زامير يتولى منصبه رئيساً لأركان جيش الاحتلال ويقول بأن حماس لم تُهزم بعد

05-03-2025 04:34:43    مشاهدات57

واي إن إن - وكالات

بعد أقل من عامين على تسلّمه المنصب، وفي ظل إخفاق إسرائيل في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنهى، هرتسي هليفي، مهامه بصفته رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، أمّا خلفه أيال زامير الذي منحه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، درجة لواء اليوم الأربعاء، فبات رئيس الأركان الـ24، متسلماً منصبه ليواجه الأزمة التي تعصف بمفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، والتي قد تنذر باستئناف الحرب.
وفي خطاب له خلال مراسم التسليم، اعتبر زامير أنّ إسرائيل "تخوض حرباً وجودية"، وأن حركة حماس "لم تُهزم بعد"، متعهداً بالعمل بجد للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الذين لا يزالون في غزة. ودعا زامير إلى تجنيد اليهود الحريديم (المتزمتين دينياً) من أجل "توزيع عادل لتقاسم عبء الدفاع عن دولة إسرائيل". وأضاف مخاطباً مختلف وحدات جيش الاحتلال: "أنتم، الجنود النظاميون والدائمون والاحتياطيون، العبء الأكبر ملقى على كاهلكم. أنتم رأس السهم الصهيوني والمدافعون عن الشعب اليهودي.. جميعنا معاً ملتزمون بمهمة واحدة مشتركة ومقدّسة، حماية الدوللة، وتحقيق النصر في المعركة، وحسم المواجهة.. وأدرك المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقي. هذه المهمة ليست كغيرها من المهام، إنها لحظة اختبار تاريخية".
وأردف رئيس الأركان الجديد "في صباح السابع من أكتوبر، أخفق الجيش الإسرائيلي في مهمته. تم اختراق الحدود، ودخل أعداؤنا إلى بلداتنا.. ولكن من وسط هذه الأزمة، نهض الشعب الإسرائيلي مجدداً وأثبت قوته ووحدته في لحظات الاختبار.. لقد حقق الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة في ساحة المعركة. انتصرنا في المعارك في غزة، ولبنان، وهاجمنا في اليمن وإيران. وعلى الرغم من أن منظمة.. حماس تلقت ضربة قاسية، إلا أنها لم تُهزم بعد. المهمة لم تكتمل بعد". وأضاف: "لن نغفر ولن ننسى، هذه حرب وجودية! وسنواصل حربنا لإعادة مختطفينا (المحتجزين) ومن أجل الحسم". وقال زامير: "المهمّة الملقاة على عاتقي اعتباراً من اليوم واضحة: قيادة الجيش الإسرائيلي نحو النصر.. بالتعاون مع جميع أذرع الأمن، سنضرب بقوّة هائلة كل من يحاول المساس بدولة إسرائيل ومواطنيها".
ودعا زامير إلى الاستعداد لحرب استنزاف متعددة الجبهات: "تواجه دولة إسرائيل تهديداً وجودياً دائماً وأساسياً. عندما نكون محاطين بأعداء قساة، ووحشيين وقتلة يسعون لتدميرنا، من واجبنا الاستمرار في تعزيز وتحصين الجدار الحديدي. من أجل ذلك، علينا الاستمرار في تعزيز الجيش الإسرائيلي. على الجيش أن يكون مستعداً لمجموعة متنوعة من السيناريوهات، حتى الأكثر تعقيداً، بما في ذلك حرب استنزاف متعددة الجبهات في الخطوط الأمامية والعمق، والتي نحن فيها منذ 7 أكتوبر". وأضاف أنه "يجب زيادة ميزانية الأمن، ويجب أن يزداد حجم القوات بسرعة وبمسؤولية.. علينا السعي لإزالة التهديدات الوجودية والقاتلة في مهدها. علينا الحفاظ على مستويات عالية من الجاهزية واليقظة على جميع المستويات وفي جميع الأوقات".
وفي المراسم التي بدت أقل احتفاليّة قياساً بسابقاتها، خاطب نتنياهو قائد القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، قائلاً إنه "نقدّر كل ما قمت فيه أنت وبلادك لمساعدتنا في الأزمة، خصوصاً بسبب العلاقات التي تربطك بهليفي؛ حيث أسهم ذلك بشكل كبير في ضمان أمن إسرائيل".
وعاد نتنياهو ليكرر وعده بتحقيق "النصر المُطلق"، الذي قال قبل نحو عام إن "إسرائيل على بُعد خطوة منه"، مشيراً إلى أنّ "اليوم لدينا دولة، وجيش، ورؤساء أركان يتطلع الشعب إليهم وهو يرغب في النصر، وهو يستحق النصر وسينال ذلك". وتوجه إلى هليفي بالقول إنه بعد السابع من أكتوبر "جنّدت كل قوى الروح والجسد للنهوض من الضربة القاسية". وأضاف أنه "رأيتك في الأيام الأولى وبعدها وأنت تخرج إلى الميدان وتعود منه تقريباً دون نوم، ودون أن ترى عائلتك لأيام طويلة، وأحياناً أسابيع. أعتقد أن جيوش قليلة في العالم كانت ستقلب الوعاء كما قلبناه". وتابع نتنياهو مثنياً على رئيس الأركان الجديد، زامير، مشيراً إلى أنه "نحن نعرف بعضنا منذ سنوات، وأوصيت مرّتين بتعيينك رئيساً للأركان، والآن في المرّة الثالثة حيث حانت لحظتك". ولفت إلى أنه "عملنا كتفاً إلى كتف قبل نحو عقد، عندما كنت السكرتير العسكري في مكتبي، ومذّاك حظيت بإعجابي العميق". وبحسبه، فإن "الصهيونية مغروسة في زامير على غرار هليفي"، واصفاً الأول بأنه ذو "حزم حديدي". وكرر نتنياهو أقواله بشأن تصميمه على تحقيق أهداف الحرب كاملةً، وبضمنها القضاء على سلطتيّ حماس العسكرية والسياسية، وإحباط "التهديدات" المستقبلية من القطاع على إسرائيل، وإعادة كل المحتجزين، والمستوطنين إلى بيوتهم. أمّا بالنسبة لما سماه "وكلاء إيران" فهدد نتنياهو بأنه "نحن مصممون على إخضاعهم والانتصار".
"لا دقيقة راحة واحدة لرئيس الأركان الجديد"
وعلى الرغم من أن إسرائيل هي من تحتل وتعتدي على سورية، ولبنان، والضفة وغزة، اعتبر كاتس في خطابه خلال المراسم أن رئيس الأركان "يواجه تحديات أمنية من حولنا، ستحرمه لحظة راحة واحدة". وتعهد كاتس مجدداً بالعمل على إعادة المحتجزين، باعتبار ذلك "التزاماً أخلاقياً وهدفاً أسمى". وهدد حماس بأنه "إن لم تُعد المختطفين سنعود للقتال، وعندئذٍ ستقابل جيشاً بقوة لم تعهدها"، مشدداً على أنه "لن نسمح لحماس إطلاقاً بحكم غزة".
من جهته، كرر رئيس الأركان المُغادر بأنه يتحمل المسؤولية عن الفشل في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل، مطالباً بإقامة لجنة تحقيقات رسمية. وبحسب هليفي فإن "الجيش طالما نجح في أداء مهامه لسنوات طويلة، غير أنه فشل في 7 أكتوبر"، مشيراً إلى أنه "كان هُنا فشل عميق ولكن من غير المجدي فحص فشل كبير كهذا في داخل الجيش والشاباك فحسب، بل ينبغي للجنة تحقيق رسمية أن تفحص ذلك وتحقق فيه ليس لإلصاق التهم وإنما من أجل فهم جذور المشاكل وإصلاحها".
واختار نتنياهو وكاتس زامير لمنصب رئيس الأركان مطلع الشهر المنصرم، قبل أن توافق عليه لجنة التعيينات وبعد ذلك الحكومة. ومع تسلّمه المنصب تنتظر زامير تحديات هائلة إلى جانب الحرب، بينها تعيين نائب له في وقت قصير، وكذلك قائد جديد لقيادة المنطقة الجنوبية خلفاً للمستقيل، ليارون فينكلمان. علاوة على أزمة تجنيد الحريديم للجيش، وتحقيق الهدف بـ"القضاء على حماس"، وربما "عملية غير مسبوقة ضد إيران، بمساعدة من الولايات المتحدة"، كما ذكر موقع "واينت"، اليوم.
زامير الذي خدم على مدى أكثر من 38 عاماً في الجيش وتولى مناصب قيادية مختلفة، يُعد أوّل رئيس أركان يأتي من المدرعات، منذ ديفيد إلعيزر (الذي تولى رئاسة الأركان في بداية السبعينيات)، خلافاً لسابقيه في السنوات الماضية الذين أتى معظمهم من المظليين. كما أن زامير يُعد أكبر رئيس أركان على الإطلاق (59 عاماً)، حتّى أن نظيريه السابقين، غادي آيزنكوت، ودان حالوتس، غادرا منصبيهما بينما كانا في سن الـ58 عاماً.

إعلان
تابعنا
ملفات