لماذا نموت ؟

22-12-2020 04:24:16    مشاهدات420


واي إن إن - إبراهيم الحمزي

وعندما يصمت الجميع بحجة الخوف على النفس والرزق ، ينهض الطغيان بحجة الدفاع والحفاظ على الأوضاع الأمنية في البلد، وليس هناك شيئاً يتمناه الطاغي أكثر من وجود أناس يبحثون عن رزقهم قبل بحثهم عن حريتهم.

إذا كان الصامتين من الفئة المتعلمة والذين يشكلون نسبة كبيرة تحت سيطرة الانقلابيين فكيف سيكون الأميين الذين لا يعرفون شيئاً عن عزة النفس وعدم الرضوخ والانحناء والتمجيد الباطل لأناس كل همهم هو إخضاع الآخرين.

أكثر ما أطال هذه الحرب اللعينة هو سكوت الفئة المثقفة والواعية الذين هم تحت سيطرة الانقلابيين ، ولو كان الأمر بيدي لحكمت عليهم بالاعدام ليس شنقاً ولا ذبحاً ، ولا رمياً بالرصاص ، بل بإدخال نبال أخرجت من جمر أحمر مشتعل في ادبارهم حتى تخرج من أفواههم ، وهكذا سيكون هذا حكم سماوي رادع لكل من يتنازل عن حق الله في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية الربانيه التي تكسب الإنسان صفة الإنسانية.

لن يقوم لليمن أساس للنهضة والتعليم والخروج من هذا المأزق ، إلا عندما نتخلى عن الخوف المزروع في ذواتنا ، للاضطهاد وجهان ، وجه الجهل المزروع في الشعب والخوف المسيطر عليهم ، ووجه الذكاء السياسي في الرجل الديكتاتوري الذي لا يهمه شعب ولا دين ولا ملة ولا وطن ، ومتى خلع الشعب تلك الوجوه سيجد ذاته ، وإذا لم يخلعهم ، سيظل ذلك الشعب الذي يرضى بالعبودية مقابل كسرة الخبز.

غياب الشعور بالمسؤولية الصادقة اتجاة المستقبل هو الذي يولد كل هذه الكوارث ، الجهل والسباحة في محيط الأمية والابتعاد عن التعليم ، الركود والجمود العقلي الذي لا يقود إلى إيجاد أدنى مقومة من مقومات الحياة ، هذه بعض المسؤوليات الغائبة في وجدان المواطنين اليمنيين بأنهم مسؤولين عن مستقبل الوطن ، وكأنهم منتظرين لخالد بن الوليد ليحرر أرضهم ، أو لإينشتاين لياتي ويزرع نهضة تعليمية أو عصا سحرية لتخرجهم من هذا الوضع.

الفاسدين غايتهم صمت الشعب ، والطغاة سبيلهم سبات الشعب ، والجبابرة هدفهم رضوخ الشعب ، واعلموا أن الجهل والأمية والتخبط في ظلام العشوائية والرجعية والجمود العقلي والركود العلمي هم أمنيات الفاسدين.

نمارس الجهل والأمية بابهى صوره ، ونقول لماذا الغرب تقتلنا؟
إعلان
تابعنا
ملفات