واي إن إن - متابعات
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، امس الأربعاء، أن ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في جوهرها تتمثل بـ"حق الفلسطينيين في العيش كبشر في أرضهم". وتحدث عن تدهور تطبيق هذه الحقوق، مشيراً إلى أن العالم شهد "نزع الصفة الإنسانية عن شعب بأكمله وشيطنته بشكل ممنهج ومرعب". جاءت هذه التصريحات خلال ترؤسه لاجتماع دوري في نيويورك للجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، حيث انتخب السفير السنغالي كولي سيك رئيساً للجنة إلى جانب انتخاب مناصب أخرى. كذلك تطرق غوتيريس إلى الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشدداً على أنه "لا يوجد أي مبرر لما شهدته غزة من دمار هائل وأهوال لا توصف". وأشار غوتيريس إلى أن حوالى "50 ألف فلسطيني" قد قُتلوا، 70% منهم من النساء والأطفال، فيما دُمرت أغلب البنية التحتية المدنية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومرافق المياه. وأضاف أن "الغالبية العظمى من السكان واجهوا النزوح المتكرر، والجوع، والمرض، بينما فقد الأطفال عامًا كاملًا من التعليم، ليصبح جيل بأسره بلا مأوى ويعاني من الصدمة النفسية". ورحب غوتيريس بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وأكد غوتيريس ضرورة الاستمرار في الضغط "من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن دون تأخير"، مشدداً على أنه "لا يمكننا العودة إلى المزيد من الموت والدمار". وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على مدار الساعة للوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين وتوسيع نطاق الدعم. وأوضح غوتيريس أن هذا يتطلب "وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وموسع ومستدام". ودعا الدول الأعضاء والجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى "تمويل العمليات الإنسانية بشكل كامل وتلبية الاحتياجات العاجلة"، مشدداً على ضرورة دعم "الأونروا" وعملها الأساسي. وأردف غوتيريس قائلاً: "في البحث عن الحلول، يجب ألا نزيد المشكلة سوءاً. من الأهمية بمكان أن نلتزم أساس القانون الدولي، ومن الضروري تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي". هذه التصريحات تأتي في سياق إشارته إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة واستيلاء الولايات المتحدة عليها، دون أن يسميه أو يذكره مباشرةً. وشدد غوتيريس على ضرورة "حل الدولتين وتنفيذه"، قائلاً: "إن أي سلام دائم يتطلب إحراز تقدم ملموس، ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون غزة جزءًا لا يتجزأ منها. إن الدولة الفلسطينية المستدامة وذات السيادة التي تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل هي الحل المستدام الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط". وتطرق غوتيريس إلى تدهور الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، معبراً عن قلقه إزاء "تصاعد العنف من جانب المستوطنين الإسرائيليين وغيرها من الانتهاكات". وأكد ضرورة "وقف العنف"، مشيراً إلى فتوى محكمة العدل الدولية التي تؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. كذلك شدد على أهمية "احترام القانون الدولي وضمان المساءلة". وأكد غوتيريس ضرورة "العمل للحفاظ على وحدة وتواصل وسلامة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى تعافي غزة وإعادة إعمارها. إن وجود حكم فلسطيني قوي وموحد أمر بالغ الأهمية. يجب على المجتمع الدولي دعم السلطة الفلسطينية لتحقيق هذه الغاية". من جهته، شدد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار مستداماً في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية. وأكد أهمية تنفيذ جميع القرارات في كل مراحلها، بما في ذلك إعادة إعمار غزة وعودة السكان إلى أماكن سكنهم. وتحدث عن ضرورة الدفاع عن وكالة الأونروا وحمايتها، مشيراً إلى الخدمات التي تقدمها إلى ملايين اللاجئين الفلسطينيين. وأضاف منصور أهمية العمل على إنجاح المؤتمر العالمي الذي سيعقد في نيويورك في يونيو/حزيران المقبل، بدعوة وتحضير مشترك من السعودية وفرنسا، بهدف تحقيق "حل الدولتين" وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأكد ضرورة أن يلعب الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمة الأممية دوراً حيوياً في ضمان التزام الدول والجهات المعنية تحقيق الأهداف المذكورة، من أجل وضع حد للاحتلال وضمان أفق سياسي لدولتين على حدود عام 1967.
بشرى المقطري
طارق محمود
مصطفى ناجي
محمد ابو رمان
علي انوزلا