ملحمة نارية عن مأرب النصر ..

29-08-2020 10:59:35    مشاهدات539


واي إن إن - شعر / مفضل اسماعيل الاباره

ملحمة نارية عن مأرب النصر .. يسطرها الشاعر اليمني الكبير / مفضل اسماعيل الأبارة ..

مأرب النصر

صلوات الله تغشى مأربا
          وبنيها الأكرمين النُّجبا

الصناديد العماليق الأُلى
         نُسب البأس لهم وانتسبا

إنها أم الحضارات وهل
       عُرف التاريخ إلاّ مِن سبأ

موطن الأقيال من أهل العلا
          ولتُسائل شمَّراً أو يكرِبا


إنها مدرسة العِزِّ التي
         علمت كل الميامين الإبا

إنها أيقونة النصر التي
           لم تزل للمجد أماً وأبا

موطن القوة والبأس وسل
      محكم التنزيل عن صدق النبا


أكرم الناس لمن سالمهم
         عَذُبوا وِرداً وطابوا مشربا

ألطف الناس مع الناس وفي الـ
         حرب جِنٌّ يصنعون العجبا

حصن داعيهم ومن ناوءهم
            سحقوا أعظمه والعصبا


مأرب للضيف دارٌ وقِرى
          يطرد الهم ويجلو الكُربا

والملايين الأُلى جاءوا لها
        وجدوا فيها المقام الأطيبَ

إنما من رام أن يدخلها
          عنوةً يرجع منها إربا


إنها مأرب والأبطال يا
      أيها الحوثي فاعرف مأربا

فلتسل من فر منها .. لا تسل
     كلَّ من مثلك في الكهف اختبا

طفلها لعبته أن يقنص الـ
     ـصقر في جو السما إن لعبَ

وفتاها في ميادين الوغى
        أسدٌ يصطاد أسراب الظِبا

والمسنون بها كم ضيغمٍ
          وحدهُ يردع جيشاً لَجِبا

والنسا فيها بلاقيس هدىً
       (وأياكيهن) تردي الشهبَ


كلما في ماربٍ يغدو إذا
         مُسَّ شبرٌ من ثراها لهبا

رملُها.. أحجارها .. اشجارها
        تنتخي عزماً وتغلي غضبا

ولتسل صحراءها الغراء كم
       لقيَ الغازون فيها العطبَ


مأربٌ صمام هذا الشعب بل
       سيفه عند الوغى ان ضربَ

لم ترعها الحمم الحمراء والـ
     ـقصف بل زادت ذويها طربا

وصواريخ الردى ما حركت
       عند طفلٍ من بنيها هدبا


أيها الحوثي هذي مأربٌ
     لم يجد فيها عميلٌ مأربا

والخيانات التي اعتدت على
           لعبها لن تلقَ فيها ملعبا

فذووها هِممٌ شماء لن
         تلقَ فيهم خائناً أو ذنبا

لا يبيعون سجاياهم ولو
            أنت اتخمت ثراها ذهبا


قل لمن جاء اليها طامعاً
          من قوى الشر وجُرذان الوبا

لو قرأتم أسطراً من سفرها
            مـــا تلفَّــــــتم إليها أدبـــا

طمعوا في نفطها جهلاً وهل
       يقرأ التـــــاريخَ خرفانُ الغبا

نفطها الدفاق لم ينبع سوى
       من جثامين الغزاة الغـــربا


مــــاربٌ والله لـــــن يدخلها
     غاصبٌ مهما ادعى او كذبَ

فهي في عهدة جيل كـــامل
        من بنيها للفـــــداء انتصبَ

وحمى جيشٍ كميٍّ بــــاسلٍ
       يطحن الشمَّ إذا مـــــا وثب

وحمى أحرار شعبٍ بذلـــوا
      كي يصونوها الدم المنسكبَ

وهي من قبل ومن بعدُ معَ
      ربها الحقِّ الذي ما غُـــلب


مأربٌ مسمار نعش البغي في
      كل أنحــــاء بلادي خـــــرَّبَ

وهي البوابة الأولى لكي
        نستردَّ الوطنَ المغتصبَ

قل لعبد الفُرس فليحشد إلى
      ساحهـــــا قــــادته والرتبَ

يا حشود الظلم والجهل اقبلي
      لجحيم الموت أهلاً مرحــــبا

يا قناديل الكهانات احشدي
       كي تصيري جيفاً أو حطبا

يا زنابيل الضـــــلال اقتربي
       ويل مَن .. مِن لابتيها اقترب

قسمــــاً ان تتمنوا أنـــكم
        تستطيعون النجا والهربَ


انها الثقب الذي يلقف ما
       حشد السيء أو ما دربَ

فإذا نهر القذارات الذي
        ساقه نحو رباها نضِبا

هب جيش الشعب يجتث بقا
     ياه من كل النواحي والرُبا

وتنادى الشعب كل الشعب يز
     جي لها من شكره ما وجبَ

صلوات الله تغشى مأربً
     بعد خير الخلق طه المجتبى
إعلان
تابعنا
ملفات