من القصص الأدبية الظريفة قصة... الشهلي_والأخجف

01-07-2020 08:36:51    مشاهدات675

واي إن إن - ثقافة وفن

حُكِيَتْ عن
الشيخ قاسم الشوخي عن الشاعر الحكيم الفطن الراحل قاسم الشهلي رحمه الله

قضية في المحكمة، يحكم فيها قاض أخجف
لا يفقه شيئا، فشكى جهل القاضي لرئيس المحكمة ولرئيس الإستئناف والمحافظ،
ولكنهم لم يعيروه إهتماماً !
فلم يجد بُدا غير التقرب من القاضي
وفي أحد الأيام ذهب الشهلي للمقيل عند القاضي فوجده منشغلاً بكتابة فصول قسمة ورثة وكان الإرث كبير جداً
وفطن الشهلي لإنبهار القاضي بالتركة وطمعه، فقال الشهلي للقاضي:
ياقاضي الورثة قليل وهناك قاعدة فقهية وعُـرْف في البلد تقول بأن لزوجة القاضي سهم من الإرث
كتعويض لإنشغال القاضي عنها بتقسيم التركة بين الورثة؛
وأن القضاة تركوا ذلك الحق ترفعاً وأنتم مادام الورث كبير والورثة قليل ولا ضرر عليهم وهذا حق شرعي فلماذا تتركه؟
أستغرب القاضي، وقال للشهلي: أيش تقول ياشيخ قاسم من فين هذا العلم بأن لزوجة القاضي نصيب من الإرث الذي يقسمه زوجها للغير؟

قال له الشهلي بإستغراب :
معقول ياقاضي ما أنت عارف بهذه المسألة الفقهية !! وجادت قريحته الشعرية الفورية بأرجوزة فقهية لتقسيم المواريث وفيها بيت لنصيب زوجة القاضي من الإرث!

فأعجب القاضي بالدليل وكتب الأرجوزة وظل ينشدها ويحفظها ..
وفي صباح اليوم التالي حضر الورثة لاستلام فصولهم وتعميدها وإذا بهم يفاجؤون بفصل زائد، واذا بالمفاجأة الكبرى بأنه لزوجة القاضي فنبهوا القاضي بأن هناك غلط، ولكن القاضي قال:
هذا شرع الله وهذا فصل شرعي مقابل أتعاب القسمة، وأرسل الفصول لمكتب رئيس المحكمة لتعميدها استغرب رئيس المحكمة
!! وطلب القاضي للاستفسار فأجابه القاضي بأنه حق شرعي وأنشد له أرجوزة الشهلي؛ ففطن رئيس المحكمة لشعر الشهلي، فسأل القاضي:
أنت ومن خزنت أمس؟

فرد القاضي عليه أنا والشيخ قاسم الشهلي ..
فابتسم رئيس المحكمة وأرسل في طلب الشهلي وسأله: إيش عملت بالقاضي فلان؟
فقال قلنا لكم إنه أخجف وأنتوا ماصدقتوا فوسعت له الخجفة من أجل تصدقوا !!

ما أكثر الخُجف اليوم في بلادنا في المحاكم والدوائر الحكومية وأماكن كثيرة من صنع القرار ! وما أكثر الذين يوسعون لهم الخجفة !!.
إعلان
تابعنا
ملفات