مجلة بريطانية: سيطرة إيران عبر الحوثيين على البحر الأحمر لا تزال تشكّل تهديداً للشحن

26-06-2025 09:57:01    مشاهدات50

واي إن إن - يمن شباب نت

رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتلميحات متزايدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية تخفيف العقوبات على إيران، إلا أن المخاوف المرتبطة بأمن الملاحة في البحر الأحمر تظل قائمة، وفق تحليل موسع نشرته مجلة Lloyd’s List البريطانية المتخصصة في شؤون الشحن البحري والنقل البحري العالمي.
يبدأ التحليل بسؤال يردده العديد من كبار ملاك ومستأجري السفن: "هل يعني وقف إطلاق النار أن أصحاب السفن سيكونون مستعدين للعودة إلى البحر الأحمر؟" – سؤال يبدو جوابه حتى اللحظة غامضًا.
فرغم التراجع النسبي في المخاطر المباشرة التي تهدد الناقلات والسفن في الخليج العربي بعد انتهاء ما وصفته المجلة بـ"حرب الـ12 يوماً"، إلا أن البحر الأحمر، الذي بات فعليًا تحت رحمة جماعة الحوثي، لا يزال خارج نطاق الثقة البحرية العالمية، بسبب الطبيعة غير المتوقعة للتهديد الحوثي، واستقلاليته الجزئية عن طهران.
توقف القتال.. ولكن المخاطر لم تغادر
رغم تصاعد القصف الأمريكي والإسرائيلي على إيران خلال الأسبوعين الماضيين، ظل تدفق النفط والغاز من المنطقة مستمرًا دون توقف. ووفقًا لبيانات تتبع السفن، لم تتأثر حركة الناقلات إلا بشكل طفيف ومؤقت، فيما استمرت إيران في تصدير النفط بل وبوتيرة متسارعة، حيث من المتوقع أن يصل إنتاجها هذا الشهر إلى أكثر من 3.5 مليون برميل يوميًا – وهو أعلى مستوى منذ سبع سنوات.
وتشير "لويدز ليست" إلى أن أغلب شركات الشحن أصبحت تركّز على استخدام سفن من دول "محايدة" مثل الصين وتركيا لتقليل احتمال التعرض للهجمات أو المخاطر المرتبطة بالتوترات الإقليمية.
وبينما قد يؤدي التقارب الأمريكي الإيراني إلى تطبيع عمليات تحميل النفط الإيراني ورفع العقوبات تدريجياً، فإن ذلك لا ينعكس بشكل مباشر أو تلقائي على أمن خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
وتوضح المجلة أن طهران – رغم دعمها العسكري والتقني والإعلامي للحوثيين – لا تملك السيطرة المباشرة على قرارهم العسكري، مما يجعلهم تهديدًا مستقلاً قد لا يتأثر بأي صفقة أمريكية إيرانية مرتقبة.
الحوثيون: تهديد مستمر
يأتي التهديد الحوثي في البحر الأحمر على نحو مغاير لما جرى في الخليج. فبينما اختارت إيران عدم التصعيد المباشر في مضيق هرمز، حافظ الحوثيون على تصرفاتهم العدائية واستعدادهم المستمر لاستهداف السفن، وخاصة الأميركية منها، حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار.
ووفق ما نقله التحليل عن مسؤولين أمريكيين، من بينهم الفريق أول أليكسوس غرينكويتش، فإن "الحوثيين سيظلون مشكلة مستمرة وسنتعامل معهم مرات عديدة مستقبلاً"، في إشارة إلى طبيعة التهديد التي لا تعتمد فقط على التوترات الإقليمية، بل على أجندة الحوثيين الذاتية.
في الوقت الذي لم تقم فيه إيران بأي خطوات عسكرية مباشرة ملموسة ضد حركة الملاحة – عدا عن تشويش إشارات GPS وAIS – فإن الحوثيين أثبتوا قدرتهم على تنفيذ ضربات دقيقة وفعالة على السفن، وهو ما يُخشى أن يتحول إلى سلوك روتيني أو متجدد حتى بعد أي تسويات سياسية.
يختم التحليل بالتأكيد على أن مسألة إعادة فتح البحر الأحمر أمام حركة الشحن ليست رهينة باتفاق نووي أو تخفيف عقوبات فقط، بل تتعلق أولاً وأخيرًا بمدى قدرة طهران على كبح جماح الحوثيين – وهو أمر مشكوك فيه، ويجعل من البحر الأحمر، في نظر السوق، أكثر مناطق الملاحة البحرية اضطرابًا على المدى المتوسط.

إعلان
تابعنا
ملفات