صـــنـــعــــاء مــديــنــة الــمـتـنـاقــضــات..!!

02-07-2020 10:30:05    مشاهدات285

واي إن إن - أدب

صنعاء البلد الذي أشرقت من أفلاكه شموس الحضارة ، وهي كذلك البلد الذي باض التخلف على رأسها وفقس..!
صنعاء أول كلمة في سطور التأريخ وآخر حرفٍ في هامش الجغرافيا!
تقولُ صنعاء إن الحظ يكرهها..وإن نأت عن سبيلٍ أُغلقت سبلُ
ما للظفائر يا بلقيس تأكلها.....نارٌ بـهـا هـذه مـن تلك تـشـتـعـلُ
يا سام قم لترى صنعاء أغنيةً.. يبكي على لحنها التقليدُ والمللُ
...
أول ما تلتقطه عيناك هي المتناقضات على قارعة الطريق والأرصفة والجدران والحياة بأكملها..
أغلق ستارة الواقع.. أسمح لنسمات الماضي ان تتخلل أفكاري عساي أفر من التناقضات التي تتجسد أمامي كل لحظة..
أركب أجنحة الخيال وأخرج رأسي من نافذة السيارة لأتنفس في الهواء خروجًا يذكّرك بمارد ألف ليلة وليلة.. أو خيالات آلة الزمن العجيبة..
أتقدم بالزمن للوراء وأدخل من بعد النهاية إلى قبلها..
أمسك بيد الإمام الشافعي أقبلها وأحمد الله على نجاته بعد أن أخذته قوات الخليفة هارون الرشيد كونه شارك في ثورة يمنية ضد الخلافة العباسية.. تبسمَ تبسم راضٍ واثق بالله وقدره يقول : ( نجوت من بلد العجائب بأعجوبة.. قلتُ بلد؟! أخبرني بأحد عجائبها فقال : رأيت في بلدكم أصمّان يتضاربان وأعمى يفصل النزاع بينهما.. يضحك ويمسح على لحيته ثم دار حوار بيننا ودار)..
...
أخرج من التأريخ عبر آلة الزمن العجيبة فأجد نفسي في صنعاء القديمة أمام باب السبح احد أبواب صنعاء القديمة .. أتقدم رويدا رويدا فيلفت انتباهي شيئا لم يكن في الحسبان.. أشاهد بيوتًا هزيلة عجفاء تكاد تلتهمها عماراتٌ سمانٌ جادها حظ صاحبها فأمدها بالرخام وترسانة الأسمنت وكساها بالقرميد المزخرف والألومنيوم اللامع والزجاج السميك.. متساءلا كيف استطاع قراصنة الثراث أن يحتالوا ويقنعوا الهيئة العامة للمحافظة على المدن الأثرية بهد تلك المباني الأثرية التاريخية واستبدالها بهذه المباني الحديثة المسلحة التي تشق عنان السماء..
أجثو على ركبتي حزينًا باكيًا على دمار وتشويه أقدم حضارة في التأريخ.. على هذه التحفة الأثرية الغاية في الجمال والروعة فأتذكر كيف كانت بالأمس القريب وكيف صارت اليوم متساءلاً بعد مارأيت ما رأيت من الضياع والتشويه والدمار هل ستخرج صنعاء من قائمة الثراث العالمي؟
إعلان
تابعنا
ملفات