد هجمات شنتها جماعات مسلحة عراقية مدعومة من إيران على إسرائيل وعلى القوات الأميركية في البلاد. فيما أكدت هذه الجماعات أنها فعلت ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة. ضربات مؤلمة لحزب الله إلا أن تلك الهجمات سرعان ما هدئت لاحقا لاسيما بعد الضربات القاصمة التي تلقاها حزب الله في لبنان في سبتمبر الماضي (2024) بينما منح إعلان وقف إطلاق النار في غزة الحكومة العراقية فرصة لالتقاط الأنفاس على الرغم من شيوع حالة عدم اليقين عن كيفية تعامل البلاد مع الأوضاع بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة. لاسيما أنه خلال فترة رئاسة ترامب السابقة، توترت العلاقات بعدما أمر باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في بغداد عام 2020، ما أدى إلى هجوم صاروخي باليستي إيراني على قاعدة عراقية بها قوات أميركية.
مصطفى ناجي
محمد ابو رمان
علي انوزلا
المهدي مبروك
مروان قبلان