واي إن إن الإخبارية - YNN
Toggle navigation
الرئيسية
الأخبار المحلية
عربي ودولي
حقوق وحريات
ترجمة
تقارير
اقتصاد
رياضة
ثقافة وفن
منوع
تكنولوجيا
فيديوهات
كاريكاتور
بحث
الأمين العام للأمم المتحدة يجدد دعوته للحوثيين بإحترام حقوق العاملين في المنظمات الدولية
وزير الصحة: اليمن ما زالت تعاني من 13 مرضًا مداريًا مهملًا
الكشف عن تفاصيل تشغيل معبر رفح
سورية: إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب أحد رموز نظام الأسد وإبن خالة بشار
واتساب : شركة إسرائيلية تجسست واستهدفت عشرات المستخدمين
اليمن والمغرب يوقعان عددا من اتفاقيات التعاون في اول اجتماع للجنة الوزارية المشتركة منذ 20 عاما
على شاطئِ البحر
06-09-2020 06:18:36
مشاهدات
366
فؤاد متاش
كان جالساً على شاطئِ البحر غيرَ بعيدٍ عن الناس وقد استقرَّ القمرُ وسطَ السماء وكان بدراً .. كان ينظر إلى القمرِ حِيناً وإلى البحر حيناً وإلى الأطفال الذين يمرحون حيناً وينظر إلى دفترِه حيناً ليكتب .. وكانت تتمشَّى قريباً منه مُختلِسةً إليه النظرَ بين الحِين والحين ثم اقتربت منه وجلست بجانبِه وهو لا يشعر بوجودِها حتى قالت :
" هل تكتبُ رسالةً غراميةً أم قصيدةً أم ماذا ؟! "
فالتفت إليها دون أن يظهرَ عليه أنه فوجِئَ وقال :
" أكتبُ قصيدة "
هي : " ما موضوعُها ؟ "
هو : " حوارٌ بيني وبين البحر "
هي : " هل يُمكِنُ أن تُسمِعَني ما كتبت ؟ "
هو : ينظر إليها بصمت
هي : تهُزُّ رأسَها مُبتسمة
هو : يقرأ الأبياتَ التي كتبها ثم يقول : " لم تنتهِ القصيدةُ بعد "
هي : " يا لروعةِ ما كتبت ! "
هو : يهزُّ رأسَه علامةَ الشكر
هي : " ولكن قُل لي لماذا قصيدتُكَ حزينة وصوتُك حزين ؟! "
هو : " الشعرُ والصوتُ يخرُجان من القلب وكيفما كان القلبُ كانا "
هي : " هذا يعني أن قلبَكَ حزين "
هو : ينظر إلى البحر صامتاً
هي : تنهضُ واقفةً فتتناثرُ خُصلاتٌ من شَعرِها الأشقرِ على جبينِها وخدّيها وعُنُقِها وصدرِها وظهرِها وتبتسمُ ابتسامةً تُبدِّدُ أحزانَه وتقول :
" لا تُفكّر كثيراً فإنّ كثرةَ التفكيرِ تجلبُ الحزن "
هو : ينظر إليها وقد فاجأه قولُها هذا ثم يقول :
" أين قرأتِ هذا الكلام ؟! "
هي : " لم أقرأه .. هذه حقيقةٌ كلُّنا نعرِفُها "
هو : ينظر إلى البحر بصمت مُفكِّراً .
هي : " تأخذُ حَفنةً من الرمل وتنثُرُها ثم تأخذ حَفنةً أخرى وتنثرُها وهكذا وهو يراقبُها وهي مُبتسمة ثم تقول بنبرةٍ طفولية :
" ليتني أستحمُّ بالرمل كما يفعل الأطفال "
ثم تجري حافيةً على الرمل وهي تصيحُ مسرورةً ثم تعود إلى حيثُ كانت فتجلسُ وتغرسُ قدميها في الرمل إلى كَعبَيها وتعبثُ بالرمل بيديها البيضاوين ثم تجري إلى الماء فتدخل فيه وتقول :
" دَع أحزانَكَ ودع القلمَ والدفترَ وضع قدميكَ في الماءِ وسِر "
هو : - بتهكُّم - " هكذا بهذه البساطة ؟! "
هي : " أجل بهذه البساطة "
ثم تسير في الماء دون أن تكشفَ عن ساقيها وتضرب الماءَ بيديها فتتناثرُ قطراتٌ منه فيبتلُّ شَعرُها ووجهُها وثيابُها .
هو : " إنّ هذا جنون "
هي : - مبتسمة - " أليس هذا جميلاً ؟ "
هو : يزُمُّ شفتيه مُستغرِباً
هي : " أحبُّ الماءَ كثيراً .. وأنت ؟ "
هو : " أحبُّه "
هي : " تعال إليه إذاً "
هو : " لقد جئتُ لأكتب "
هي : " ستكتبُ في منزلِك "
هو : " أنتِ لا تفهمين شيئاً "
هي : - مبتسمة - " ربما ، لكني أنصحُك بالدخول "
هو : " ما هو شعورُكِ وأنتِ في الماء ؟! "
هي : " إنني سعيدة "
هو : " إنكِ عاجزةٌ عن أن تُعبِّري عن شعورِكِ لقلةِ ثقافتِك "
هي : " قلتُ لكَ إنني سعيدة "
هو : " إنكِ لا تفهمين شيئاً "
هي : - مبتسمة - " أنا أعيشُ السعادة ولكني لا أستطيعُ تعريفَها وأنتَ تستطيعُ تعريفَها ولكنك لا تعيشُها "
هو : ينظر إليها مندهشاً فلم يتوقع أن يسمعَ منها هذا الكلام ويستغرق في تفكيرٍ عميق حتى تأتيَ فتنضحَ كفَّ ماءٍ على وجهِه ضاحكةً فتُخرِجُه من دائرة التفكير التي دخل فيها فاستغرب فعلَها ولكنه لم يغضب .
هي : " عُذراً "
هو : " لا بأس "
هي : " أردتُ أن تشعرَ بالماء "
هو : " معكِ حقٌّ فإنّ الشعورَ بالماء لا يكون بمُجرَّدِ النظرِ إليه .. فلسفتُكِ أعجبتني "
هي : " هل هذه فلسفة ؟! "
هو : " أجل "
هي : " أنا لا أعلمُ إلا أنّ الشعورَ بالماء إحساسٌ جميل"
هو : - بصوتٍ هامس - " إنّ ما تعلمينه كثير "
هي : " هل لك أن تكتبَ قصيدةً تصفُ بها شَعريَ الأشقر ؟ "
تقولُها مبتسمةً وهي تعبثُ بخصلاتِ شَعرِها .
هو : ينظر إليها مبتسماً .
هي - مبتسمةً - " سأصِفُ شَعري بنفسي فأنا شاعرة .. إحم إحم .. إنّ شَعري كموجِ البحر .... "
ثم تنفجر ضاحكةً فيبتسمُ ابتسامةً عريضةً فتقول :
" إنّ وجهَكَ ساطعٌ وأنت مبتسم "
فيتساءل في نفسِه : " لماذا يسطعُ الوجهُ حين نبتسمُ أو نضحك ؟! هل الابتسامةُ هي إشراقةُ الروح ؟! "
ثم يتأمل وجهَها بعمق فتشعر بعمق نظراتِه فتخجلُ رغمَ جُرأتِها فيُحوِّلُ نظرَه إلى البدر ويتأمله قليلاً ثم ينظر إلى وجهِها ويكتب هذا البيت :
وجهٌ كأنّ البدرَ توأمُهُ يبدو عليه تَوهُّجُ البدرِ
هي : تلعب بالماء ضاحكة
هو : يكتب هذا البيت أيضاً
يا ليت شِعري أين منزلُها أم أنّها حوريةُ البحرِ
هي : تخرج من الماء وتقترب منه وتأخذ بيده قائلةً بإصرار :
" البحر يُناديكَ فهيا إليه " وتجُرُّه إلى الماء وهو يسير خلفها مُتردِّداً : " لا أريدُ الدخولَ في الماء .. هيه .. اسمعي .. قلتُ لكِ اسمعي "
ولكنها تستمرُّ في جَرِّه إلى الماء حتى يدخُلَ فيه فيغمرُه الماءُ إلى ساقيه فيقول :
" يكفي "
هي : " هل تستطيع السباحة ؟ "
هو " أجل "
هي : " فاسبح إذاً "
هو : " لا أريد أن أسبح "
هي : " السباحةُ الليليةُ مُمتعةٌ جداً "
هو : " ولكني لا أريد أن أخلعَ ملابسي "
هي : " لا تخلعها .. اسبح بها "
هو : يسبح دائراً حولَها وهي تصفِّقُ وتضحك كالأطفال ثم تطلب منه أن يُعلِّمَها السباحة فيقول :
" اسبحي كما رأيتِني أسبحُ فإنّ الأمرَ سهل "
فيُغريها قولُه فتتمدَّدُ لتسبحَ فتغرقُ فتقفُ على قدميها ضاحكةً بخوف وتقول :
" أتريد أن تقتُلَني ؟! "
هو : يضحك ثم يقول : " هذا المكانُ ليس عميقاً "
هي : " عليكَ أن تُمسِكَ بي حين أسبح "
هو : ينظر إليها صامتاً حائراً .
هي : " أرجوك .. أرجوك "
هو : يتلفّتُ لينظر حولَه ثم يقترب منها ويقول :
" لا تنقبضي على نفسِكِ وضُمِّي أصابعَ يديكِ وجُرّي الماءَ بارتياح ولتَكُن حركةُ يديكِ متناسقةً مع حركةِ رجليكِ وتَخفَّفِي ولا تَتثاقَلِي لكي يرفعَكِ الماءُ .. هل فهمتِ ؟ "
هي : " أجل أجل فهمتُ كلَّ شيء وصار الأمرُ سهلاً جداً عندي ولكن لا بُدَّ أن تُمسِكَ بي حين أسبح "
فيضحكان ثم تسبح وهو يمسكُ بها ويمشي فتفرح ظناً منها أنها قد تعلّمت السباحة فيقول :
" يا لكِ من سبّاحةٍ ماهرة " فتضحك ويضحك ثم تقف على قدميها فتنضحه بالماء وينضحها ويتلاحقان ويسبحان ويُغنّيان حتى تأتيَ صديقاتُها اللواتي كُنّ يبحثن عنها فيأخُذنها فتذهب معهنَّ مُلوِّحةً له بيدِها .
ذهبت دون أن يعرفَ اسمَها ولم تعرفِ اسمَه .. كان هذا هو اللقاءَ الأولَ بينهما .. ربما يلتقيان مرةً أخرى وربما لا يلتقيان .. ذهبت ولكنّها تركت في نفسِه أثراً عميقاً .. أحسَّ أنه صار إنساناً آخر .. غيّرت فيه أشياءَ كثيرةً ببساطتِها وطَيشِها وخِفّةِ دمِها وجُرأتِها وانطلاقِها ولا مُبالاتِها .. فلسفتُها غلبت فلسفتَه بل قُل : عدمُ فلسفتِها غلبت فلسفتَه .
وأطرق بضعَ دقائقَ يتفكَّرُ في حياتِه التي يحياها فأدرك أنه يقسو على نفسِه كثيراً وأنه يُحمِّلُها فوق طاقتِها .. وعزم على تغييرِ نظامِ حياتِه الرتيب ووقف على قدميه واستنشق هواءَ البحرِ ثم مشى في الشاطئ ثم هرول ثم جرى ثم دخل البحر وسبح حتى تعب ثم عاد فاستلقى على الرمل وقد أحسَّ أنه تحرّر من قيودٍ كثيرة كانت تُثقِلُه .. وأشرق وجهُه بابتسامةٍ لم يعرفها من قبل ولأولِ مرةٍ شعر أنه يحتاج إلى أشياءَ كثيرة .. ونظر إلى القمر مُبتسماً وقال :
" شكراً لتلك الفتاة فقد تعلّمتُ منها ما لم أتعلَّمه من الكتب " .
كتابات
إقرأ لي
طارق محمود
محمد ابو رمان
علي انوزلا
المهدي مبروك
المزيد..
الحوثي وحماس وتحالف ما بعد الهدنة
بشرى المقطري
حسابات الرابح والخاسر في اتفاق غزّة
طارق محمود
لماذا يراد أن تكون صورة إب محافظة للخمر والرذيلة؟
مصطفى ناجي
هل تفكّك "الهلال الإيراني"؟
محمد ابو رمان
ثلاثة دروس من هروب الأسد
علي انوزلا
المزيد..
كاريكاتير اليوم
حرب إيران وإسرائيل وأمريكا بينهما
المزيد
إعلان
تابعنا
رياضه
رسمياً.. نيمار يغادر الهلال ويعود إلى سانتوس
1/30/2025 10:50:54 PM
البحرين بطلة "خليجي 26"
1/4/2025 9:04:20 PM
خليجي 26: البحرين تقصي الكويت المستضيفة وتحلق إلى النهائي
12/31/2024 11:32:09 PM
المنتخب السعودي يهزم نظيره العراقي بثلاثية ويطيح به من "خليجي 26"
12/28/2024 10:13:36 PM
البحرين في المربع الذهبي بثنائية في العراق في خليجي 26
12/26/2024 10:42:50 AM
المزيد
ملفات
الأكثر مشاهدة
مكالمة مسربة تكشف المستور عن اساليب عمار صالح في استخدام فتيات لتشويه خصومه " اسماء "
10/23/2020 4:35:28 AM
كاريكاتور رئيس وفد الحوثيين يقدم اليمن للرئيس الإيراني الجديد على طبق أثناء تمثيل وفد الحوثيين للمباركة له بمناسبة إنتخابه رئيساً لإيران
8/9/2021 9:21:28 PM
الحب والبن.. القصة والقصيدة والأغنية
12/22/2020 9:27:23 PM
موقع أمريكي يكشف عن الشخص الذي أفشل مخططات الحوثيين في احتلال مأرب
7/25/2020 3:53:49 PM
لماذا قرر الرئيس الروسي غزو أوكرانيا الآن .. وماذا تعني عقيدة " بوتين " ؟
2/24/2022 11:12:30 PM