قراءة نقدية تذوقية لقصيدة(الأطلال): د/ إبراهيم ناجي

02-09-2020 06:32:42    مشاهدات2069


واي إن إن - فاطمة عبدالطيف


قراءة نقدية تذوقية : فاطمة عبد اللطيف لقصيدة(الأطلال) : د/ إبراهيم ناجي
الجزء الأول:
       لقد ظلت الأطلال عملاً شعرياً لا يعرفه الا الخاصة من الدارسين وشُداة الأدب ومتتبعي الشعر حتى أُتيحَ لبعض مقاطعها أن تصل إلى أسماع الملايين على متن صوت أم كلثوم ( كوكب الشرق) عند ذلك ذاعت شهرتها وتناقلتها الألسنة والأسماع وأصبحت أشهر ماتعيه ذاكرة العامة من شعر ناجي
يصف الشاعر إبراهيم ناجي الأطلال بأنها قصة حب عاثر ‘ التقيا وتحابا ثم انتهت القصة بأنها هي صارت أطلال جسد ‘ وصار هو أطلال روح وهذه الملحمة تسجل وقائعها كما حدثت
يقول الشاعر:
يافؤادي رحم الله الهوى
           كان صرحاً من خيالٍ فهوى
أسقني واشرب على أطلاله
          واروِ عني طالما الدمعُ روى
كيف ذاك الحبُ أمسى خبراً
         وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطاً من ندامى حلمٌ
         هم تواروا أبداً وهو انطوى

يرثي الشاعر حبه الذي شيد له في أعماقه صرحاً من الخيال فتهاوى هذا الصرح عندما اصطدم بصخرة الواقع المرير فوقف على بقاياه وآثاره وترك الدمع يروى عنه قصة مآساته ويسأل قلبه كيف هذا الحب العظيم أمسى خبراً يتداوله الناس وحديثاً من أحاديث العشاق وقصة من قصص الغرام التي انتهت بالفراق
(يافؤادي) أسلوب إنشائي غرضه الترحم لقلبه والأسى لحاله وفيه استعارة مكنية حيث شبه قلبه بإنسان ينادي وحذف المشبه به ورمز له بشيءٍ من لوازمه وهو النداء فكان يسمع ويصغي للشكوى
(رحم الله الهوى) استعارة مكنية أخرى حيث شبه الهوى والحب بصورة إنسان فارق الحياة فدعا له بالرحمة والصورة تبرز الألم والحسرة
(كان صرحاً) تشبيه بليغ وفي كلمة صرح كناية عن شموخ هذا الحب في الماضي بدليل كلمة كان
(صرحاً من خيالٍ فهوى) كناية عن انهيار العلاقة بينهما وسر جمالها أن تأتي بالمعنى وتصحبه بالدليل فالمعنى انتهاء المحبة والدليل سقوط صرحها والصورة في البيت ممتدّة بامتداد انفعالاته
البيت مصرع بين هوى وهوى جناس تام حيث تشابه اللفظان نطقاً واختلفا معنى
(واشرب على أطلاله) كناية عن ااذكرى الجميلة المتبقية من هذا الحب
(أسقني وأشرب) أسلوب إنشائي ومثله (اروِ عني) وبين اروِ وروى جناس ناقص
(الدمع روى) كناية عن كثرة الدموع وغزارتها
(أمسى خبراً ـ وحديثاً ـ وبساطاً) تشبيهات للحب للدلالة على انتهائه وبقاء ذكراه
(أحاديث الجوى) استعارة مكنية تبرز ضجيج الذكريات في النفس حيث أصبحت كالأحاديث المتبادلة المتداخلة
(هم تواروا أبداً وهو انطوى) كناية أيضاً عن انتهائه وبقاء ذكراه

نواصل في الجزء القادم ......
إعلان
تابعنا
ملفات