مؤلم أن نعرف بهولاء!

18-11-2020 05:12:05    مشاهدات167


أبو بكر الدوسي

فوق التاكسي سألني من أين قلت من اليمن، مباشرة رحب ثم بدأ يحدثني عن فلان (مشهور من المهرجين) وكيف انه يضَحّك، واسترسل في حديثه، وكلماته تنزل علي كالصاعقة.
قلت في نفسي يالله، هذا هو اليمن في نظرهم، فقط هذا!
اليمن الضخم بكل ما فيه، علماء، مفكرون، سياسيون، أكاديميون، مخترعون، أطباء، أبطال، كل هؤلاء يُختزَلُون في مهرجين أوصلناهم إلى مسامع الإقليم بأنفسنا.
لقد جلعناهم واجهة اليمن في وسائل التواصل بقصد أو بدون قصد.
نتفاعل مع ما يطرحون سواء بالنقد أو بالسخرية منهم، والنتيجة واحدة أوصلناهم للشهرة.
ثم يأتي متعاطف ويقول يا أخي هم بسطاء وأنتم معقدين.
يا أخي ارحمونا احنا مش ناقصين:
الصورة الذهنية لليمني في الخارج مش ناقصها تشويه فهي عندهم:
مولعي مخزن بالشقين.
مهرج مشولح أهبل.
بدائي بملابس متسخة ومبهذل.
جاهل بدون تعليم ولا شهادة.
مختلف ووووو
هذه هي الصورة الذهنية التي عندهم علينا، ونحن من رسمها.
ممثلون سخيفون يُظهِرون اليمني يتكلم بفم مكسور منحني 180 درجة، ملابس متسخة وصوت عالي، وسماجة فضيعة.
مشاهير أهم شيء لديهم كمية المشاهدات بأي محتوى.
رجااااااااء يكفينا اللي فينا، رفقا بصورتنا الذهنية لدى العالم.
فهي تؤثر بشكل مباشر على الكفاءات، يروح يتقدم لوظيفة أول ما تعرف الشركة جنسيته يبتادر إلى ذهن المسؤول تلك الصورة النمطية المشوهة التي صنعناها بأنفسنا، وبالتالي مهما كانت مهاراته، سيأخذ أقل منصب بأتفه راتب، وسيحتاج سنوات حتى يثبت لهم أنه مختلف عما رأوه كي يصعد إلى الوظيفة التي يستحقها بمهارته والراتب الذي يتناسب مع جهده وشهادته، وقد حرم منها بسببنا.
يكفي من فضلكم.

إعلان
تابعنا
ملفات