واي إن إن - متابعات
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، وذلك في أول رد منه على المقترح الذي صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيراً والقاضي بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن. وشدد السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الرئيس السيسي مع نظيره الكيني ويليام روتو في قصر الاتحادية، على أن "ثوابت الموقف المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية لا يمكن التنازل عنها بأي شكل من الأشكال، وأن الأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري ثابتة وراسخة"، مضيفاً أن التساهل أو السماح بأي مخطط لتهجير الفلسطينيين أمر غير وارد، لما يشكله من تهديد مباشر للأمن القومي المصري. وأضاف السيسي: "مصر عازمة على العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوصول إلى السلام المنشود القائم على حل الدولتين"، مؤكداً أنّ هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية. وأشار الرئيس المصري إلى أن هناك حقوقاً تاريخية لا يمكن تجاوزها، مؤكداً أن الرأي العام المصري والعربي والعالمي يرى أن الشعب الفلسطيني تعرض لظلم تاريخي على مدار 70 عاماً، وأن أي محاولة لإنكار هذه الحقوق لن تلقى قبولاً في المنطقة أو على الساحة الدولية. كذلك أشار السيسي إلى أن المجتمع الدولي شاهد المعاناة التي عاشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وخاصة بعد التدمير المستمر لأكثر من 14 شهراً. وأوضح أن مصر حذرت منذ بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في غزة مستحيلة لدفع الفلسطينيين إلى التهجير القسري، مؤكداً أن الموقف المصري كان واضحاً منذ البداية برفض هذا السيناريو رفضاً قاطعاً. وفيما يتعلق بما يتردد عن التهجير، أوضح السيسي أن ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول هو "إفرازات وتراكمات لعدة سنوات، والموقف الآن ينفجر، مما يستدعي إيجاد حلول جذرية"، مشيراً إلى أن التهجير يعني عدم الاستقرار ويمثل خطراً على الأمن القومي المصري والعربي. وأضاف: "يجب أن تكون هناك أمة لها موقف في هذه الأرض". كما شدد الرئيس المصري على رفض الشعب المصري لأي محاولة لفرض هذا السيناريو، قائلاً: "لو طلبت من الشعب المصري هذا الأمر، سيخرج كله للشارع ويقول لي لا تشارك في ظلم وتهجير الشعب الفلسطيني". واختتم السيسي تصريحاته بالتأكيد أن هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، مشدداً على ضرورة احترام الرأي العام العربي والمصري، بل والعالمي، ومؤكداً أهمية تحقيق الأمن والأمان للفلسطينيين والإسرائيليين كجزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة. كما جدد التأكيد أن مصر ستواصل جهودها مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لضمان تحقيق سلام عادل وشامل، يقوم على احترام الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وضمان أمن المنطقة واستقرارها. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، كشف ترامب لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أنه تحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص نقل بعض سكان غزة إلى مصر، وأنه "يتمنى ويعتقد أنه وملك الأردن (عبد الله الثاني) سيقبلان بنقل بعض سكان غزة إلى بلديهما"، فيما نفى مسؤول مصري إجراء أي مكالمة بين السيسي والرئيس الأميركي. ووصف ترامب السيسي بأنه صديقه، وقال: "هو صديق لي وأنا متأكد من أنه سيساعدنا"، مضيفاً أنّ السيسي يريد السلام في المنطقة. وعندما سأله الصحافيون عن ردّه على مسألة قبول الفلسطينيين، قال ترامب: "أود أن يفعل ذلك. أتمنى لو يقبل بعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة ومتأكد من أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق قديم لي في مكان قاسٍ جداً في العالم. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً".
بشرى المقطري
طارق محمود
مصطفى ناجي
محمد ابو رمان
علي انوزلا