30 نوفمبر تاريخ جلاء و منجز عظيم

01-12-2020 12:06:47    مشاهدات2067


مصطفى القحفه

عيد الجلاء أو عيد الإستقلال الذي يحتفل به اليمن في يوم 30 نوفمبر من كل عام، وهو تاريخ جلاء آخر جندي بريطاني عن أراضي جنوب اليمن المحتلة في 30 نوفمبر 1967م .


فبريطانيا أحتلت عدن لمدة 129 عاماً منذ 19 يناير 1838م حتى خروج أخر جندي بريطاني منها في 30 نوفمبر 1967م وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.


ويعود إهتمام بريطانيا بالمنطقة اليمنية الي بداية القرن السابع عشر عندما بدلت أهتمامها كجزء من المنافسة التجارية الاوروبية ومزاحمتها للبرتغاليين والهولنديين في المنطقة العربية والبحر الاحمر الي المنافسة السياسية ,ومنذ العام 1609م أرسلت أولى رحلاتها الي عدن والبحر الاحمر عبر شركة الهند الشرقية , لتآسيس الوكالة البريطانية في المخاء, الي ان تم إحتلال عدن من قبل المحتل البريطاني بعد ان أحتكرو الشطر الاكبر من تجارة اليمن الخارجية وبالذات تجارة البن وتسويقه الي أجزاء كثيرة من العالم, وأصبحوا يمارسون النفوذ الأدبي على أئمة صنعاء حينها , ومع مرور الوقت خصوصا مع مجئي الغزو الفرنسي الي مصر 1798م تحولت المنافسة بين الانجليز والفرنسيين من منافسة تجارية الي سياسية .


وفي عام 1802م عقدت بريطانيا أول معاهدة مع السلطان العبدلي المسيطر على ميناء عدن حينها, وبعد الاتفاقية أصبح الميناء مفتوح للبضائع الانجليزية
ثم سيطر البريطانيون على عدن عام 1938م عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة التي كانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937م عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني.
وعندما غزت بريطانيا عدن وأستولت عليها سنة 1938م لم تركن إلى حصانة عدن ومناعتها وحدها ولا قوة بريطانيا العسكرية فيها ولكنها اخذت تمد نفوذها إلى مناطق شاسعة من اليمن فآستولت على ما أسمته فيما بعد بـ "المحميات التسع " التابعة لمستعمرة عدن حتى 1880م ، وبعد هذا التاريخ بسطت حمايتها فيما بعد على كثير من المناطق المجاورة الأخرى بين مشيخة وإمارة وسلطنة عن طريق مشائخها وأمرائها الذين أرتبطت معهم بإحلاف ومعاهدات وربطتهم بحكومة عدن ، وجعلت من كياناتها شبه مستقلها عن بعضها البعض ، وتغيرت تباعاً مسمياتها من مخاليف إلى إمارات وسلطنات ، لتكون حصوناً لحماية مستعمرة عدن ، وصارت تدعى المحميات الغربية والشرقية ، فالمحميات الغربية هي : سلطنة لحج ومركزها الحوطة ، ويتبعها سلطنة الصبيحة ومركزها طور الباحة ، وسلطنة الحواشب ومركزها المسيمير , و سلطنة الفضلي مخلاف أبين، وكان مركزها شقرة ، ثم زنجبار ويافع العليا ومركزها المحجبة ، ويافع السفلى ومركزها القارة ، والعوالق العليا ومركزها نصاب ، والعوالق السفلى ومركزها أحور ثم المحفد ، وكانت العوالق العليا والسفلى تدعى "مخلاف أحور" ، وبيحان ومركزها بيحان القصاب ، ومشيخة العواذل ومركزها زارة ، ومشيخة دثينة ومركزها مودية ، وإمارة الضالع ومركزها الضالع ,
والمحميات الشرقية هي سلطنة الواحدي ومركزها بئر علي وأحياناً كانت تنقل إلى حبان ، والسلطنة الكثيرية ومركزها سيئون والسلطنة القعيطية ومركزها المكلا وسلطنة المهرة ومركزها القشن .


الي ان قامت ثورة 14 أكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني ، والتي أنطلقت شرارة ثورتها من آعالي قمم جبال ردفان ، بقيادة البطل / راجح بن غالب لبوزة ، الذي أُستشهد مع مغيب شمس يوم الثورة ، وشنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة أستمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل.
واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية .


ولم يقتصر نضال شعبنا وكفاحه المعبر عن رفضه لبقاء الاحتلال البريطاني على تلك الانتفاضات المسلحة في العديد من أرياف الجنوب اليمني، إذ شهدت مدينة عدن ومنذ فترة الخمسينيات مخاضاً وإرهاصات وطنية بمختلف أشكال الفعاليات السياسية والنقابية والطلابية والنسوية المعبرة عن الشأن المحلي وتفاعلاً وتضامناً مع قضايا الأمة العربية والإسلامية وقضايا التحرر العالمية, حيث تأسست التنظيمات السياسية والنوادي والتكتلات ومن أهمها تأسيس نادي الشباب الثقافي الواجهة الأمامية لحركة القوميين العرب عام 1953م.
وتكوين مؤتمر عدن للنقابات عام 1956م الذي تغير اسمه عام 1958م إلى المؤتمر العمالي.


و تنظيم الحركة الطلابية عام 1954م وقيام الإضرابات الطلابية للطلبة والطالبات,
وكان لقيام ثورة 23 يوليو 1952م في مصر أثر كبير في تصعيد الأشكال النضالية المعبرة عن رفضها لبقاء الاستعمار البريطاني على أرض الجنوب والتطلع ليوم النصر في جلاء قوات المستعمر ونيل الاستقلال، فكانت فترة الخمسينيات فترة التعبير عن ذلك الزخم العظيم سياسياً ونقابياً وطلابياً، وعكست القناعات والطموحات وترسخ الإيمان بضرورة الأخذ بخيار الكفاح المسلح لتخليص الجنوب من براثن الاستعمار البريطاني.


وفي 18 يناير 1963م تم دمج مستعمرة عدن مع اتحاد الجنوب العربي باسم ولاية عدن , وعانى الاتحاد بعد ذلك الكثير من المشاكل وتم إعلان حالة الطوارئ بعدن في 10 ديسمبر 1963م حتى 30 نوفمبر 1967م يوم إستقلال جنوب اليمن وإعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حيث أستلمت السلطة الجبهة القومية للتحرير ثم بعد ذلك جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وخرج المستعمر يجُر أذيال الهزيمة والي غير رجعة ,وسيظل الشعب اليمني حرآ أبيآ شامخآ
رافضآ اية وصايه عليه
مقدمآ كل التضحيات في سبيل حريته وسلامة آراضيه
ولن ترئ الدنيا على أرضي وصيآ.
إعلان
تابعنا
ملفات