هل سيلجأ اليمنيون إلى تحالف جديد بعد أن أصبح التحالف الحالي حارسا لعصابة الحوثي الإرهابية ؟

08-01-2021 11:24:00    مشاهدات185


عادل الشجاع

يقف اليمنيون على مقربة من دخول الحرب عامها السابع بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، وهم يمسكون على قلوبهم حسرة من هذا التدخل الذي لم يسفر عن أي نتائج إيجابية تذكر على أرض الواقع ، بل على العكس تمددت مليشيا الحوثي الإرهابية وسمح لها بقمع الانتفاضات المتكررة ابتداء من انتفاضة دماج مرورا بحجور ونزولا عند انتفاضة الرئيس السابق ، وهاهي اليوم تحاصر سكان الحيمة في تعز تحت مرأى ومسمع من طيران هذا التحالف وصمت الشرعية المغلوبة على أمرها والمختطفة من قبل التحالف الداعم لها .

يؤكد ذلك أن تحالف دعم الشرعية غير جاد في مواجهة عصابة الحوثي الإرهابية ، وتكمن أهدافه في أخذ الجنوب بعيدا عن الدولة اليمنية الجامعة لكل اليمنيين ، وليس أدل على ذلك من فشله في تحقيق نتائج إيجابية تذكر في مواجهة هذه العصابة ، سوى حرصه على منعها من التقدم تجاه مناطق الجنوب ، بل إنه يقوم بدور الحارس لها .

هناك من يرجع فشل التحالف إلى أنه لا يملك خطة استراتيجية حقيقية ، إلى جانب أن لديه أغراض سياسية أخرى ، ليس من بينها القضاء على عصابة الحوثي ، وهناك من يذهب إلى أن التحالف لا يوجد لديه إرادة حقيقية في مواجهة هذه العصابة على الأرض ، وكل هدفه هو منع سقوطها ومنع اليمنيين من مواجهتها ، مثلما هو حاصل اليوم في الجنوب ، حيث صنع مليشيات لمواجهة الشرعية بدلا من مواجهة الحوثي .

مالذي يمنع تحالف دعم الشرعية من ضرب مليشيا الحوثي التي تحاصر سكان الحيمة في تعز ، ولماذا يصمت عنها وقد ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإنسانية ، في اليمن وهجرت وشردت الملايين من اليمنيين ووصلت إلى أعلى سقف للجرائم باعتقال النساء وتجنيد الأطفال إلى جبهات القتال واعتقلت الآلاف من اليمنيين وأخفتهم قسرا واستخدمت التعذيب الممنهج وفجرت البيوت وسرقت المرتبات ونهبت الأموال والأراضي ، وحولت اليمن إلى مقبرة كبيرة .

يتضح بعد مرور ست سنوات من الحرب ودخولها عامها السابع محققة الرقم القياسي ومتجاوزة الحرب العالمية الثانية لم يحقق التحالف نتائج واقعية في مواجهة عصابة الحوثي الإرهابية ولم يوقع بها خسائر تذكر ، مما يؤكد فشل التحالف في مواجهة هذه العصابة .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، وربما بدأ البعض يطرحه على استحياء ، ربما يتحول إلى حقيقة ، هل هذا الفشل المتعمد من قبل تحالف دعم الشرعية ، يفسح الطريق أمام اليمنيين للاستعانة بحلفاء آخرين ، كما حدث في بعض الدول التي على الأقل أبرمت اتفاقيات مع الحلفاء باسم الدولة وليس كما هو حاصل اليوم ، حيث تنتهك إيران السيادة اليمنية في صنعاء والسعودية والإمارات تنتهكان السيادة اليمنية في عدن وسقطرى والمهرة ؟

هذه الأسئلة فرضها الواقع في ظل تزايد القناعة بأن التحالف لا يوجد لديه استراتيجية حقيقية لمواجهة عصابة الحوثي الإرهابية ، ويعتمد على تمرير الوقت ، وربما هذا التراخي يمكن عصابة الحوثي من الوصول إلى أسلحة غير تقليدية وتحديدا بعض أنواع الغازات والرؤوس الكيماوية والاسلحة البيولوجية غير المتطورة ، خاصة في ظل المشروع النووي الإيراني المنفلت ، والوصول إليها مسألة وقت لا أكثر ، وهو الأمر الذي يتفق مع استراتيجية التحالف في استقطاع الوقت ، ما يجعل اليمنيين يفكرون جديا في اللجوء إلى حلفاء جدد يخلصونهم من التحالف والحوثي على حد سواء .

هذا الموضوع للنقاش الجاد الذي يخدم الرؤية السليمة ويفسح المجال لطرح الرؤى التي تنهي هذه الحرب وتستعيد سيادة الدولة التي يكون قرارها بيد اليمنيين وليس بيد غيرهم .
إعلان
تابعنا
ملفات