القسام توجّه رسائل سياسية جديدة خلال تسليم المحتجزين الإسرائيليين

08-02-2025 01:28:48    مشاهدات65

واي إن إن - وكالات

وجهت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، اليوم السبت، عدة رسائل خلال عملية الإفراج عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين لديها في قطاع غزة. فقد انتشر عناصر من كتائب القسام، في مدينة دير البلح وسط القطاع، خلال عملية التسليم. وهذه هي المرة الأولى التي يُسلَّم فيها المحتجزون من هذه المنطقة التي قصفها جيش الاحتلال بكثافة، لكنه لم يدخلها خلال اجتياحه البري الذي شمل معظم مدن قطاع غزة ومناطقه.
وخلال التحضير لعملية التسليم، حلّقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، في خرق واضح للاتفاقيات التي توصلت إليها حركة حماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن امتنع جيش الاحتلال عن التزام البروتوكولات الإنسانية بموجب الصفقة، التي تضمنت إدخال مساعدات ومنازل متنقلة وخيام. وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر مصابين من كتائب القسام خلال مراسم التسليم.
ورفعت على منصة التسليم لافتة كبيرة كُتب عليها: "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي"، باللغات الثلاث، العربية والعبرية والإنكليزية، بينما حملت صورة للعلم الفلسطيني إلى جانب "قبضة يد". وجاء اختيار كتائب القسام لهذه العبارة "نحن اليوم التالي"، بعد أيام من أنباء تداولتها هيئة البث العبرية حول قبول إسرائيل بمغادرة جميع أو بعض قادة حركة حماس من قطاع غزة إلى دولة أخرى، في ضوء حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اقتراح لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى من العالم.
وزُينت المنصة بصور العديد من قادة الحركة الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب، من بينهم القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، إلى جانب صورة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة بقطاع غزة يحيى السنوار، وأعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام، مروان عيسى وأيمن نوفل وغازي أبو طماعة ورائد ثابت.
وكان من أبرز اللافتات التي وُضعت بعرض المنصة من جانبها السفلي صورة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يضع يده على خده داخل مثلث أحمر مقلوب ظهر طوال الحرب في فيديوهات حماس خلال استهداف الآليات الإسرائيلية وبجواره دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة، فيما تتوسط اللافتة بالعبرية عبارة "النصر المطلق". وكثيراً ما تعهد نتنياهو وعدد من الوزراء المتطرفين في حكومته بتحقيق "النصر المطلق" على حماس في غزة.
وحمل عناصر القسام أسلحتهم وعتادهم العسكري، فيما كانت عملية الاستلام دقيقة للغاية، إذ لم تترك أي مساحات بين المنصة التي خصصتها القسام للتسليم وبين الجماهير الفلسطينية، خلافاً لعمليات التسليم السابقة. وتوافد المئات من الفلسطينيين إلى مكان التسليم في مدينة دير البلح وسط القطاع لمشاهدة عمليات التسليم عن قرب، حيث التقط العشرات منهم صوراً تذكارية لعملية التبادل التي قامت بها المقاومة الفلسطينية.
ومن على منصة التسليم، تحدث ناطق باسم كتائب القسام مع المحتجزين الثلاثة، ووجّهوا خلال حديثهم رسائل مختلفة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تطالب نتنياهو بالاستمرار في إجراءات الصفقة، قائلين إنّ "المفاوضات هي الحلّ لا الضغط العسكري"، وإن هذا الطريق هو "السبيل الوحيد لإخراج الأسرى"، كما شكر المحتجَزون كتائب القسام على العناية بهم خلال مرحلة الحرب.
وظهر محتجَزان إسرائيليان لدى المقاومة هذه المرة بزي موحّد للمصنفين كِباراً في السّن، أما الثالث فظهر بزيه العسكريّ، فيما لم يكن الوضع الصحي للمفرج عنهم اليوم مشابهاً لبقية المحتجزين الذين أفرج عنهم في المراحل السابقة. والمحتجزون الإسرائيليون الذين تم تسليمهم هم اثنان مصنفان من فئة كبار السن وهما؛ إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور ابراهم ليشها ليفي، بالإضافة للمجند والمصنف من فئة الجرحى أوهاد بن عامي.
وستشهد الدفعة الحالية من عملية التبادل بين المقاومة والاحتلال الإفراج عن 183 أسيراً فلسطينياً بينهم 18 محكوماً بالمؤبد، و54 أسيراً من ذوي الأحكام العالية، و111 أسيراً من غزة اعتقلهم الاحتلال بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
حماس بعد تسليم القسام المحتجزين: يدُ شعبِنا ومقاومتِه ستبقى العليا
من جهتها، أعلنت حركة حماس، في بيان، أنها "أفرجت عن عدد من أسرى العدو لديها، مقابل تحرير دفعة جديدة من أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، ضمن إطار صفقة طوفان الأقصى". وقالت الحركة إنّ "المشاهد التي كانت خلال التسليم ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبِنا ومقاومتِه ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو يوم فلسطيني بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير".
وأكدت الحركة أن "الشعب الفلسطيني بالتفافه العظيم حول المقاومة وتحدي الاحتلال، رفضه لكل مشاريع ترامب بالتهجير والاحتلال، أفشل مخططات العدو". وأضافت أن "النصر المطلق الذي بحث عنه المجرم بنيامين نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوماً أوهام تحَطَّمت على أرض غزة العزة للأبد".
وقبل إعلان القسام عن أسماء الدفعة الحالية من المحتجزين الإسرائيليين، كان الحديث يدور عن وجود أزمة أو نية لدى المقاومة الفلسطينية بتأجيل عملية التسليم لهذا الأسبوع بسبب التنصّل الإسرائيلي من تنفيذ البرتوكول الإنساني. وبحسب بنود الاتفاق المبرم، بوساطة قطرية مصرية أميركية، فإنه في اليوم الـ 22 للاتفاق والذي يصادف يوم غدٍ الأحد سينسحب الاحتلال تماماً من محور نتساريم "الشهداء" وسيتجه نحو المناطق الشرقية للقطاع.
وبموجب المرحلة الأولى للاتفاق فإن المقاومة ستفرج عن 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل الإفراج عن قرابة ألفي أسير فلسطيني في المرحلة الأولى من ضمنهم ألف أسير من القطاع، بالإضافة لعشرات الأسرى من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.

إعلان
تابعنا
ملفات