الحمزي .. لسّتُ سيداً

الحمزي .. لسّتُ سيداً

01-12-2020 12:19:47 مشاهدات1209

واي إن إن - إبراهيم الحمزي

بدأت الدراسة الأسبوع الماضي وكما تعلمون الاسبوع الأول من الدراسة يكون تعارف مع الأساتذة الجامعيين الجدد وكذلك بعث المشاعر الحميمية بين الزملاء وتدار الأسئلة حول العطلة وكيف تم قضائها ؟
دخل الأستاذ الأول وعرفنا عنه وعن دراسته وشهائده الجامعية العليا التي وضعته في مكانه الآن ثم أتجه نحونا وكنت في الصف الأول على يمين الأستاذ ، أشر نحوي وقال : الآن دوركم لتعرفونا عنكم .
ابتسمت له وقلت : إبراهيم الحمزي .
سرعان ما اختفت ابتسامته وساد الصمت المريع في القاعة ، حملق بنظره نحوي وسألني بهدوء قاتل : حمزي من حجه وإلا صنعاء .
عرفت مقصده بل وكنت أتوقع أنه سيتفاجا عندما أخبره بإسمي ، نظرت نحوه وقلت بنبرة هادئه نوعاً ما وأنا ابستم : طبعاً لا من حجه ولا من صنعاء ، حمزي من إب وتحديداً من منطقة فرع العدين ، بني أحمد ، قرية عرعره ، المجاورة لمديرية شرعب السلام التابعة لمدينة تعز .
نظر نحوي وكأنه نسي الطلاب الآخرين وقال : بس مابش حمزي في إب .
ضحكت أنا ضحكة صغيره وقلت له : طبعاً الحمزي الذي أمامك لا يقول إنه من آل البيت ولا يشتي يقتل معاويه ، وكذلك الحسن والحسين ما يرتبطوا به إلا برباط الدين والتقوى يا أستاذ ، أنا من قريه صغيره ، جدنا الأول حمزه انتسبنا إليه فصرنا الحمزي ، أما إننا من آل البيت ما اركنك وكذلك أردفت له قائلاً : أقسم بالله ما في أحد يمتلك صلة برسول الله أو يمتلك قرابه مع أهل رسول الله ولكن هولاء الكلاب يستغلون الدين - وكلكم تعلمون - من أجل أن يرمون بابناء الناس إلى التهلكه وأبنائهم ما يصلح يروحوا الجبهات لأن جدهم الرسول .
أبتسم الأستاذ وقال لي : أحسنت وبارك الله فيك ..
شكرته ثم انتقل الى زميلي الآخر ليسأله عن إسمه ، وأكمل التعرف علينا .
هذا الموقف الأول والذي هو غيض من فيض ، والمواقف لا تحصى ولا تعد لذلك سأخبركم عن الحمزي - أنا - بن فرع العدين الذي يشتهروا بالسراكة والواكة وكما يقول المثل - عديني سرك - ما علينا من هذا ، اتركونا أخبركم من أنا حتى لا يأتي أحدهم ويسألني من حجه وإلا من صنعاء ؟ علي بن ابي طالب جدك ؟ ايش تقع لك فاطمة الزهراء ؟ هل تؤامن بأن أبوبكر الصديق خليفه عادل ؟ ماذا تقول بعائشة رضي الله عنها ؟.

أنا مثل ما كتبت في الأعلى من محافظة اب ، مديرية فرع العدين ، إنسان يحمل في قلبه حب للجميع ، يعتقد بأن الناس بل ويؤمن بأن كل الناس سواسية كاسنان المشط لا فرق مزين ولا خادم ولا قبيلي ولا سيد ولا دوشان ولا غيره ، بل والغي كل هذه المسميات وادرجهم تحت مسمى وأحد وهو ( الإنسانية ) فنحن بشر واصلنا إنساني ، وروحنا جميعاً من روح الله ، ليس السيد روحه فقط من الله والاخرين روحهم من الشياطين ، طبعاً أمي - حفظها الله - إمرأة ريفية بسيطة أمية ، رعويه ، تحب الأرض كحبها لي ، ومتيمة بالحقين ، دائماً ما كانت تقول لي - البقري وسط البيت مثل البقاله - لذلك كانت لديها سابقاً بقرتان ، أما الآن فقد كبرت في السن ولديها بقرة واحدة تهتم بها وتجلب لها الطعم والحشيش من الأحوال والحقول الزراعية ، دائما ما كانت تذهب تطعم وأنا اذهب بعدها لكي أحمل عنها الطعم ، يعني ببساطة عيشتنا عيشة البسطاء العاديين الذي لا يعرفون شيئاً عن آل البيت والحسن والحسين ، بيتنا مكونة من طابقين وأما تصميمها فهو تصميم قديم ليس تصميم يليق بإنسان يعود بأصله الى ال البيت ، يعني بيتنا من حق زمان ، أبي يا إخواني كان مغترب في السعوديه وخرج منها في بداية التسعينات عندما أخرجوا كل المغتربين اليمنيين بسبب دعم صالح للعراق ضد الكويت والتحالف العربي - رعد الشمال - عاد إلى وطنه بائس مكسور الخاطر يفكر بالمستقبل المجهول وليس في يده حيلة ولا عمل ولا قال أنا من آل البيت شمسك منصب بالدولة أو شخل الناس يخدمونا ، بل فكر جيداً والتحق بالجيش الوطني السابق في تعز ، ويقال بأنه تلقى تدريباته العسكرية هنا في مأرب ولا أعلم عن صحة الخبر ، حتى إننا لم أسأله أين تدرب بالضبط ، يعني خدم الوطن وشارك في معركة 94 ضد الإنفصال وكذلك شارك بي الحرب ضد اثيوبيا من أجل جزيرة حنيش ثم خدم في الجيش في صنعاء وتعز ومن ثم الحديده ، عاش ببساطة في الدفاع عن الوطن وعن الدين لا يعرف شيئاً عن آل البيت بل لم أسمعه يوماً منذو بدأت أسمع الأصوات من حولي يتكلم حول ال البيت أو يذكر الحسن وإلا الحسين .
قبيلتي يا إخواني معظمهم مدرسين وكذلك مغتربين وهناك طلاب وهناك أساتذة في الجامعات وكذلك هناك مزارعين وهناك أصحاب مهن كالنجارين والمقاولين والبنائين والخطاطين والمهندسين ، والأطباء كذلك ، يعني يتسمون بطبيعة الحب والسلام ، لا يحملون السلاح ولا يمتلكونه إلا البعض منهم ، أبي لديه سلاح من يوم أعرف نفسي ما خرجه إلا في عرس أخي الكبير عام 2001 وأنا بن ثلاث سنين - وخرجه مره ثانيه في عرس أخي الذي يكبرني عام 2016 وكان يلبسه في بعض أيام العيد ، يعني لا يهتمون بالسلاح ولا ينظرون إليه ولا يقولوا نحن من ال البيت لازم نتسلح ونحارب على حقنا المنهوب من زمان.
يعني أنا بن قريه ، رائحتي تعج برائحة المشاقر ، الريحان والكاذي والنعناع والاُزاب وكذلك البُياض ، أقدس الحياة الريفية ولكني أكره الريفيين أنفسهم من حولوا حياة الريف الهادئة إلى حياة جحيمية وممتليئة بالعذاب .

#معرفش_ال_البيت
#انا_عديني_سرك
#كلنا_بشر
#العنة_على_من_يصدق_بان_هناك_ال_بيت