المبعوث الأممي ينتقد سلوك الحوثيين في إحاطته أمام مجلس الأمن ويصفه بالخطير (نص الإحاطة)

15-08-2024 08:29:59    مشاهدات187

واي إن إن - متابعات

دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ ، الخميس، جماعة الحوثي في اليمن إلى الإفراج فورا ودون قيد أو شرط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص المحتجزين لديها، والامتناع عن المزيد من الاعتقالات التعسفية.
وحث غروندبرغ أثناء جلسة عقدها مجلس الأمن، جماعة الحوثي على التصرف بمسؤولية وتعاطف تجاه المواطنين، قائلا:"دعوهم يعودون إلى وظائفهم في خدمة اليمنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، ومساعدات التنمية، وبناء السلام، وحقوق الإنسان، والوساطة، وحماية التراث الثقافي".
وتحدث عن الحملة المنظمة لاحتجاز الموظفين اليمنيين التابعين للأمم المتحدة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية والبعثات الدبلوماسية وكيانات القطاع الخاص، حيث لا يزال العشرات من الرجال والنساء، من بينهم 13 موظفا من الأمم المتحدة، محتجزين في أماكن مجهولة.
وأشار إلى إغلاق الجماعة لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في صنعاء واقتحامه في 3 آب/أغسطس. وقال : "هذه إشارة مشؤومة إلى الاتجاه الأوسع الذي تسلكه جماعة الحوثي وتمثل هجوما خطيرا على قدرة الأمم المتحدة على أداء ولايتها. إن حماية حقوق الإنسان تتعلق في الأساس بحماية مستقبل اليمن وحقوق وحريات اليمنيين".
وتطرق المبعوث الخاص لليمن إلى التصعيد الإقليمي قائلا إن "الشرق الأوسط يحبس أنفاسه حاليا"، معبرا عن أمله في أن يتم عكس المسار التصعيدي الذي شهدته الأشهر الماضية. وأشار إلى استمرار جماعة الحوثي في مهاجمة السفن في البحر الأحمر رغم الجهود الجادة لحماية اليمن من هذا التصعيد الإقليمي.
وكرر الدعوة إلى الأطراف اليمنية، والحوثيين على وجه الخصوص، إلى إعطاء الأولوية لليمنيين، مضيفا "مسؤوليتكم تنصب، أولا وقبل كل شيء، على اليمن. نحن بحاجة إلى تحويل التركيز مرة أخرى إلى اليمن وإيجاد حلول لمشاكل اليمن".
وأشار إلى الوضع الداخلي في اليمن، منبها إلى أنه على الرغم من أن مستويات العنف على طول خطوط المواجهة تظل محصورة نسبيا مقارنة بالفترة التي سبقت هدنة عام 2022، "فإننا نواصل مشاهدة استعدادات عسكرية وتعزيزات مصحوبة بتهديدات مستمرة بالعودة إلى الحرب".
وقال غروندبرغ إنه بالرغم من "الصورة القاتمة" فإن الأطراف بدعم من المملكة العربية السعودية، تمكنت من وقف دورة خطيرة من التصعيد والتي كانت تؤثر سلبا على قطاعي البنوك والنقل في اليمن وهددت بإشعال صراع عسكري متجدد.
وكرر التأكيد على أهمية العمل نحو توحيد العملة، والبنك المركزي الموحد، وضمان خلو القطاع المصرفي من التدخل السياسي، مشددا على أن مكتبه يظل عازما على إبقاء جميع القنوات مفتوحة ومواصلة الانخراط على مستويات وقضايا مختلفة بشأن الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد وترتيبات أمنية أخرى، والعملية السياسية، والإفراج عن المعتقلين المرتبطين بالصراع.
وقال المسؤول الأممي لأعضاء المجلس في ختام إحاطته: "إن رسالتكم المتسقة والموحدة حول أهمية العملية السياسية ووقف إطلاق النار، فضلا عن دعوتكم المستمرة للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة، تشكل أهمية بالغة في هذه الأوقات المضطربة".
وفيما يلي : نص إحاطة المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة:
شكراً لك، السيد الرئيس.
السيد الرئيس، بعد أربعة أيام في 19 آب/أغسطس/ سنحتفي باليوم الإنساني العالمي، وهو يوم كُرِّس تكريماً لجهود الذين لم تفتر جهودهم في العمل دون كلل أو ملل في خدمة المحتاجين للمساعدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليمن. ومع ذلك، نواجه في اليمن حملة قمع تستهدف الفضاء الإنساني والمدني من قبل أنصار الله. فقد مضى حوالي ثمانون يوماً منذ بدأ أنصار الله حملتهم المكثفة في احتجاز موظفين يمنيين لدى الأمم المتحدة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية ومؤسسات القطاع الخاص. عشرات الرجال والنساء، منهم 13 موظفاً لدى الأمم المتحدة من ضمنهم أحد موظفي مكتبي لا يزالون جميعاً محتجزين في أماكن مجهولة.
تلك الإحتجازات جاءت بالإضافة إلى احتجاز موظفين من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من قبل أنصار الله، حيث تم احتجازهم منذ عامي 2021 و2023 على التوالي. إضافة الى ذلك، قام أنصار الله في 29 تمُّوز/يوليو بإغلاق مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء وطلبوا من جميع الموظفين الدوليين المغادرة. وبعد ذلك، اقتحمت قوات أنصار الله المكتب في الثالث من آب/أغسطس، في انتهاك صارخ لامتيازات وحصانة الأمم المتحدة. هذا الإجراء يشير الى اتجاه أوسع يتبعه أنصار الله ويمثل اعتداءً خطيراً على قدرة الأمم المتحدة في تنفيذ ولايتها. فحماية حقوق الإنسان هي في جوهرها حماية لمستقبل اليمن ولحقوق وحريات اليمنيين.

لذلك، أدعو أنصار الله إلى التصرف بمسؤولية ورأفة تجاه المواطنين والمواطنات في بلدهم والإفراج الفوري غير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص إضافة إلى أبناء الأقليات الدينية والامتناع عن المزيد من عمليات الاحتجاز التعسفية مستقبلاً. دعوهم يجتمعون مع أسرهم مجددًا، دعوهم يعودون إلى وظائفهم لخِدمَةً اليمنيين من خلال تقديمهم للمساعدات الإنسانية والإنمائية، وبناء السلام، وحماية حقوق الإنسان، والوساطة، وحماية الإرث الثقافي.

السيد الرئيس، إن الشرق الأوسط حاليًا يحبس أنفاسه، وآمل بصدق أن يتم عكس مسار التصعيد الذي شهدناه في الأشهر الماضية. فما بدأ في إسرائيل وغزة في أكتوبر من العام الماضي جَرَّ عدة بلدان أخرى بما فيها اليمن. وعلى الرغم من الجهود الجادة لفصل اليمن عن هذا التصعيد الإقليمي، ما زال أنصار الله يهاجمون السفن في البحر الأحمر وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تواصل ضرباتها على الأهداف العسكرية في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله. إن هذا الوضع، الذي استمر لأكثر من ثمانية أشهر الآن، لا يمكن إستمراره.

السيد الرئيس، إن هذا التصعيد الإقليمي يتزامن مع تحديات حقيقية وملحة داخل اليمن والتي تتطلب معالجة. إن معالجة النِّزاع المستمر منذ عقد من الزمن في اليمن لا يزال هو محور تركيز جهودي. هذا النِّزاع أودى بحياة مئات آلاف الضحايا وأَضْعَفَ النسيج الاجتماعي في اليمن وقوَّضَ توفير الخدمات العامة فيه، ما جعل اليمن أكثر هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية والمخاطر البيئية والأمراض. كما برز جليًا خلال الفيضانات التي شهدتها مؤخراً الحديدة ومأرب وتعز إضافة إلى تفشي وباء الكوليرا.

لذلك أدعو الأطراف اليمنية مجدداً وأنصار الله على وجه الخصوص لوضع مصالح اليمنيين في مقدمة أولياتهم. وأقول لهم إنَّ مسؤوليتهم الأولى والأخيرة تتعلق باليمن وعلينا أن نعيد التركيز إلى اليمن والعثور على حلول لمشكلات اليمن.

السيد الرئيس، خلال الأشهر الماضية، أعربت باستمرار عن قلقي العميق إزاء الاتجاه الذي تسير فيه الأحداث في اليمن، وللأسف، لا يزال المسار التراجعي المتمثل في استمرار الأنشطة العسكرية والخطاب التصعيدي مستمرا ومع أنَّ مستويات العنف على طول خطوط التماس ما زالت قيد الاحتواء النسبي مقارنة بمستوياتها قبل هدنة عام 2022، ما زلنا نشهد استعدادات عسكرية وتعزيزات يصاحبها تهديدات مستمرة بالعودة إلى الحرب، مع ظهور مزيد من التقارير حول الاشتباكات في الضالع والحديدة ولحج ومأرب وصعدة وتعز، ومرة أخرى، تمثل هذه التطورات تذكير صارخ بمدى هشاشة الوضع على طول خطوط الجبهات اليمنية.
رغم هذه الصورة القاتمة، السيد الرئيس، تمكن الطرفان الشهر الماضي، بدعم من المملكة العربية السعودية، من احتواء دائرة خطيرة من التصعيد التي كانت تؤثر سلباً في قطاعي البنوك والنقل في اليمن وتهدد بإشعال فتيل نزاع عسكري جديد. ومنذ إعلان تفاهم خفض التصعيد، الذي شمل تشغيل رحلات شركة الخطوط الجوية اليمنية وضمان استمرار وصول البنوك الكبرى في اليمن إلى الخدمات المصرفية الدولية، شهدنا بعض التقدم الأولي نحو تنفيذ ذلك التفاهم. ولكن الآن، يقع العبء على الأطراف لتنفيذ هذا الاتفاق، وهذا يتطلب ليس فقط العمل بحسن نية والالتزام بالوعود التي قُطعت، بل أيضًا تحويل هذه التفاهمات إلى إجراءات ملموسة تحسن حياة جميع اليمنيين ومعيشتهم. لذلك، أؤكد مجددًا على أهمية العمل نحو توحيد العملة، وإنشاء بنك مركزي موحد وضمان إستقلالية القطاع المصرفي عن التدخل السياسي. وقد أعدَّ مكتبي خيارات وقدم مقترح ومساراً واضحين لتحقيق هذه الأهداف، والتي استندت جميعها إلى مدخلات الأطراف أنفسهم، ونحن لانزال مستعدين لدعم الأطراف للوصول إلى حلول مقبولة للجميع من خلال الحوار، بما يعود بالنفع على جميع اليمنيين.
السيد الرئيس، في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام المنصرم، وافقت الأطراف على مجموعة من الالتزامات، وما زالت هذه الالتزامات قابلة للتحقيق حتى اليوم رغم كل التعقيدات التي تواجه المساحة المتعلقة بالوساطة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وما زلت ملتزماً بالحفاظ على جميع قنوات الاتصال مفتوحة وعلى استمرار انخراطنا على مختلف المستويات وعلى مختلف القضايا: في الاقتصاد، ووقف إطلاق النَّار الشامل في البلاد وغير ذلك من تدابير أمنية، وعلى عملية سياسية والإفراج عن المحتجزين والآسرى على خلفية النِّزاع.
تماشياً مع هذه الجهود، جَمَع مكتبي الشهر الفائت بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للمرأة سبعين ممثلة عن مختلف شرائح المجتمع اليمني في اللقاء التشاوري الرابع في المكلا في حضرموت لإستمرار العمل على تطوير رؤية لعملية سلام شاملة تتضمن صوت النِّساء، كذلك زار فريقي الرياض وعدن لمواصلة العمل نحو وقفٍ شاملٍ لإطلاق النَّار في جميع أنحاء اليمن، وغيرها من الترتيبات الأمنية بما في ذلك استكشاف طرق دعم جهود خفض التصعيد في اليمن. إضافة لذلك، منذ اجتماع الآسرى ومحتجزي النِّزاع في تمُّوز/يوليو، واصلنا عملنا مع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إحرازه في سلطنة عُمَان.
السيد الرئيس، نقوم بكل ذلك للمحافظة على التركيز على الأولويات بعيدة المدى، التي تهدف إلى الوصول لحل عادل ومستدام يخدم مصلحة جميع اليمنيين. مازلت مصمماً على إنجاز المهمة التي كلفني بها هذا المجلس ، وهي دعم استئناف عملية انتقال سياسي شامل بقيادة يمنية، وما زلت أعتمد على دعم المجلس الكامل لهذه الجهود. إنَّ اتِّساق رسالتكم ووحدتها حول أهمية العملية السياسية ووقف إطلاق النَّار، واستمرار تأييدكم للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة لهو أمر بالغ الأهمية في خضم هذه الأوقات العصيبة. شكراً لكم.

إعلان
تابعنا
ملفات