هادي الى امريكا ...رحلة علاجية ام هروبا من لقاء غريفيث

13-08-2020 03:57:16    مشاهدات324


واي ان ان-خاص -تقارير

بينما يحط المبعوث الأممي الى اليمن راحلته في الرياض يبلغه الرئيس انه ضيف غير مرحب به ،وإن كانت العبارة بحجة اخرى ،حيث غادر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في ساعة متاخرة من مساء أمس الثلاثاء ،العاصمة السعودية الرياض، متوجها الى امريكا، قبل ساعات قليلة فقط ،من لقاء كان مقررا ان يجمعه بالمبعوث الاممي مارتن غريفيث، الذي وصل العاصمة السعودية امس الاول( الاثنين).

هادي  اتخذ استراتيجية ثعلبية لكسر شهية المفترس الأممي الذي يحاول في كل مرة يتلقى فيها صفعات من المليشيات ان يبرد الصفعات تلك بالضغط على الحكومة والرئيس الشرعيين لتقديم التنازلات التي من شأنها ان تحفز خطة المشلوشة ومساعية الميتة في مهدها.

وبعد ان كان اليمنيون يتوقعون حزم اممي يفضح المليشيات يتفاجأ الجميع ان غريفيث يعمل بكل جهده لمساوات تلك المليشيات بالدولة وشرعنة انقلابها بكل الوسائل الدبلوماسية.

وفيما طالب ناشطون ومدنيون الرئيس هادي بعدم التعامل مع المبعوث الأممي كونه احد الاسباب في اطالة الأزمة اليمنية والمنقذ الرئيس للمليشيات كان هادي مخيبا لآمال تلك المطالبات الشعبية.

ولكن مغادرة الرئيس هادي الى واشنطن ،هذه المرة وإن كانت بهدف اجراء فحوصات طبية معتادة كما اعلن ،فهي تعبر عن موقف رئاسي رافض لتحركات غريفيث، الذي يحاول فرض مسودة حل معدلة، على هادي، خضعت لمزاجات الحوثيين.

ويتوقع للرحلة العلاجية للرئيس هادي في واشنطن ان تستمر اسبوعا كاملا قبل ان يعود الى مقر اقامته في الرياض ،اي بعد ان يعود غريفيث من حيث اتى خاليا الوفاض وحاملا خفي حنين.

وفيما كانت الحكومة الشرعية قد رفضت مسودة الحل المعدلة التي جاء بها المبعوث وعرضها على هادي قبل اسابيع تشير مصادر مطلعة الى ان غريفيث سيلتقي الاربعاء مسئولين في الحكومة اليمنية؛ لكنه لم يعد بامكانه لقاء هادي الذي غادر الرياض امس الثلاثاء بالتزامن مع وصول المبعوث اليها، في اجراء يعكس رفض هادي الجلوس مجددا مع غريفيث.

وكان نائب الرئيس علي محسن صالح قد التقى اليوم  بالمبعوث الاممي نيابة عن الرئيس هادي، بحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال معين عبدالملك.

وتركز زيارة غريفيث الحالية الى الرياض على مسودة الإعلان للحل الشامل التي رفضتها الشرعية بعد ان خضعت لشروط حوثية حيث سيتجه غريفيث لمقابلة وفد الحوثيين في مسقط بعد ان كانوا قد رفضوا مقابلته في رحلته المكوكية الأخيرة.

غريفيث كان قد بدأ زيارته امس للرياض بلقاء امين عام مجلس التعاون الخليجي حيث بحثا عدة ملفات ابرزها جهود تحقيق السلام في اليمن طبقا للمرجعيات المتفق عليها والتي يحاول غريفيث القفز عليها، عبر المسودة التي يسوق لها اضافة الى ملف ازمة صافر ومخاطر ترك ناقلة النفط العائمة في راس عيسى بالحديدة، دون صيانة بسبب عرقلة الحوثيين ووضعهم شروطا جديدة، قال عنها ناطق الحكومة اليمنية بانهاء تعجيزية.

غريفيث وبعد الرفض الحكومي لخطتة المتحوثة كان قد تحدث عن تعديلات اجراها عليها، الا انه وبحسب مصادر حكومية يمنية  قالت إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث لم يُدخل أية تعديلات حقيقية، على مسودة الإعلان المشترك للحل الشامل للأزمة اليمنية بعض الرفض الحكومي للنسخة الأولى التي تم تقديمها في يوليو الماضي.

فيما لا تزال الخطة مانحة لجماعة الحوثيين "سلطة كاملة على مطار صنعاء الدولي، ورحلات مباشرة تحت إشراف الجماعة، في إلغاء كامل لسيادة الدولة اليمنية، وهذا يُشرعن الانقلاب ويمنحه فرصة جوية لتهريب الصواريخ البالستية ،وفي ذلك اطالة لأمد الحرب ونهاية لحياة المواطن، وسيادة الدولة، حيث اعتبرت المسودة الأممية الشرعية "طرفاً في الصراع"، وهذا مخالف لكافة مرجعيات السلام التي تؤكد على وجود "حكومة شرعية" و"انقلاب"، متمثل بالجماعات الحوثية.

اذا لم يعد ممكنا لغريفيث هذه المرة ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً للقبول بالإعلان المشترك لوقف الحرب لأن هذه المسودة قد تكون ناسخة لكل ما قبلها من مرجعيات الحل السياسي الثلاث والتي رفضها الحوثيون.


التراخي الأممي المتمثل في تدليل الحوثيين والإستمالة مع مطالبهم  والتي كان آخرها هو عدم إجراء أي تعديلات جوهرية في نص الإعلان المشترك يعني ان الزيارة محكومة بالفشل، وعلى غريفيث ان يذهب للعلاج لكي يسمع بالأذنين لأنه لا يسمع الا ما تقوله المليشيات، اما الشعب ودولته فاصبح ايمانهم بقول الشاعر:
لقد اسمعت اذ ناديت حيا ....ولكن لا حياة لمن تنادي
إعلان
تابعنا
ملفات